أثار داعية سلفي غضب الأقباط والمسلمين في مصر على حد سواء، بعد أن أعلن شماتته في وفاة البابا شنودة الثالث، واصفاً إياها بquot;رأس الكفرquot;، وتقدم ضده العديد من الأقباط على رأسهم محامي الكنيسة ببلاغات للنائب العام المصري.


الداعية وجدي غنيم

إنتشر تسجيل صوتي للداعية السلفي وجدي غنيم المصري الذي يعيش في قطر، عقب وفاة البابا شنودة الثالث وصفه فيه quot;رأس الكفرquot;، وقال غنيم في التسجيل الصوتي المنسوب إليه على شبكة الإنترنت: quot;تعالي هلك رأس الكفر والشرك هذا المسمى شنوده quot; نظير جيدquot; والذي وافته المنية يوم السبت الموافق 17 مارس لعام 2012quot;.

وتابع: quot;مصر قد استراحت من رأس الكفر والعبد الفاجر والهالك والمجرم الملعون وعدو الإسلام ينتقم منه رب العباد، والذي ولع مصر وأننا نفرح لهلاكه لعنة الله عليه ولعنة الناس عليه. غار في ستين داهيةquot;، ونشر التسجيل على نطاق واسع عبر مواقع الإنترنت الإخبارية، ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما فايسبوك وتويتر ويوتيوب، وتناقلته العديد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية.

غنيم يزيد الهجوم

وحاولت quot;إيلافquot; التأكد من صحة التسجيل المنسوب للشيخ غنيم، لاسيما أنه غير مقيم في مصر، وعند الدخول إلى موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، لم تعثر quot;إيلافquot; على التسجيل الصوتي في قسم الميديا أو قسم آخر، ولكن هذا التسجيل موجود على الصفحة الخاصة بالشيخ وجدي غنيم على موقع فايسبوك، بالإضافة إلى مداخلة تليفونية له على شاشة قناة الحكمة إحدى النوافذ الإعلامية للتيار السلفي في مصر، أكد فيها صحة التسجيل الصوتي المنسوب له، وقال رداً على بلاغ تقدم به بعض الناشطين الأقباط: quot;هذا كلام باطل، وهم يعرفون أني على حقquot;.

وتابع: quot;أنا لما تكلمت قلت إن هذا الرجل دعا للفتنة الطائفية في مصر، وكان مؤيداً لنظام مبارك، الله يحشره معه، وكان مؤيدا للتوريث، وكان ضد الثورة، ولم يعتبر المسيحيين الذين ماتوا في الثورة شهداءquot;.

وأضاف: أنا قلت إنه هلك، والله سبحانه وتعالى يقول quot;إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار، مصيرهم جهنم خالدون فيهاquot;، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة المائدة quot;لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثةquot;. وانتقد غنيم جبرائيل في تقديمه بلاغاً قال فيه إن إسرائيل تقدمت بالعزاء في البابا شنودة، ووصف غنيم ذلك بقولهquot; والله العظيم هذا خزي وعارquot;.

واستطرد قائلاً: مش شنودة بتاعهم ده اللي قال: إحنا لازم نشكك المسلمين في دينهم، شنودة بيعتبرنا إحنا المسلمين غزاة ومحتلين مصرquot;. ووصل القول: quot;إذا سألت أي من القساوسة: حكم المسلمين عندكم أيه؟ سيرد ويقول quot;كفارquot;، طيب هما لما يقولوا علينا كفار يبقوا حلوين، وإحنا لما نقول كلمة الحق نبقى وحشينquot;.

بلاغات للنائب العام

ومن جانبه، تقدم العديد من المحامين الأٌقباط، منهم المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة ببلاغات للنائب العام ضد الداعية السلفي وجدي غنيم، إتهمه فيه بquot;إهانة البابا شنودةquot;، وازدراء الرموز الدينية، وقال جبرائيل لـquot;إيلافquot; إن هذا الكلام الذي وجهه الشيخ وجدي غنيم ضد البابا شنودة يعد سباً وقذفاً، وازدراء للدين المسيحي.

مشيراً إلى أن جميع المصريين يشعرون بالحزن الشديد حيال وفاة البابا شنودة، مشدداً على ضرورة التحقيق في هذا البلاغ وتقديم غنيم للمحاكمة الجنائية. ولفت إلى أن ما قاله غنيم يأتي في إطار سلسلة الهجوم على المسيحيين ورموزهم من قبل بعض الدعاة الإسلاميين الذين يسيئون للإسلام قبل إساءتهم للمسيحيين. وأضاف جبرائيل أن الأقباط يشعرون بالغضب والحزن الشديدين.

غنيم يرد

ولم يكتف غنيم بالمداخلة التليفونية، بل أطلق بياناً صوتياً آخر للرد على البلاغ الذي تقدم به، ووصف ما ورد في البلاغ بأنه quot;خبل وعبطquot;، وأعاد تأكيد كلامه على أن البابا كافر، والمسيحيين كفار. وحمل بشدة على المحامين الذين تقدموا بالبلاغ ضده، واتهمهم بسبه وقذفه.

وأثار حديث غنيم غضب المصريين عموماً والنشطاء خصوصاً، واستنكرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان التصريحات الصادرة عن الشيخ وجدي غنيم بشأن قداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بقوله quot;بالأمس بفضل الله تعالي هلك رأس الكفر والشرك هذا المسمى شنوده quot; نظير جيدquot; والذي وافته المنية يوم السبت الموافق 17 مارس لعام 2012.

وأضافت في بيان لها تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه: quot;وتجدد المنظمة تأكيدها الواضح من رفض محاولات إهانة أيّ من الأديان السماوية أو الرموز الدينية بأي حال من الأحوال، وكذا التأكيد على دور الدولة في حماية معتقدات مواطنيها وما يتسق مع ما جاء في المادتين الرابعة والخامسة والعشرين من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من ضرورة أن تحظر الدولة أية دعوة للكراهية الدينية بشكل تحريض على التمييز أو العداوة أو العنف أو أية مجاملة أو أشخاص يقوم بنشاط يستهدف إهدار أي حق من حقوق الإنسان المعترف بها عالميًاquot;.

وقال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة إن هذه التصريحات لا تدخل في إطار حرية الفكر والاعتقاد، ولا تساهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، بل تسعى إلى إشعال الفتنة في مصر، مشيراً إلى أن المجتمع المصري أكمله مطالب بمواجهة مثل هذه الحملات، وأنه لا يحق بأي حال من الأحوال إطلاق هذه التصريحات ضد واحد من رموز الأمة المصرية وصاحب باع طويل في العمل العام والديني.

ودعا أبو سعدة الدولة إلى القيام بواجبها في حماية الفكر والاعتقاد، وحذر من مثل هذه اللهجة العنيفة والتي تحمل اتهامات بالكفر، لأنه ليس لبشر وصاية على أي دين وأن مثل هذه التصريحات من شأنها إشاعة قيم التعصب والتطرف الديني ونبذ التسامح.