أسماء الأسد quot;الدكتاتور الحقيقي في العائلةquot;

أفادت إحدى الرسائل الالكترونية المتداول موضوعها منذ أيام، أن أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، قالت لأحد الأصدقاء إنها quot;الدكتاتور الحقيقيquot; في العائلة. وأوضحت رسائل أخرى مدى التوافق بين السيدة الأولى وزوجها الرئيس وتأييدها لجميع مواقفه.


لندن: قالت اسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، لأحد الأصدقاء إنها quot;الدكتاتور الحقيقيquot; في العائلة، كما أفادت رسائل الكترونية مسربة في اشارة الى الموقع الذي تتبوأه داخل الحلقة الضيقة لأركان النظام.

ورغم الطموحات التي ابدتها اسماء الأسد (36 عاماً) لتحقيق الانفتاح السياسي في سوريا قبل الانتفاضة، فإنها لا تبدي تحفظات إزاء حملة البطش التي يواصلها النظام ضد المحتجين. فمراسلاتها مع بشار الأسد ومعاونيه ومع الأصدقاء وافراد العائلة تكشف عن تأييدها للحملة ووقوفها بقوة الى جانب زوجها.

وفي رسالة الى أحد اصدقاء العائلة بتاريخ 10 كانون الثاني (يناير) أثنت اسماء الأسد على خطاب ألقاه الرئيس والإحساس بالقوة quot;وأن لا لعب بعد الآنquot; الذي اشاعه بذلك الخطاب، على ما ترى زوجة الرئيس.

وفي رسالة الكترونية أخرى تشكو اسماء الأسد من شبكة ال أي بي سي، التي قامت بتحرير مقابلة مع الرئيس على نحو لا يرضيها.

وفي 17 كانون الثاني (يناير) عممت سيدة سوريا الأولى رسالة على بريدها الالكتروني تتضمن نكتة تنال من اهل حمص، قبيل هجوم قوات النظام على المدينة والذي أسفر عن مقتل مئات من سكانها.

والحمصيون هم تقليدياً موضع تندر السوريين الآخرين. وتلقت أسماء الأسد من زوجها رسالة الكترونية موضوعها quot;طالب ينال 10 من مئة في الامتحانquot;. وتضمنت الرسالة نكاتاً من النوع الذي يجري تداوله على الانترنت، في صيغة اسئلة وأجوبة مضحكة. وكان السؤال الأول في هذه النكات quot;في أي معركة قُتل نابليون؟ في معركته الأخيرةquot;، على افتراض أن هذه كانت اجابة الطالب الحمصي.

وفي اليوم التالي، حولت اسماء الأسد الرسالة الى والدها واثنين آخرين من افراد العائلة بعد تغيير موضوع الرسالة الى quot;طالب حمصي نبيه حقاًquot;.

واطلقت اسماء على نفسها لقب quot;دكتاتورquot; العائلة من باب المزاح في جانب من حديثها خلال حوار مع صديق عن الاهتمام الذي يوليه الزوجان لأحدهما الآخر. وكتبت في 14 كانون الأول (ديسمبر): quot;في ما يتعلق بمن يسمع مَنْ فأنا الدكتاتور الحقيقي ، ولا خيار لديه....quot; ويشير استخدامها صفة الدكتاتور في الحديث عن زوجها الى أنها تدرك كيف ينظر اليه الآخرون.

ولاحظ مراقبون أن مثل هذا الكلام لا يساعد الأسد الذي حرص على أن يبدو قائداً ينفذ اصلاحات منذ اندلاع الاحتجاجات ضده.

وتبدو اسماء الأسد منجسمة مع عالم الطبقة الوسطى الانكليزية الذي نشأت فيه مع والدها طبيب القلب في منطقة آكتون غربي لندن.

وتتحدث اسماء وهي أم لثلاثة اطفال درست في احدى جامعات لندن، بعاطفة تفيض محبة مع عائلتها وتتسلم عروضاً تسويقية من مخازن جون لويس وتفكر مع الأصدقاء في مشاريع لقضاء اجازات في الخارج.

ولكن العقوبات الدولية أجبرتها على التسوق عن طريق الانترنت باسم مستعار، والاستعانة بأصدقاء لتسلم مجوهرات أوصت عليها من باريس. ولكي تتسلم قطعاً من الأثاث اوصت عليها تعين عليها أن تبحث عن شركة شحن ودية في دبي.

ولا تشي رسائل أسماء الأسد بأي أثر للتوتر إلا على نحو عابر. ففي 3 شباط (فبراير) كتبت الى احد الأصدقاء quot;التقي ايضاً بالعديد من عائلات الضحايا، وهي مهمة صعبة لكنها تمنحني القوة ايضاً (أو تجعلني أقوى)quot;.

وأُغلقت حسابات أسماء وزوجها الأسد على الانترنت بعد أيام على كشفها.

وكانت اسماء الأسد تعمل في أحد البنوك الاستثمارية في لندن قبل أن تتزوج من بشار في سن الخامسة والعشرين. وسعت الى الحفاظ على علاقات النظام الذي يزداد عزلة مع العالم الخارجي، فعملت على اقامة ما أسمته quot;تحالفاً استراتيجياًquot; بين شركة أم تي أن الأفريقية العملاقة للاتصالات، والأمانة السورية للتنمية برعايتها.وكان منتقدون ينظرون الى هذه الهيئة على انها غطاء دعائي للنظام في مجال الاصلاح الاجتماعي حتى قبل اندلاع الانتفاضة.

وسُربت نحو 3000 رسالة الكترونية من الحسابات الخاصة لكل من الرئيس بشار الأسد وزوجته، ونقلها ناشطون في المعارضة السورية الى صحيفة الديلي تلغراف ومنافذ اعلامية أخرى.

ورغم استخدام الرئيس السوري وزوجته لأسماء مستعارة، فإن هويتهما مكشوفتان بلا لبس في ضوء اسماء المتلقين ومواضيع البحث.

وتبدو محبة الرئيس السوري لزوجته واضحة من خلال الرسائل رغم أن بريده الالكتروني يكشف أن اثنين من أقرب مستشاريه ومعاونيه هما شابتان سوريتان تقيمان في الولايات المتحدة. وأرسلت شابة في العشرينات صورة اليه تظهر فيها متكئة على جدار على نحو مثير بملابسها الداخلية.

ويفضح الرئيس السوري حقيقة موقفه في رسالة يصف فيها الاصلاحات التي وعد بها لتهدئة المحتجين بأنها quot;زبالاتquot;. ولكن زوجته على الأقل تبدو مدركة بأن حكم الأسرة الذي استمر أربعة عقود يمكن أن ينتهي قريباً. إذ كتبت لزوجها في 28 كانون الأول (ديسمبر) quot;إذا كنا أقوياء معاً فإننا سنتغلب على هذا معاً.... أُحبك....quot;