اسم أسماء الأسد قد يدرج على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي

نقلت تقارير صحافية عن ديبلوماسيين أن اجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في بروكسل قد يتخذ قرار إدراج اسم سيدة سوريا الأولى، أسماء الأسد، على القائمة السوداء للاتحاد، كما سيتم منعها من السفر الى اوروبا باستثناء بريطانيا في حال قررت الاحتفاظ بجنسيتها.


لندن: ستضاف اسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، خلال الأيام القليلة المقبلة الى القائمة السوداء للمشمولين بعقوبات الاتحاد الأوروبي بعدما كشفت رسائل الكترونية مسربة حملات التسوق التي قامت بها على الانترنت.

وستنضم اسماء الأسد (36 عاماً) التي كانت تعمل في بنك استثماري في بريطانيا، ومعها آخرون من افراد أسرة الأسد، الى 114 سورياً على رأسهم زوجها بشار، و38 مؤسسة وشركة جُمدت أرصدتهم وحسابانهم المصرفية في دول الاتحاد الأوروبي.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ديبلوماسيين أن القرار باضافة اسم أسماء الأسد الى القائمة السوداء سيُتخذ يوم الجمعة، خلال اجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال مصدر ديبلوماسي للصحيفة quot;إن عدداً من افراد العائلة سيُضاف الى القائمةquot;.
ويرى مسؤولون اوروبيون وبريطانيون أن الاجراء سيضيق الخناق على النظام رغم تمكنه من البقاء في مواجهة 11 جولة سابقة من العقوبات.

ومن المتوقع أن تشتمل العقوبات على منع اسماء الأسد من السفر الى بلدان الاتحاد الأوروبي مثلها مثل الآخرين المدرجة اسماؤهم على القائمة السوداء، رغم أن هذا لن يمنعها من السفر الى بريطانيا في حال احتفاظها بجنسيتها البريطانية.

وكانت اسماء الأسد التي ولدت ونشأت في منطقة آكتون غربي لندن تزوجت من بشار في اواخر العام 2000 الذي نُصب فيه رئيساً بعد وفاة والده حافظ الأسد.

وسُلطت الأضواء على دورها في الحلقة الضيقة للنظام بعدما سرب ناشطون في المعارضة مراسلاتها ومراسلات زوجها على البريد الالكتروني.

وتبين الرسائل المسربة أن اسماء الأسد كانت تستخدم الانترنت للتسوق في باريس ولندن بانفاق عشرات آلاف الجنيهات الاسترلينية على شراء المجوهرات والأثاث وزهرية زجاجية من مخازن هارودوز، فيما كانت حملة البطش التي يواصلها النظام ضد المحتجين تتصاعد حاصدة آلاف الأرواح.
واستخدمت سيدة سوريا الأولى اسماً مستعاراً لتمرير هذه المشتريات من اوروبا وطلبت من إحدى صديقاتها أن تبتاع نسخة من رواية هاري بوتر والتجاويف المميتة، القسم الثاني، لطفلها الأكبر.

وكان الاتحاد الأوروبي جمد في عقوباته السابقة quot;كل الأموال والموارد الاقتصاديةquot; العائدة الى quot;أشخاص مسؤولين عن القمع العنيف ضد السكان المدنيينquot;، أو quot;أشخاص وكيانات يرتبطون بهمquot;.

ولعل اسماء الأسد خرقت هذه العقوبات بتسوقها على الانترنت، الأمر الذي يمكن أن يضعها تحت طائلة الملاحقة القانونية. فإن لوائح الاتحاد الأوروبي تحظر على مواطنيه توفير quot;اموال أو موارد اقتصاديةquot; لأي شخص اسمه مدرج على القائمة السوداء.

وكانت اسماء الأسد روجت قبل اندلاع الانتفاضة منذ عام، صورة عن نفسها بوصفها سيدة فاتنة لكنها ذات اهتمامات جدية وقيم عالية مستوحاة من المجتمع الغربي ستعمل على اشاعة الانفتاح داخل الأسرة الحاكمة وفي البلاد عموماً. ونُشرت مقالة في مجلة فوغ تسميها quot;وردة في الصحراءquot; وتقول إن بيتها يتوهج ديمقراطية.
ولكن هذه الصورة انهارت عندما رد زوجها على الانتفاضة ضد نظامه بعنف وحشي. كما لم تُبدِ أسماء الأسد ما ينم عن تبكيت ومعاناة داخلية افترضها بعض من التقاها سابقا. فإن رسائلها الى زوجها واصدقائها تنضح بالتأييد والدعم واحياناً تعبر عن تصميم على البقاء مهما كان الثمن. إذ كتبت اسماء الى زوجها في 28 كانون الأول (ديسمبر) quot;إذا كنا اقوياء معاً سنتغلب على هذا معاً.... أُحبكquot;.

وقالت أسماء في التصريح الوحيد لها منذ بدء الأزمة إن الرئيس الأسد هو رئيس سوريا وليس جزءاً من السوريين وأن السيدة الأولى تدعمه في هذا الدور. كما تبين الرسائل الالكترونية أن والدها فواز الأخرس، طبيب القلب في مستشفى كرومويل في لندن، الذي لديه عيادة خاصة في شارع هارلي الشهير ايضاً، دأب على تقديم النصائح الى بشار الأسد في مجال السياسة الاعلامية والعلاقات العامة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن معارض سوري أن اسماء ووالدها quot;شركاء في هذه الجريمة، وهما لم يتعلما شيئاً من الديمقراطية هنا في بريطانياquot;. وأضاف أن أسماء أصبحت موضع كراهية في اوساط الجالية السورية التي كانت ذات يوم أحد أفرادها. وذهب المعارض السوري الى quot;أنهم سرقوا اموالاً سورية وها هي تبذرها هنا في لندنquot;.