زيباري يتفقد مقر انعقاد القمة العربية

يجد عراقيون أن عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد ذات اهمية على مختلف المستويات، مؤكدين على أن حضور الزعماء العرب هو إشارة إلى أن العراق عاد إلى حضنه العربي، فيما يشعر آخرون أن المؤتمر لن تتمخض عنه قرارات تغيّر من الواقع.


بغداد: على الرغم من انشغال العراق بالقمة العربية منذ أسابيع، الا أن هناك من لا يستوعب ما يجري على أرض الواقع، ويشعر بالتشاؤم من استرداد العراق لعافيته من خلال الاعتراف به كبلد جديد يمتلك نظاماً سياسياً جديداً.

فقد تفاءلت النائبة عن التحالف الكردستاني آلا طالباني بعقد المؤتمر في بغداد، مؤكدة على أنه سيمنح العراق انفتاحاً على العالم، وقالت: quot; إن القمة العربية مهمة لأسباب عدة، اولها أن ميثاق الجامعة العربية أكد على حق كل دولة منالدول الأعضاء بعقد أحد مؤتمرات القمة في بلدها، والعراق دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، ومن حقه أن يطلب بعقد هذا المؤتمر وفق الميثاق أو النظام الداخلي للجامعة، ثانياً أن العراق حالياً يمر بفترة مهمة جداً، وهي انفتاحه على الدول العربية، وخاصة التي لا تزال علاقته بها ضبابية، والمؤتمر مهم جداً في هذا الوقت لمحيطنا العربي والاقليمي وايضاً الدولي كون العراق اذا استعاد عافيته فهو سيؤثر بشكل ايجابي على المجتمع الدوليquot;.

واضافت: quot;ليس هنالك من داع لتشاؤم الناس من عقد القمة، ولكن المشكلة أن هناك خلافات بين الكتل السياسية،كما يوجد تنافر وتباعد بينها، إضافة إلى غياب الثقة بين الكتل وحكومة الشراكة الوطنية، فحلحلة هذه المشاكل مهمة جداً لطمأنة الشارع العراقي، ولفت النظر إلى إفادة القمة العربية، على عكس ما يعتقد البعض بأن لا أهمية للقمة ما دامت هناك خلافات سياسيةquot;.

من جهتها، أكدت النائبة عن القائمة العراقية ندى الجبوري، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، على اهمية القمة العربية موضحة أنها ستساعد العراق على النهوض، فقالت: quot;بالتأكيد لعقد القمة العربية في بغداد فوائد عديدة، فضلاً عن أنها استحقاق للعراق كونه عضواً مهماً في الجامعة العربية، والفائدة تتمثل في عودته الى عمقه العربي ونحن نعرف أن تشنجات حصلت خلال السنوات الأخيرة، وهناك علاقات لم ترتقِ الى المستوى المطلوب، وهذا المؤتمر سيكون فاتحة خير للعراق في أن تمتد اليه الأيادي العربية لكي ينهض من جديد بعد سنوات الجفاء، وعلينا جميعاً أن نكون معه في هذا المؤتمر لتعزيز ثقة المواطن بنا، ونحن في البرلمان داعمون لكل الجهود الرامية إلى انجاح القمة وتعزيز موقع العراق في محيطه العربي والاقليمي وفي استعادته لعافيته وفي الانفتاح بمحبة وسلام على جميع دول العالم، لذلك أنا أرى أن للقمة أهمية كبيرة للعراق وللمواطن الذي ينتظر أن نحقق له طموحاتهquot;.

اما المحلل السياسي عبد المنعم الأعسم، فأعرب عن تفاؤله بما سيتحقق للعراق من انعقاد القمة فقال: إن عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد له فائدة مركبة من نوعين. اولاً، فائدة بتسليط الضوء على دور العراق وعلى عمقه العربي، وثانياً له اهمية كبيرة بأنه يعطي نوعاً من الاعتزاز بالدولة العراقية وفي الوقت نفسهينمي ثقة العراقيين بأنفسهم لبناء دولة عصرية، قوية، متعايشة مع جيرانها ومع اشقائها في الخارطة العربية، لذا انا متفائل بما سيتحقق من المؤتمر للعراق.
وقال الكاتب والصحافي حسن البغدادي إن قرارات القمة لن تكون مهمة وانما محاولة لعودة العراق الى حضنه العربي، وتابع: إن خصوصية هذه القمة تتمثل بكسر العزلة السياسية العربية القومية لهمّ العراق، وربما لنتخرج بنتائج وهذا شيء علاماته واضحة قبل انعقاد القمة لتضارب الاراء بين الكثير من رؤساء الدول العربية الذين أعلن جزء منهم الحضور والجزء الآخر عدمه، وهناك من اعلن أن الوقت غير مناسب، ربما تكون الفائدة للعراق فقط في محاولة رجوعه الى حضنه العربي.

اما الكاتب حيدر الدهوي فكان متشائماً واعرب عن يأسه قائلاً: quot;نحن في العراق وصلنا الى مرحلة نقول فيها كما يقول المثل (الفاس وقعت في الراس)، وكنا عرباً ومسلمين بالإسم فقط !! وهذه القمة العربية لن تخدم العراق بل ستزيد النار حطباً لذلك أقول إن هذا المؤتمر لن تتمخض عنه أي قرارات مهمة، بقدر ما سيكون مجرد (كلام جرايد) أي أنه حبر على ورق ستمحوه الأيام والأحداث، واعتقد أن هناك من بين الدول العربية من يسعى الى افشال مؤتمر القمة بعد أن ماتت العروبة في قلوب هؤلاء الرؤساء المتآمرين على الدول العربية ذاتها باسم الربيع العربي، هم يدمرون الوطن العربي والاسلامي ولا عروبة لهم ولا اسلام، لذلك اتمنى أن اقول للرؤساء العرب لا تأتوا الى العراق، فقد اصبحنا نشعر من كل ما رأينا وسمعنا بملل من العروبة واصبحت لدينا أزمة نفسية تجاه العرب، وهذا ما يبغيه الفكر الصهيوني الذي يريدنا أن نشعر بالملل من عروبتنا ومن اسلامنا ونتقبل أي شيء يطرح عليناquot;.