البلكيمي بعد إجراء عملية التجميل

يواجه النائب السابقأنور البلكيمي عدّة تهم تتعلّق بإزعاج السلطات والبلاغ الكاذب بعد أن ادعى أنه تعرض لعملية سرقة في محاولة منه للتغطية على جراحة تجميليّة في الأنف. وقدم البلكيمي استقالته من حزب النور السلفي المنتمي إليه والبرلمان المصري على خلفية الحادثة.


لم يكن يحلم يوماً ما أن يترشحإلى الإنتخابات البرلمانية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ولكنّ الثورة أخرجته من القبو الذي سجن فيه مبارك الإسلاميين، ومنهم السلفيون، وترشح في أول إنتخابات تشريعية على قائمة حزب النور السلفي، وورث مقعد أهم شخصية في عهد النظام السابق، ورث مقعد مهندس عملية التوريث أحمد عز، صديق جمال مبارك القوي، والذي كان يحرك البلاد كيفما يشاء. ورغم أن السلفية تُحرّم إجراء عمليات التجميل، إلا أنه أجرى جراحة تجميلية في الأنف، ولم يكتف بذلك، بل زعم تعرّضه لمحاولة اغتيال، أسفرت عن كسر في الأنف وكدمات في الوجه، من أجل التغطية على الجراحة quot;الحرامquot;، فكان جزاؤه أن فصله حزبه، وتقدّم بطلب إلى مجلس الشعب لإسقاط عضويّته.

إدعاءات بمحاولة اغتيال

إنه السلفي أنور البلكيمي الذي قال إنه تعرض لعملية سطو مسلح على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي في الثالثة فجر يوم 25 فبراير(شباط) الماضي، وتوالت ردود الفعل المنددة بالحادث، ولاسيما أنه يعتبر الثالث من نوعه خلال أقل من أسبوع ضد برلمانيين وسياسيين بارزين، منهم عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الأبرز للرئاسة، ثم النائب حسن البرنس وكيل لجنة الصحة.

ووصف حزب النور السلفي الحادث بأنه محاولة اغتيال، وتعرّضت وزارة الداخلية للكثير من الإنتقادات، بسبب ما وصف بـquot;التقصير المتعمد حماية الأمنquot;، ولكن في اليوم التالي تفجّرت مفاجأة نسفت رواية النائب السلفي، حيث تقدم الدكتور محمد البديوي مدير مستشفى لجراحات التجميل ببلاغ للنائب العام، قال فيه إن البلكيمي أجرى جراحة تجميلية في أنفه في المستشفى ومكث فيها يومي 27 و27 فبراير، ثم غادرها فجأة يوم 29 من الشهر نفسه، مشيراً إلى أن الضمادات التي ظهر بها في وسائل الإعلام مدعياً تعرضه لمحاولة اغتيال، هي نفسها الضمادات التي وضعها بيديه بعد إجراء الجراحة، وأضاف أن البلكيمي طلب من المستشفى عدم إخبار أي شخص أو وسائل إعلام بالجراحة، حتى لا يتعرض لانتقادات شديدة، لأن quot;عمليات التجميل حرامquot;.

عملية تجميل في الأنف

وقال مصدر قضائي لـ quot;إيلافquot; إن التحقيقات كشفت تضارب أقوال البلكيمي مع أقوال مدير مستشفى التجميل، وأقوال الأطباء في مستشفى الشيخ زايد التي نقل إليها في أعقاب ادعائه التعرض لمحاولة اغتيال.

وأوضح المصدر أن البلكيمي نفى في البداية إجراء جراحة تجميلية في الأنف، وبعد تقديم مدير مستشفى التجميل المستندات التي تؤكد دخوله المستشفى وإجراء الجراحة، ومنها تذكرة الدخول، وفاتورة العلاج والجراحة، وإقرار بتحمله كافة تبعات الجراحة، وقطعة من أنفه التي كسرت للتجميل، أقر بأنه أجرى الجراحة، ثم تعرض للسرقة بعد مغادرته المستشفى على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.

وكشف المصدر أن أقوال البلكيمي تضاربت أيضاً مع أقوال بعض الأطباء والممرضين في مستشفى الشيخ زايد القريب من الطريق الصحراوي، موضحاً أن البلكيمي قال إنه نقل إلى المستشفى عن طريق إحدى الأسر التي كانت تمرّ بالطريق، في حين قال في موضع آخر إن الملثمين الذين اعتدوا عليه تصدوا للمارة ومنعوهم من إنقاذه، وفي الوقت ذاته ذكر أطباء مستشفى الشيخ زايد أنه دخل المستشفى برفقة شخص واحد، وكان يمشي على قدميه، وكان وجهه ملفوفاً بالشاش، ورفض فك الأربطة عن أنفه، فأجريت له إسعافات سريعة ثم غادر المستشفى.

ولفت المصدر إلى أن جميع الأدلة والشواهد تؤكد كذب ادعاءات البلكيمي، مشيراً إلى أنه يواجه تهما تتعلق بإزعاج السلطات، والبلاغ الكاذب، وتكدير الأمن العام، ونبه المصدر إلى أن النائب العام أرسل طلباً إلى رئيس المجلس الشعب، لرفع الحصانة عن النائب تمهيداً لتقديمه المحاكمة.

إستقالة quot;نائب الأنفquot;

وأعلن حزب النور السلفي أن البلكيمي تقدم باستقالته من الحزب ومن مجلس الشعب، وقال الحزب في بيان له تلقت إيلاف نسخة منه: quot;نظرًا للحادثة المؤسفة التي افتعلها السيد النائب أنور البلكيمي، فقد انتقل السيد رئيس حزب النور الدكتور عماد عبد الغفور إلى مستشفى الشيخ زايد مع لجنة مشكلة من أعضاء الحزب للتحقيق مع النائب، وتبين من التحقيقات ثبوت عدم صحة ادعاء الاعتداء عليه، وثبوت إجراء عملية جراحية له في مستشفى quot;سلمىquot;.

وأضاف أن: quot;الحزب بناءً على التحقيقات التي وقعت واستنادًا إلى لائحته الداخلية، قام النائب أنور البلكيمي بتقديم استقالته، بناء على توجيه الهيئة العليا في حزب النور، باعتذار رسمي لجميع أطباء مستشفى quot;سلمىquot; ولحزب النور، ولجميع أعضاء مجلس الشعب، وللمؤسستين الإعلامية والأمنية، ولكل شعب مصر لما سببه من قلق وإزعاجquot;. وأكد الحزب أن النائب تقدم باستقالته من عضوية حزب النور واستقالته من عضوية مجلس الشعب.

وتقدم الحزب باعتذار للشعب المصري، وقال quot;إننا إذ نأسف لهذه الحادثة فإننا نعاهد الشعب المصري على الحرص على تحقيق العدل والشفافية فى جميع إجراءاتنا وخطواتناquot;.

أنف البلكيمي وquot;منخارquot; مبارك

وتعتبر حادثة أنف البلكيمي ثاني حادثة تشغل الرأي العام المصري بعد الثورة، بعد قضية أنف الرئيس السابق حسني مبارك، حيث ظهر في أولى جلسات محاكمته يوم 3 آب (أغسطس) الماضي، وكان يعبث في أنفه، وحاز على تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الإجتماعي.

ومن التعليقات التي اهتمت بالموضوع quot;يخرب بيت الإعلام اللي هوس النواب.. الراجل أجرى عملية تجميل في مناخيره علشان الصورة تطلع حلوة على التلفزيونquot;، quot;بقى علشان ترضي مناخيرك يا بلكيمي تضيع نفسكquot;، quot;البلكيمي.. نائب أسقطه أنفهquot;، quot;كان في برلمان مبارك... نواب النقوط ونواب القروض ونواب سمحية، ولكن صار لدينا في برلمان الثورة نائب الآذان، ونائب الحمار ونائب الأنفquot;.