ارتفعت أصوات نواب عراقيين اليوم مطالبة السلطات بالتحقيق في عمليات قتل ارتفعت الى 85 حالة واعتقال لمجاميع من الشباب بذريعة اتباعهم لظواهر غريبة في سلوكياتهم وملابسهم عن المجتمع العراقي ويطلق عليهم quot;عبدة الشيطانquot; أو quot;الايموquot; حيث يواجهون من جماعات متشددة تشاركهم قوات أمنية، حملة واسعة من القمع طالت قطاعات من الشباب، ما أثار الرعب في أوساطهم في ممارسات تخالف القوانين ومواد الدستور التي تنص على حرية المعتقد ما لم تشكل خطرا على المجتمع.


أسامة مهدي من لندن: في اتصالات أجرتها quot;إيلافquot; مع مواطنين في بغداد، فقد أكدوا أنّهم شاهدوا العديد من الشباب الذين ينتمون إلى ظاهرة الايمو وخاصة في منطقة الكاظمية في ضواحي بغداد ومناطق أخرى من العاصمة، وأشاروا الى أن هؤلاء يمارسون تصرّفات ويرتدون ملابس غريبة. وأكدوا أن المواطنين يواجهونهم بالاستنكار أحيانا وبالتهديد بالقتل والحرق أحيانا أخرى.

ويؤكد المواطنون أن ظاهرة الايمو لا تقتصر على الشباب، وإنما انخرطت فيها الكثير من الشابات العراقيات حيث يقمن بجرح معاصمهنّ بشيفرات الحلاقة. ويشيرون الى أنأتباع هذه الظواهر يؤكدون أنّهم يريدون ممارسة أي شيء يرغبون فيه بعيدا عن كلمة quot;العيبquot;.

وتشير المصادر الأمنية العراقية الى وجود أشخاص quot;مصاصي الدماءquot; تابعين لطائفة quot;الإيموquot; حيث يقوم هؤلاء بامتصاص الدماء من معاصم بعضهم البعض. وتقول إنها رصدت رسوما لجماجم في بعض المدارس وكتابات باللغة الانكليزية لا تعرف طبيعتها موضحة ان مواقع الانترنت تبيّن ان أتباع هذه الظاهرة في الخارج هم من عبدة الشيطان.

وتعني كلمة الايمو Emo باللغة الانكليزية الحساس او العاطفي او المتهيج ويمارس متّبعو الظاهرة سلوكيات تركز على الاستماع لموسيقى الروك واتخاذ تسريحة شعر معينة وملابس سوداء وسراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا وتغطية المعصم في وقت انتشرت ايضا مؤخرا محال بيع الملابس والاكسوارات الخاصة بهذه الظاهرة.

دعوة للكشف عن عمليات قتل لشباب الايمو

وفي تصريح لـquot;ايلافquot; اليوم، دعت النائبة المستقلة صفية السهيل وزارة الداخلية ولجنتي حقوق الانسان والأمن والدفاع البرلمانية بسرعة الكشف والتحقق من الجهات التي تقف وراء اغتيال الشباب الذين يسمَون بالإيمو أو quot;عبدة الشيطانquot;.

وطالبت بالتحقق من الجهات التي تقف خلف التعديات والاعتقالات التي طالت عددا من الشباب والطلاب مؤخراً في شوارع بغداد ومنها الشوارع القريبة للبوابات الرئيسة لعدد من الكليات والجامعات quot;حيث وصلنا العديد من الشكاوى عن اعتقالات تمّت لشباب بسبب شكلهم الذي اعتبره بعض المكلفين من العناصر الأمنية ومنها الشرطة المجتمعية مناظر غير مألوفة لهم وليس لمجتمعهم العام وان الاعتقالات ومنها ما تم اليوم جاءت للباسهم للجينز أو بسبب تصفيف أو قصّ شعرهم على الموضة الغربية بحسب ما نقله لنا عدد من الطلاب، ما أحدث حالة من الرعب والهلع لدى الطلاب والشباب مع تزامن هذا الامر مع تناقل معلومات بين الطلاب والشباب عن تكليف جهات أمنية عددًا من الطلاب من زملائهم داخل الجامعات والكليات بتقديم تقارير بأسماء الطلاب التي تنطبق عليهم مواصفات كهذه وأدين بشدة هذه الإجراءات اذا كانت صحيحة والتي تعيد إلى أذهاننا صورا من بوليس النظام السابق الذي ثقف المجتمع على كتابة التقارير من داخل المنزل الواحد وخلق ثقافة ما زال مجتمعنا يعاني الأمرين منهاquot;.

واضافت انه في الوقت الذي تقدر الجهود المبذولة من الاجهزة الامنية لحماية المواطنين وخاصة الشباب، وجهودها في رصد سلوكيات غريبة قاتلة ومدمرة للمجتمع وكذلك في مكافحة المخدرات فإن التأكيد ضروري على أن الدستور العراقي كفل الحريات لجميع العراقيين دون تمييز على ان لا تتعارض هذه الحريات مع الاعراف والاخلاق العامة. وشددت بالقولquot;لا اعتقد ان لبس الجينز او قصة الشعر او وضع الجيل وتصفيفه بشكل غير مألوف لهم يتعارض مع الاخلاق والاداب العامة للبلاد وللمجتمعquot;.

وطالبت السهيل وزارة الداخلية بتثقيف العنصر الأمني المكلف بحماية المواطنين بدورات مكثفة لا سطحية عن حقوق الانسان التي ضمنها وأكد عليها الدستور العراقي وعدم التضييق على الشباب دون وجه حق وخلافاً للدستور والقانون.

وأشارت في ما يتعلق بظاهرة عبدة الشيطان او ما يسمى بالايمو (بحسب مفهوم العام للمجتمع وليس بحسب التفسير الفعلي للمصطلح ) إلى أن القانون هو السبيل الوحيد للتعامل مع أي ظاهرة إن كانت تهدد المجتمع وليس من حق أحد ان يحاسب أو ينصب نفسه بديلاً عن القانون، فاغتيال الشباب الذين يسمون بـquot;الإيموquot; واستهدافهم جريمة يحاسب عليها القانون وانتهاك صارخ لحقوق الانسان quot;فهؤلاء من واجبنا ان نتابعهم اذا كان صحيحاً أنهم من عبدة الشيطان لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يؤمنون بهكذا خرافات ومعالجتهم لكي نرشدهم الى الطريق الصحيح ومنعهم من أذية أنفسهم والمجتمع لا ان نقتلهم فالمريض لا يقتل انما يعالج واذا كان مرضه معديًا فيحجر عليه في مستشفى الى ان يشفى تماما كي لا يؤذي نفسه والآخرين انما ليس من حق أحد قتله لا شرعاً ولا قانوناquot; كما اكدت.

وإثر مطالبات عدد آخر من النواب بالتحقيق في ظاهرة قتل الشباب الذين يطلق عليهم quot;الايموquot; فقد قدمت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية طلباً للاستدعاء وكيل وزير الداخلية عدنان الاسدي لمناقشة عدد من المواضيع ومنها قتل الشباب بعد انتشار ظاهرة quot;الايموquot;. ورفضت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية من جهتها quot;عمليات القمعquot; التي ترتكب بحق أشخاص بحجة اعتبارهم من اتباع quot;الإيموquot; وطالبت المواطنين بتقديم شكاوى إلى اللجنة للتحقيق والكشف عن ملابسات انتشار هذه الظاهرة.

البرلمان يناقش استهداف شباب الايمو

وحاليا، تعتزم لجان متخصصة في مجلس النواب مناقشة ظاهرة الاستهدافات التي يتعرض لها شباب الايمو باعتبارها جريمة وسلوكا سلبيا يتعارض مع مبادئ حقوق الانسان. واشار ناشطون في مجال حقوق الانسان إلى ان الجماعات المتشددة نفذت عملياتها ضد اكثر من 85 شابا بتهمة الانتماء الى الايمو. وتعمل قيادة الشرطة منذ فترة على رصد هذه الظاهرة بين الشباب وتقول إنها أعدت خططا ودراسات ميدانية لأجل ايجاد ثقافة تحدّ منها، مشددة على ان لها اثارا مستقبلية تقود الى سلوكيات تصفها بغير الصحيحة.

وتؤكد لجنة الامن النيابية ان الدستور كفل الحريات وهو من يحدد طريقة التعامل معهم وقال عضو اللجنة حامد المطلك quot;إن quot;لجنة الأمن والدفاع ستناقش قريبا قضية استهداف بعض الشباب من الذين يسمون بالإيمو، وستتابع التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف وراء اغتيالهمquot;. واوضح أن quot;الدستور العراقي كفل الحريات لجميع العراقيين على الا تتعارض مع الاعراف والاخلاق العامة، والقانون هو السبيل الوحيد للتعامل مع اي ظاهرة تهدد المجتمع وليس من حق احد ان يحاسب او ينصب نفسه بديلاً عن القانونquot;.

ومن جانبها استغربت هناء ادورد، الناشطة المدنية في مجال حقوق الانسان نية الحكومة استخدام أقصى العقوبات مع الايمو.. وقالت في تصريح نشرته quot;المدىquot; اليوم quot;لايمكن التعامل مع الشباب بهذا الشكل مهما وصلت درجة تمرّدهم على المجتمعquot;. وترى ادورد ان الحاجة اصبحت ملحة لحلول نفسية واجتماعية.. مبيّنة quot;ان هذه الشريحة من الشباب سلمية ولم تقم بأيّ اعمال عنف، وبالتالي على الحكومة العطف عليهمquot;. واكدت الناشطة في مجال حقوق الانسان اكدت امتلاكها معلومات عن وصول عدد الضحايا من شباب الايمو الى 85، كثير منهم قتلوا بأساليب بشعة، وبيّنت quot;هناك يد مطلقة السراح للتعامل بهذه الطريقة الوحشية مع هذه الفئة من الشبابquot;.

لكن القيادي في التيار الصدري أمير الكناني يقول إن الايمو رجال يتشبّهون بالنساء وهم quot;ملعونونquot; وفق قول للرسول محمد (ص) حول تلك الفئة رافضا التبرير لجواز قتلهم تحت اي ظرف من الظروف ولكن يمكن ان يتم فرض quot;التعزيرquot; من خلال مجموعة من العقوبات تفرض في حالة كون الدولة تعتمد الحكم الاسلامي ،وهي عقوباتquot;الجلد والحبسquot;.

غير أن ادورد دعت الى التخلي عن اساليب quot;اكل عليها الدهر وشربquot; في التعامل مع الشباب وقالت quot;نحن الان في مجتمع متطور، ولا يمكن لنا إلقاء الماضي بكل تفاصيله على ما يجري في الوقت الحالي والمعالجة تكون مدنية وفقا للدستور الذي ينص على احترام حقوق الانسان وكرامته، فلا يمكن نكران وجود العولمة التي اثرتفي افكار واعتقادات الشبابquot;.

وبخصوص الاجراءات الحكومية المتخذة ضد هذه الظاهرة، شددت ادورد على ضرورة ان تكون مرتبطة برأي منظمات المجتمع المدني القريبة من الواقع.. وقالت quot;لدينا القدرة على ردع الظواهر السلبية بالطرق المتطورة التي لا تؤثرفي الحريات، اما استخدام الاساليب المتخذة ضد الارهاب والجماعات المسلحة مع الايمو امر غير مسموح به ولا يرتقي الى مفهوم الدولة الحديثة. وتتحدث مصادر امنية عن مقتل العشرات من شباب الإيمو في جميع محافظات العراق موضحة أن محافظتي بغداد وبابل تصدرتا لائحة المحافظات التي شهدت اغتيال ممن تأثروا بهذه الظاهرة.