تتصدر موضوعات سوريا وفلسطين والصومال والإرهاب وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي جدول اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يفتتح أعماله في بغداد اليوم الأربعاء، إضافة إلى قضايا تتعلق بملف الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران والوضع في السودان ودعم دول الربيع العربي.


زيباري مستقبلاً عدداً من وزراء الخارجية العرب لدى وصولهم الى بغداد

تشهد الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية، التي ستعقد في بغداد صباح اليوم، ترؤس وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال لها، باعتبار بلاده رئيسة للقمة العربية السابقة التي عقدت في مدينة سرت الليبية العام 2010 ، حيث سيقوم بعد القاء كلمته بتسليم رئاسة الجلسة إلى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي سيلقي كلمة يوجز فيها أهم المحاور التي سيتم تناولها خلال الاجتماع. وبعد ذلك يلقي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي كلمة حول عمل الجامعة والمستجدات التي حصلت خلال الفترة الماضية وخاصة ما يتعلق بالربيع العربي.

وقد وصل من وزراء الخارجية العرب إلى بغداد حتى الليلة الماضية كل من وزير خارجية فلسطين رياض المالكي ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف ووزير خارجية السودان احمد كرتي ووزير خارجية الجزائر مراد مدلسي ووزير خارجية لبنان عدنان منصور، إضافة الى وزير خارجية موريتانيا حمادي ولد باب حمادي، ووزير خارجية ليبيا عاشور بن خيال.

ومن اهم القضايا المثيرة للجدل في اجتماع الوزراء، الذي سيعكف على التوصل إلى توصيات ترفع الى القادة العرب في قمتهم التي ستعقد غداً الخميس، هو الوضع في سوريا حيث تطغى الاحداث الدموية هناك على اعمال القمة العربية التي ستستضيفها بغداد غداً الخميس للمرة الاولى منذ 22 عاماً وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الازمة السورية.

ويدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا، الذي سيعرض على قادة الدول العربية في قمة بغداد، الحكومة السورية الى quot;الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتلquot;، كما يدعو الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في سوريا. ويطالب مشروع القرار الذي تبنّاه مندوبو الدول الاعضاء في الجامعة العربية quot;المعارضة السورية بكل اطيافها الى توحيد صفوفها واعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطيةquot;.

كما يطالب مشروع القرار quot;الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الاصلاح والتغيير المنشودquot;. ويدعو quot;الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للامم المتحدةquot;.

ويعتبر النص quot;مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانيةquot;. ويدعو مجلس الامن الدولي الى quot;التحرك لاستصدار قرار يستند الى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة اعمال العنف في سورياquot;.

ويتزامن بحث الوزراء العرب للقضية السورية مع اعلان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان موافقة دمشق على خطته للحل، كما حصل على دعم موسكو وبكين لها. وسيجري خلال اجتماع وزراء الخارجية اليوم ايضاً وضع اللمسات الاخيرة على جدول اعمال القمة ومشروع اعلان بغداد الذي سيصدر عن القادة العرب غداً الخميس.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن القضايا المتعلقة بسوريا وفلسطين والصومال ستكون أبرز محاور مؤتمر وزراء الخارجية، إضافة الى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. واشار الى أنه ستتم مناقشة القضية الفلسطينية بشكل مطول في ضوء ما تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من وجهة نظر بشأن الرؤية المستقبلية لعملية السلام. ولفت الى أن quot;هناك خطة لدى الجامعة العربية قدمت في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي ستكون داعمة لخطة تحركات مبعوث الجامعة والامم المتحدة كوفي أنان الى سورياquot;، مشدداً على أن quot;المجلس الوزاري العربي داعم لمساعي أنان من أجل ايجاد حل للقضية السوريةquot;.

وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من اعداد الصيغة المقترحة لاعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها المندبون، والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب اليوم لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنتظرة، والتي تتعلق بدعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.

كما سيبحث القادة العرب مقترحاً عراقياً لحل الازمة السورية وكيفية ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية، اضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بياناً يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه quot;إعلان بغدادquot;. ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي :
أولاً : تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.

ثانياً: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثاً: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه.
رابعاً: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامساً: الوضع في الصومال.
سادساً: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعاً: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامناً: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعاً: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة. عاشراً: مكان وموعد الدورة العادية 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.

وكان اجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب قد انتهى في بغداد امس بتبني ثلاث استراتيجيات تتعلق بالامن المائي وتنشيط السياحة العربية ومواجهة مخاطر الكوارث واعتماد اعلان مراكش لحقوق الطفل. وبعد جلستين علنية وسرية في اليوم الاول من اعمال القمة العربية في بغداد، اختتم وزراء المال والاقتصاد العرب اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالاعلان عن تبني ثلاث استراتيجيات هي الحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق مع المنظمات العربية المختصة واستراتيجية الامن المائي لمواجهة متطلبات التنمية العربية واستراتيجية تنشيط وتوسيع السياحة العربية وآليات تنفيذها.

وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية بدورتها الـثانية عشرة العام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية العام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) العام 2010 قد اتخذت قراراً بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الأبجدي، حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقاً لهذه القاعدة الا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.