تخشى الطائفة المسيحية في سوريا استهدافها في ظل إعلان جماعة متطرفة مسؤوليتها عن تفجيرات دمشق.


بقايا سيارة مفخخة استهدفت أحد المواقع الأمنية بدمشق

دمشق: بعد سلسلة التفجيرات التي استهدفت عدة أحياء مسيحية في كل من دمشق (القصاع) وحلب (السليمانية والميدان)، والتي أثارت الذعر في نفوس الأقلية المسيحية في سورية، مخافة استهدافهم في ظل أحداث العنف الجارية بعد إعلان تنظيم موال للقاعدة عن تبنيه للتفجيرات الأخيرة، جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي التأكيد على أنه سيزور سوريا للقاء الأبرشيات المارونية والسلطات المحلية.

وأبدى الراعي في تصريح بمطار بيروت بعد عودته من المشاركة في تشييع قداسة البابا شنودة الثالث أسفه لسقوط ضحايا مدنيين في كل من العراق وسوريا وقال: quot;إنه من المؤسف أن نقرأ كل يوم عن سقوط ضحايا في العراق نتيجة التفجيرات، كما يؤسفنا أن نقول إن في سورية الأمر نفسه، ونحن ككنيسة ندين ونشجب كل اعتداء على الحياة البشرية من أي جهة أتىquot;.

وفيما بدا تذكيراً بالحرب الأهلية اللبنانية ومآسيها واستحضاراً لتداعياتها أضاف الراعي بالقول: quot;نحن في لبنان اختبرنا معنى الحرب وويلاتها، لذلك نقول لكل أخوتنا العرب إننا لا نستطيع حل مشاكلنا بالسلاح على الإطلاق؛ لأن السلاح لا يحل مشكلة، فالعنف يولد عنفا والحرب تولد حربا وتترك دمارا وخرابا ما زلنا في لبنان نلملم آثارها، لذلك نحن لا نريد لأي أحد آخر أن يختبر اختبارها، ونحن نتمنى أن يتمكن العرب من رص صفوفهم وأن تحل القضايا بالطرق السلميةquot;.

كلام البطريرك الماروني عن المعاناة في سوريا وإصراره على زيارته في هذه الظروف تزامن مع إقامة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، صلاة مشتركة على أرواح شهداء التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا دمشق السبت الماضي في كنيسة كيرلس في حي القصاع بدمشق، بحضور فعاليات دينية وشعبية، مؤكداً في كلمته أن quot;سورية قوية وصامدة ولكن يجب ألا تبقى هذه الحلقة من العنف، داعيا أبناء وبنات سورية للحوار والتلاقي والمصالحة والتوبة والهدوء لتحقيق المصالحة والحفاظ على الوحدة وإسقاط حاجز العداوة بين أبناء البيت الواحد والأسرة الواحدةquot;.

وقال البطريرك لحام في كلمة نقلتها وسائل الإعلام المحلية، quot;إن سورية قادرة على إكمال مسيرة التجدد والتغيير والخروج من حلقة العنف عبر الحوار، والسوريون قادرون معا على تحقيق ذلك والاستجابة لكل مطالب الإصلاح المفتوحة قلوب السوريين لهquot;.

وأضاف البطريرك لحام quot;إن تحقيق هذه المطالب حدث، والدستور الجديد الذي صوت عليه الشعب السوري مؤخرا هو خطوة إلى الأمام، والسوريون قادرون على أن يقودوا بأنفسهم مسيرة الإصلاح كي تكون الديمقراطية والحرية والكرامة صنعا محليا، ولذلك فالجميع وكل الفرقاء مدعوون إلى المشاركة في هذه المسيرة... إننا نصلي لأجل رئيسنا المفدى الدكتور بشار الأسد الذي يكن المحبة في قلبه لكل السوريين لكي يبقى صامداً ومحباًquot;.

واستنكر البطريرك لحام التفجيرات الإرهابية البشعة والأعمال الهمجية التي وقعت في دمشق داعيا إلى رفع الصلوات في الكنائس والجوامع والبيوت للضحايا والجرحى المتألمين في المستشفيات.