ثمة أنباء غير طيبة بالنسبة إلى البريطانيين الذين يبدون قلقًا إزاء تزايد المهاجرين. فقد اتضح أن 1600 مدرسة في انكلترا تضمّ من التلاميذ غير الناطقين بالانكليزية عددًا أكبر من صغار أهل البلاد أنفسهم، والعدد يتصاعد بنحو تلميذ laquo;أجنبيraquo; كل أسبوع في المتوسط.


الانكليز ينظرون بقلق إلى مستقبلهم مع تزايد تلاميذ المهاجرين

صلاح أحمد: صار عدد التلاميذ الذين يعتبرون الانكليزية لغتهم الأم أقلية في أكثر من 1600مدرسة فيانكلترا. هذا ما جاء في مسح أجرته وزارة التعليم البريطانية، وأظهر أن ما يقارب المليون تلميذ في تلك المدارس لا يتحدثون الانكليزية في منازلهم، لأن آباءهم ناطقون بلغة أخرى، وأن هذا الاتجاه يتصاعد بنحو تلميذ laquo;أجنبيraquo; جديد كل أسبوع في المتوسط.

ليس هذا فقط، بل أن هناك أيضًا 97 مدرسة معيّنة - حيث تلاميذ المهاجرين غالبية - لا تعتبر نفسها في فئة الأقلية وحسب، وإنما تحصي عدد تلاميذها البريطانيين غير المهاجرين بواحد في كل 20 تلميذًا، أي ما يشكّل نسبة 5 في المئة لا أكثر.

ويظهر المسح أنه في الوقت الذي تسلم فيه توني بلير السلطة في البلاد (العام 1997) كان عدد التلاميذ غير الناطقين بالانكليزية في منازلهم يؤلفون نسبة أكثر من 50 في المئة في 866 مدرسة في انكلترا. على أن هذا الرقم اقترب من الضعف بحلول العام الماضي (أي خلال 14 عامًا). فصار هذا الحال ينطبق على 1638 مدرسة، منها 1363 ابتدائية و224 ثانوية و51 خاصة. وبهذا يصبح واحد من بين 6 تلاميذ لا يعتبر الانكليزية لغته الأم في عموم انكلترا.

وكانت دراسة قد سبقت مسح وزارة التعليم هذا بوقت قصير، وأظهرت أن لغات شبه القارة الهندية تتصدر اللغات التي يتحدثها أبناء المهاجرين في منازلهم. وبين هذه تتصدر البنجابية المرتبة الأولى، متبوعة، على التوالي من حيث الترتيب العددي، بالأوردو والبنغالي والغوجراتي.

تأتي بعد هذه فئة مؤلفة من الصومالية والبولندية والعربية والبرتغالية والتركية والتاميلية. ثم تأتي فئة ثالثة تشمل الشبيك (الباما وكوسوفو)، والإيغبو (نيجيريا) واللوغاندا (أوغندا) والسينهالا (سري لانكا) والأمهرية (أثيوبيا). على أن كل هذه الفئات هي لغات الغالبية التي تأتي بعدها لغات مثل لغات الشرق الأقصى من ماندرين وغيرها.

وفي لندن وحدها، اتضح أن 98 ألف تلميذ لا يتحدثون الانكليزية في منازلهم مقابل 79 ألفًا من تلاميذ البريطانيين أهل البلاد. وهنا تجد أن دائرة نيوهام تتمتع بالقدر الأعلى من تلاميذ المهاجرين، إذ ينطبق الحال فيها على 97 مدرسة. وتأتي في المرتبة الثانية دائرة تاور هامليتس (70 مدرسة)، ثم برينت (57) وإيلينغ (55).

تتبع العاصمة مدينة بيرمنغهام، حيث تجد 117 مدرسة، يتحدث أكثر من نصف تلاميذها بلغة غير الانكليزية، متبوعة ببرادفورد (59)، ثم ليستر (30) فمانشيستر (35). أما المدارس ذات الأقلية من التلاميذ غير الناطقين بالانكليزية فتوجد في ثلاث مدن، هي هالتون وريدكار وكليفلاند (0.9 في المئة).

وكان استطلاع للرأي واسع النطاق أُجري في أواخر العام الماضي قد أظهر أن قرابة ثلاثة أرباع البريطانيين يشكون كثرة عدد المهاجرين في البلاد، وأكثر من ثلاثة أرباعهم يشكون أثرهم السلبي على مستوى الخدمات العامة. ووضع هذا الاستطلاع بريطانيا أيضًا في المرتبة الثالثة على قائمة من 23 دولة تعتبر الأكثر اجتذابًا للمهاجرين، وفي المرتبة الأولى من حيث قلق أهل البلاد إزاء الضغوط التي يحدثونها على المدارس والمستشفيات وشبكة المواصلات.

وقالت الجماعات المناهضة للهجرة إن الاستطلاع يلقي الضوء على مخاوف ظلت تساور البريطانيين لزمن طويل إزاء تدفق المهاجرين على البلاد بشكل متصاعد في السنوات الأخيرة. وسارعت صحف التابلويد المحافظة إلى إلقاء اللوم على حكومات العمال المتعاقبة على مدى 13 عامًا. وقالت إن السياسة التي اتبعتها، وهي فتح بريطانيا أمام المهاجرين، laquo;أضافت 3.2 ملايين شخص إلى تعداد سكان البلاد في تلك الفترةraquo;.