المجتمعات المحافظة تفقد (مناعتها) أمام ظواهر انفتاح ينشرها التدفق المعلوماتي
حوارات تبادل زوجات بين عراقيين وعرب عبر مواقع التواصل

ينكر أغلب العراقيين ظاهرة تبادل الزوجات داخلبلدهم بعدما كثر الجدل حول الموضوع عقب نشر مواقع الكترونية ووسائل إعلام عن انتشار هذه الظاهرة في العراق. ويرى الكثيرون أن الإعلام نقل الظاهرة بشكل مضخم مقارنة بما يحدث على أرض الواقع.


بسبب الطبيعة المحافظة للمجتمع العراقي يصبح تعقب ظاهرة quot; تبادل الزوجاتquot; بشكل جدي أمرًا صعبًا، خصوصًا وأن البعض يبدي استياء من طرح السؤال، ويتجنب الخوض فيه. لكنّ آخرين لاسيما من الشباب الذين يتواصلون على شبكة الانترنت يرون أن المواقع الالكترونية تنقل الظواهر بشكل مضخم مقارنة بما يحدث على أرض الواقع. ويقول احمد حسن (طالب جامعي): quot;الظاهرة إن وجدت فهي تتعلق بحالات فردية لا يمكن أن تشكل ظاهرة عامةquot;.

تبادل الزوجات عبر الانترنت

وكانت مواقع الكترونية نشرت قبل أسابيع اخبار quot;تبادل الزوجاتquot;، بين العراقيين حيث يمارسون نشاطهم إلكترونيًا. ونشرت إحدى الصحف الالكترونية خبرًا عنوانه (تبادل الزوجات.. تقتحم بغداد وتصدم المجتمع وتنذر بعلامات الساعة).

ويشير الخبر كذلك الى وجود منتديات (جنسية) يتبادل فيها مدونون عراقيون الزوجات عبر التفاهم عن طريق موقع الفيسبوك. وفيأحد الحوارات يخاطب عراقي زميله قائلاً:quot;نحن زوجان من بغداد حاولت مراراً (الحديث) مع زوجتي لإقناعها في فكرة تبادل الزوجاتquot;.

الناشطة النسوية ايمان المعتصم (خريجة حقوق) تسخر من الخبر وتؤكد أنه عارٍ عن الصحة، لاسيما وأن سمة المحافظة هي السائدة في المجتمع العراقي، لكنها لا تنفي وجود الدعارة حتى في بيوت معينة بين الأحياء، وهو أمر يحدث في كل الدول والمجتمعات، ولهذا لا يدعو الامر إلى الاستغراب.

لكن محمد كريم (30 سنة)، وهو من متتبعي الشبكة العنكبوتية يقول إن الكثير من ذلك يحدث عبر المنتديات الاجتماعية، وأحياناً يمكنك أن تقيم علاقة مع نساء متزوجات وهو ما حدث معي حيث تعرفت على امرأة تبين أنها متزوجة، ويقول: quot;لكنني أنهيت العلاقة معها لأنها نوع من الخيانة ويتوجب عدم التشجيع عليهاquot;.

عملية سرية

أما الباحث الاجتماعي كريم السعدي الذي غالبًا ما يرصد الفعاليات الاجتماعية العراقية عبر الانترنت، فيقول إن الامر يمكن أن يحدث في العالم الافتراضي حيث يتحدث البعض حول الموضوع لكنه على أرض الواقع غير موجود.

وبحسب السعدي لا يمكن التيقن من صحة الأمر بصور كلية لأن العملية برمتها عملية سرية وتتعلق بقضية شخصية، وفي حالة وجود تبادل أزواج فإن المعنيين يحرصون على عدم البوح به لإدراكهم أن المجتمع لا يقبل بذلك.

من جانبه، يرى رجل الدين احمد الياسري من كربلاء أن ذلك هو إحدى النتائج السلبية للانترنت حيث يستغله البعض للترويج للفاحشة. ويقول إنه لا يعتقد بوجود الظاهرة في المجتمع العراقي وأن من الضروري تقوية القيم الدينية لرفع حصانة المواطن امام ظواهر الفحش التي تسعى إلى اختراق المجتمع المسلم.

من جانبه، يؤكد المهندس صفاء عمر أنه رصد فعاليات تبادل زوجات عراقية وعربية على الشبكة العنكبوتية. ويقول إنه لا يستطيع تأكيد وجود هذه الظاهرةعلى أرض الواقع، لكنها اذا كانت موجودة عبر احاديث عبر النت فلا بد أن يكون لها وجود حقيقي.

ويدعم صفاء كلامه بالدليل القاطع حيث حفظ على حاسوبه الشخصي أحد المنتديات، ويبدو فيه تعليق عراقي على موضوع تبادل الزوجات ويقول: quot;الفيسبوك ملجئنا لتبادل الزوجاتquot;. وفي نص آخر يشير شخص عراقي إلى ضرورة تأسيس نادٍ أو منتدى رقمي لتبادل الزوجات.

لكن احمد كامل لا يستبعد وجود الظاهرة على نطاق محدود. ويقول إنه عمل لسنوات عدةكحارس أمني في مراقص ونوادٍ ليلية عراقية منذ تسعينات القرن الماضي، وان إمكانية حدوث ذلك من تبادل للزوجات ممكنة جداً اذا ما قارنت ذلك بما كان يحدث في المراقص والمنتديات من علاقات جنسية ومغامرات وفضائح.

ويضيف: quot;يرتاد تلك الاماكن أشخاص، ليس لديهم حدود للمتعة والمغامرة، ويمكن أن يحدث بينهم تبادل زوجات أيضاً. وكان أحد المنتديات الالكترونية نشر خبر انتشار الظاهرة في العاصمة بغداد، حيث ورد على الموقع تصريح لأحد المهتمين بالموضوع: quot;المتزوجون الذين يرغبون بتبادل زوجاتهم يتفقون من خلال الفيسبوك أو المنتديات للاجتماع بصورة سرية في منازل بعيداً عن أعين الناسquot;.

أشكال الدعارة

الناشطة الاجتماعية رواء السعدي، التي عملت في منظمات المجتمع المدني في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) لمدة أربع سنوات، تقول إنها رصدت خلال عملها في مجال المرأة وجود الكثير من أشكال الدعارة في المجتمع العراقي حاله حال بقية المجتمعات لكنها غالباً ما تكون فعاليات سرية الا أنها لم ترصد حالات (تبادل للزوجات ).

وتخمن السعدي على أن الامر ربما يكون حالات فردية تحدث بين الحين والآخر بين أناس لا تردعهم القيم الأخلاقية. وحسب تجربة السعدي فإن هناك تضخيماً للأخبار يقابله تعتيم مجتمعي على الكثير من الظواهر، وتضرب السعدي مثلاً حول هذا التضخيم في ما يتعلق بظاهرة زواج المتعة حيث تقول إن هذه الفعاليات في كربلاء والنجف - على سبيل المثال - محدودة جدا ومنبوذة من قبل غالبية المجتمع لكن الصحف تنشر دائماً أن هناك انتشاراً لزواج المتعة في العراق.

وتؤكد السعدي أيضًا أن تفاقم الدعارة مرتبط بكثرة الأرامل في المجتمع وكذلك الفقر، إضافة إلى البطالة بين الشباب، وكلها عوامل تسهم في الانحراف الأخلاقي.