تحضيرات القمة العربية في بغداد

بدأ وزراء المال والاقتصاد العرب بالتوافد إلى بغداد اليوم حيث سيدشنون غدا أعمال القمة العربية بعقد اجتماعهم لبحث استراتيجيات الامن الغذائي والسياحة العربية ومواجهة خطر الكوارث، فيما شنّت السلطات العراقية حملة اعتقالات استباقية لتأمين القمة التي قال نائب ريس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك انها قد حولتها الى نقمة.


لندن: بعد أن قلَّصت الجامعة العربية عدد اجتماعات القمة التي تعقد في بغداد الخميس المقبل إلى ثلاثة، يدشن وزراء المال والاقتصاد العرب الذين بدأوا اليوم بالوصول الى العاصمة العراقية أعمال القمة، باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والاقتصاد حيث يليه الأربعاء انعقاد اجتماع وزراء الخارجية فيما تعقد القمة الخميس.

وسيترأس اجتماعات وزراء المال والاقتصاد العرب خير الله بابكر وزير التجارة العراقي لوضع الملف الاقتصادي في صورته النهائية قبل عرضه على القادة العرب في قمتهم. وسيبحث الوزراء ثلاث استراتيجيات مهمة، هي استراتيجية السياحية العربية وآليات تنفيذها، واستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة الى جانب الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث. كما ستتم متابعة أعمال القمة العربية التنموية في الكويت عام 2009 وفي شرم الشيخ 2011 وكذلك الإعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013quot;.

وقال مدير عام العلاقات الاقتصادية الخارجية في وزارة التجارة العراقية هاشم محمد حاتم، إن الملف الاقتصادي والاجتماعي يشكل أحد محاور القمم العربية منذ إقرار آلية دوريتها ما يعطي دفعة قوية لمسيرة العمل العربي المشترك. وأضاف أن التعاون الاقتصادي العربي وصل الى مرحلة متقدمة من خلال اقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، التي سيتم استكمالها بالانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عام 2015 وهو ما يشكل خطوة منطقية لاستكمال تحرير باقي السلع العربية من الرسوم. ودعا الى بذل مزيد من الجهود لإزالة العراقيل والعقبات التي تعترض حركة التبادل التجاري العربي واستكمال قواعد المنشأ حتى يمكن إقامة تكتل اقتصادي عربي قوي.

وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي، من إعداد جدول أعمال القمة بصيغته النهائية والصيغة المقترحة لإعلان بغداد الذي سيصدر عنها ويتضمن النتائج التي توصل اليها. وتتعلق هذه النتائج بالموضوعات التي سيبحثها القادة في ما يخص دعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف، وملف الجزر الإماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.

كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الأزمة السورية وكيفية إبعاد شبح الحرب الأهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك، وتطوير واقع جامعة الدول العربية، إضافة الى ملف مضيق هرمز، ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف.

وستصدر القمة بيانا يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والأخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه quot;إعلان بغدادquot;. ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي:
أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانيا: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثا: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمها .
رابعا: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامسا: الوضع في الصومال.
سادسا: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعا: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامنا: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعا: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة.

عاشرا: مكان وموعد الدورة العادية 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل .

اعتقالات استباقية لأمن القمة قال المطلك إنها حولتها لنقمة

شنت القوات العراقية اليوم حملة اعتقالات استباقية لتأمين القمة العربية حيث القت القبض على 43 مشتبها به بينهم معتقلون سابقون خلال عملية أمنية نفذتها جنوب غرب بغداد.

فقد قامت قوة مشتركة من قوات التدخل السريع والجيش العراقي بعملية دهم وتفتيش في ناحية الرضوانية التابعة لقضاء أبو غريب جنوب غرب بغداد، أسفرت عن اعتقال 43 شخصاً مشتبها به، بينهم معتقلون سابقون أطلق سراحهم من سجن بوكا في البصرة الذي كان خاضعا للقوات الاميركية قبل ان تسلمه الى السلطات العراقية ليغلق الصيف الماضي. واشار مصدر أمني الى أن quot;العملية استندت إلى معلومات استخبارية دقيقةquot; موضحا انه قد تم اخضاع المعتقلين للتحقيق في مركز أمني.

ويأتي انعقاد القمة العربية في وقت اتخذت السلطات الأمنية اجراءات أمنية مشددة في بغداد ونشرت شبكة من نقاط التفتيش الأمنية، وحواجز الطرق في مسعى لحماية العاصمة من هجمات المسلحين.

وأغلقت السلطات شوارع بأكملها في بغداد، وتقوم فرق من القوات الخاصة العراقية بتمشيط المدينة وأعلنت الحكومة عن عطلة رسمية لمدة اسبوع بدءا من يوم أمس، بالترافق مع نشر 100 ألف عسكري لحراسة مئات من نقاط التفتيش. وتسببت هذه الإجراءات الأمنية الإضافية باختناقات مرورية كبيرة، ما اضطر البعض إلى التخلي عن سياراتهم والذهاب الى العمل سيرا على الاقدام. وزادت هذه العراقيل إلى الحد الذي دفع بعض أعضاء البرلمان للمطالبة بفتح ممرات طوارئ للسماح للأطباء وسيارات الإسعاف بالوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب.

ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك ان هذه الإجراءات الأمنية قد حولت القمة العربية الى نقمة .
واضاف ان انعقاد القمة العربية في بغداد هو استحقاق عراقي. فالعراق بلد عربي مؤسس للجامعة العربية وهو بلد محوري وهو ركيزة في الامن العربي والاقليمي، وقال انه من المهم أن تكون قضايا العراق في صلب جدول أعمال القمة خاصة وأن العراق يعاني مشكلات داخلية واقليمية أكبر بكثير من قضايا مطروحة في جدول اعمال القمة.

وأضاف ان اجراءات الحكومة الأمنية وحملة الاعتقالات الواسعة تحت ذريعة أمن القمة يفقد القمة قيمتها، وأهميتها لدى الشارع العراقي وان تضييق الخناق على المواطنين والحياة العامة حولت القمة الى نقمة . واكد ان الحكومة بالغت في تبديد الأموال سواء على الدول خارجيا أو على مشاريع داخلية يشوبها الفساد الواسع . وأوضح ان العراقيين يرون انهم أحق بهذه المبالغ التي وصلت الى اكثر من مليار ونصف المليار دولار كي تصرف على الارامل والايتام أو على خدماتهم التي هم في أمس الحاجة اليها.