أعلام الدول العربية أمام فندق فلسطين في بغداد

بدأت القمة العربية الثالثة والعشرون اجتماعاتها في بغداد اليوم بتوجيه الدعوة إلى النظام السوري لتطبيق خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لحل الأزمة السورية بشكل كامل وعادل... وأكدت العمل على تلبية تطلعات الشعوب العربية في التغيير ودعم المصالحة الفلسطينية ومكافحة الإرهاب ومواجهة الإعلام المحرض على العنف والطائفية.


افتتحت اجتماعات القمة العربية بكلمة لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل باعتبار بلاده رئيسة للقمة السابقة، شكر فيها الدول العربية لمساعدتها الشعب الليبي على نيل حريته واتخاذها عبر الجامعة العربية قرارات غير مسبوقة لحماية الليبيين. وشدد على ان بلاده لن تغرد بعد الان خارج السرب العربي وأشار إلى اعادة العلاقات الدبلوماسية مع العراق.

ودعا الدول التي تأوي عددًا من اركان النظام الليبي إلى تسليمهم لكي تتم محاكمتهم، كما ناشد الدول العربية حماية الاموال والاستثمارات الليبية فيها. وعبر عن دعم انتفاضة الشعب السوري وأدان عمليات الابادة التي يرتكبها النظام هناك، وشدد على ان هذا يتطلب التوصل إلى حلول تكفل انتقالا سلميًّا للسلطة وبما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. ثم سلم عبد الجليل رئاسة القمة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني.

جلال طالباني

وفي كلمته دعا طالباني القمة إلى قرارات تدعم مؤسسات العمل العربي المشترك والاهتمام بالشباب وتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ترتكز على مبادئ حقوق الانسان.

وأشار إلى أنّ غياب سوريا عن القمة لا يقلل الاهتمام بهذا البلد رافضا كل عمليات العنف وسفك الدماء داعيا إلى حل الأزمة هناك وتلبية مطامح الشعب السوري في اختيار نظامه من دون تدخل خارجي. وأشاد بعملية نقل السلطة في اليمن وأكد دعم الشعب الفلسطيني والمصالحة بين فصائله. وشدد على ضرورة مواجهة الإرهاب والعمل على تجفيف منابعه. وأشار إلى أهمية العمل لإقامة افضل العلاقات مع دول الجوار العربي على اساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ودعا إلى مواجهة الإعلام المحرض على العنف والفتنة الطائفية.

نبيل العربي

أمير الكويت في الجلسة الافتتاحية

أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فقد أشار إلى التطورات العربية التي شهدت تغييرات نحو الديمقراطية، الامر الذي يدعو إلى الإنصات إلى الشعوب العربية وتطلعاتها. وأضاف أن رياح التغيير التي لا تزال محفوفة بالمخاطر تتطلب التعامل معها ومع ما أفرزته من نتائج في بناء الحكم الرشيد وتحقيق الديمقراطية. وشدد على دعم الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وحول القضية السورية، فقد أشار العربي إلى أنّ الجامعة بذلت جهودا كبيرة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان هناك ووقف عمليات إسالة الدماء والدخول في حوار مع المعارضة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة لكنه أشار إلى أنّ السلطات السورية لم تلبّ او تتعامل ايجابيا مع الجهود العربية والدولية من اجل الوصول إلى نتائج مرضية.

وطالب دمشق بالتنفيذ الفوري والعاجل لخطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان من أجل الخروج من نفق الأزمة المظلم وتحقيق عمليات التغيير المطلوبة وبما يجنّب سوريا والمنطقة كارثة الانزلاق نحو العنف.

بان كي مون

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إن العراق في هذه القمة يعود ليأخذ دوره في المجتمع الدولي حيث رياح التغيير العربية لن تتوقف بعد أن عاشت الشعوب العربية عهودا من الديكتاتوريات وهي الان تتمتع بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.

ودعا القادة إلى الاستماع إلى شعوبهم منوها بأن التحول إلى الديمقراطية ليس سهلا ولكن لابد من الوصول اليه. وشدد على ضرورة وجود إرادة للاصلاح والحوار والاهتمام بالشباب والنساء ليساهموا في هذه التحولات اضافة إلى العمل للقضاء على البطالة.

وأضاف كي مون ان الصحوة العربية قربت من التوصل إلى نتائج مرضية لتحقيق طموحات الشعوب، وتعيين انان لحل الأزمة السورية حيث النزاع هناك يشكل خطرا على كل المنطقة لان حكومتها فشلت في تلبية مطالب شعبها وبدلا من ذلك استخدمت القوة المفرطة ضده.

وقال إن هناك رغبة في تشكيل مواجهة لهدم تزايد انهيار الأوضاع اكثر في سوريا ودعاها إلى تنفيذ خطة انان وحماية المدنيين والدخول في حوار سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري. وعلى الاسد أن يترجم قبوله خطة انان وأن ينفذها حالا لانه لم يعد هناك وقت كما ان المعارضة السورية مطالبة بالتعامل مع الخطة. ودعا القادة العرب إلى دعم مبادرة انان لوقف العنف من اجل ايجاد عملية سياسية جديدة في سوريا وحذر من أن الاوضاع فيها قد تجر المنطقة إلى دوامة العنف. وحول الأزمة الفلسطينية والاسرائيلية، فقد دعا قادتهما إلى التوصل إلى حل الدولتين فمن الحق الشرعي للفلسطينيين ان تكون لهم دولة وللاسرائيليين العيش في دولة آمنة الحدود.

أكمل الدين إحسان أوغلو

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين أوغلو إن الشعوب الاسلامية تقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني وأدان الممارسات الارهابية ضد الفلسطينيين. ودعا إلى ايجاد حل للاوضاع في الصومال بما يحقق الأمن ويقدم المساعدات الإنسانية إلى شعبها وعبر عن القلق من التوتر على الحدود الجنوبية للسودان. واضاف ان الحراك الشعبي في عدد من الدول العربية قد نجح في التخلص من الدكتاتوريات الحاكمة والسعي إلى إقامة الحكم الرشيد على أسس من الديمقراطية.

واضاف ان العالم الاسلامي يشعر بالألم لما يواجهه الشعب السوري من عنف وقتل حيث تعمل المنظمة وتساهم في الجهود المبذولة لوقف إسالة الدم ودعم المبادرة العربية لحل سلمي للأزمة.

أمير الكويت

الزعماء العرب في صورة جماعية قبيل افتتاح القمة العربية

وفي بداية كلمته، أشاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير الكويت بجهود القوات العراقية في توفير أجواء آمنة لعقد هذه القمة وأكد أنه يقف مع العراق الذي عانى الآلام في السنوات الماضية.

وأشار إلى أنّ الأزمة السورية كانت محور جهود عربية لحلها. وقال ان خطة انان تحفظ دماء السوريين وتجنّبهم حربا اهلية.. وحذر من ان اطالة الأزمة سيزيدها تعقيدا وخسائر بشرية.

ودعا دول مجلس الأمن إلى الاضطلاع بدورهم في حل هذه الأزمة وطالب الحكومة السورية بوقف كل اشكال العنف ضد شعبها والتجاوب مع خطة انان من أجل الاسراع بحل الأزمة.

كما ناشد ايران بالاستجابة إلى الجهود الدولية من اجل التوصل إلى تسوية سياسية لبرنامجها النووي بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

محمود عباس

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الإسراع بتبني عمليات الاصلاح في الدول العربية لما يحقق الديمقراطية ويقضي على البطالة ويحقق النمو والازدهار وشدد على أن هذا يتطلب تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك ضمن الجامعة العربية.

واستعرض عباس تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الاسرائيلية الهادفة إلى تحقيق أطماع ضمّ الأراضي الفلسطينية بما يقضي على مساعي إقامة الدولة الفلسطينية. وأشار إلى أنّ هناك في اسرائيل الان 5 آلاف أسير فلسطيني الكثير منهم قضى أكثر من 30 عاما في السجون.

واكد الاصرار على مواصلة جهود المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والاحتكام إلى الشعب عبر صنايق الاقتراع. وطالب القادة العرب بتفعيل قرارات سابقة للقمم العربية لم تنفذ بعد وتخص دعم القضية الفلسطينية.

وشدد عباس على ضرورة جعل القدس قضية مركزية في التعامل مع المجتمع الدولي رافضا بشدة بعض الفتاوى الدينية التي تحرم زيارة القدس وأشار إلى أنّ القيادة الفلسطينية اعدت خطة متكاملة حول القضية الفلسطينية لتقديمها إلى القمة العربية الحالية.

الرئيس اللبناني

أما الرئيس اللبناني ميشال سليمان فقد دعا إلى تحقيق الديمقراطية بما يكفل ضمان حقوق الاقليات في البلدان العربية مشيرا إلى دور المسيحيين في الكفاح القومي العربي بشكل لم يعد فيه مجال للحديث عن الاقليات.

وأشار إلى أنّ التنوع هو مصدر للوحدة وليس للشقاق ولا تعارض له مع العروبة. واضاف ان لبنان حريص على الابتعاد عن سياسات المحاور عدا ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية. وأشار إلى أنّ لبنان وهو يواكب أحداث سوريا باهتمام كبير فإنه قد نأى بنفسه عن آثارها السلبية معبرا عن الامل في ان تؤدي مهمة انان السلمية في سوريا إلى حل للأزمة السورية بما يسمح بتوقف كل اعمال اشكال العنف والعبور نحو الاصلاح المحقق للديمقراطية.

الرئيس التونسي

ومن جانبه، فقد استعرض الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تطوّرات الاوضاع في بلده.. واكد رفض اي تدخل عسكري في سوريا وحذر من تقديم السلاح لأي طرف فيها لان ذلك سيقود إلى حرب اهلية طاحنة يسعى اليها النظام السوري الذي دعا إلى تشديد الضغط عليه بشكل يدرك فيه الرئيس الاسد انه لا مستقبل له ولا خيار غير تنحيه وتسليم السلطة إلى نائبه والدخول في مرحلة انتقالية تقود إلى انتخابات حرة وديمقراطية من خلال انتقال سلمي للسلطة.. إضافة إلى إرسال قوات حفظ سلام لطمأنة المواطنين الرافضين للطائفية. وطالب المعارضة السورية بتوحيد قواها على برنامج عمل موحد يوصل البلاد إلى تحقيق تطلعات شعبها.

الرئيس السوداني

أما الرئيس السوداني عمر حسن البشير فقد أشار إلى أنّ التطورات الاخيرة على الساحة العربية قد غيرت الكثير من المفاهيم والتطلعات وخاصة ما جرى في مصر وتونس وليبيا واليمن. وقال إنه يتابع الاوضاع المأسوية في سوريا من خلال المبادرة العربية الهادفة لحفظ سوريا من التدخل الاجنبي ومن اجل حماية مواطنيها. ودعا إلى إصلاحات عربية سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية والعودة إلى العمل العربي المشترك بما يحقق طموحات المواطنين العرب.

وطالب بمواجهة التسلح النووي في المنطقة وخاصة في اسرائيل واكد دعم الجهود الرامية لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

الرئيس الصومالي

ومن جانبه، دعا الرئيس الصومالي شريف الشيخ أحمد القمة إلى قرارات فاعلة تتماشى مع المتغيرات العربية الحاصلة خلال السنوات الاخيرة. وطالب بإجراءات تواجه الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنّ بلاده تطالب quot;الأشقاءquot; في سوريا بالتفاهم والجلوس إلى مائدة الحوار الذي يوصل إلى اتفاق ينهي الصراع هناك. وناشد العرب مضاعفة مساعداتهم لمساعدة الشعب الصومالي منوها بأنّ الوضع الأمني في البلاد ما زال يتطلب جهودا لتحقيق الاستقرار وهو ما يتطلب قوات أمنية مسلحة ومدربة وهي إمكانات غير متوفرة مناشدا العرب المساعدة في تدريب وتسليح القوات الصومالية. وأكد عزم الصوماليين على تحقيق المصالحة والالتزام بالتداول السلمي للسلطة وايقاف نزيف الدم ومعاناة الشعب المتواصلة منذ 20 عاما.

رئيس جمهورية القمر أكليل ظنين ورئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صالح اكتفيا بتحية القمة متمنين لها النجاح في أعمالها مشيرين إلى أنّهما وتوفيرا للوقت سيوزعان نص كلمتيهما على الوفود عبر الأمانة العامة للجامعة العربية.

نوري المالكي

وفي كلمته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مؤتمر القمة ينعقد في ظروف عربية حاسمة تشهد تطوّرات سياسية واقتصادية واجتماعية، وأشار إلى أنّها تعقد ايضا في أصعب الظروف حيث ان الانتفاضات العربية لم تعد شأنا داخليا. وحذر من الإرهاب الذي يقوده تنظيم القاعدة الذي قال ان العراق كان الاكثر تضررا من عملياته الإجرامية. ودعا الدول العربية إلى اخذ الحيطة من ان تركب القاعدة موجة الانتفاضات العربية وتسرق ثوراتها وتطلعات شعوبها.

كما حذر بشدة من الاستقطاب الطائفي في المنطقة مشيرا إلى أنّ هذا سيقود إلى حروب اهلية وتقسيم للدول العربية. وعبر عن الخوف من عسكرة الانتفاضات العربية وتحويلها من السلمية إلى صراع دموي بين العسكر والمواطنين المتطلعين إلى الحرية والديمقراطية. وأكد رفض الخيار الأمني في معالجة مطالب الشعب السوري وحذر المعارضة من الانزلاق نحو العسكرة لان ذلك سيقود إلى حرب اهلية كما قال.

ودعا المالكي إلى الضغط على أطراف الأزمة السورية للدخول في حوار وطني لأن البديل لذلك سيكون صراعا دمويا إقليميا على الارض السورية سيقود في وقت لاحق إلى التدخل الاجنبي الذي يرفضه العراق. وشدد على دعم جهود وقف العنف واللجوء إلى الحوار الوطني ودعم مهمة أنان في مساعيه لحل الأزمة هناك. وطالب الحكومة والمعارضة في سوريا بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية تهيّئ لانتخابات شفافة تحقق للشعب حريته ولسوريا أمنها واستقرارها.

رئيس وزراء الأردن

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني عمر الخصاونة إن الوقت حان لتطوير فعاليات العمل العربي المشترك ودعا إلى إشراك الشباب في عمليات التحول السياسي والاجتماعي في الدول العربية. وطالب بتفعيل منظومة العمل العربي المشترك انطلاقا من تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي وبلورة موقف عربي موحد إزاء دول الجوار.

المشير محمد حسين طنطاوي

وألقى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو كلمة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، فأشار الى ان مصر تمر بظروف صعبة وخاصة في المجال الاقتصادي وهذا امر طبيعي نظرا إلى التحولات التي شهدتها البلاد عقب ثورة 25 يناير مؤكدا ثقته بتجاوز هذه الصعوبات، ودعا الى حل عاجل للاوضاع المأسوية في سوريا قبل أن تتفاقم الامور هناك.

وقال إن الشعب السوري ومنذ أكثر من سنة، يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، الامر الذي يتطلب الوقف الفوري لكل أعمال القتل والوصول الى حل سياسي يجنّب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي الذي ترفضه مصر. وأكد ضرورة توحد المعارضة السورية في الداخل والخارج واجتماع كل اطياف المجتمع السوري على اتفاق يحقق نظاما ديمقراطيا مشددا على دعم مصر للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتأييدها خطة أنان في هذا المجال.

وزير خارجية اليمن

وأشار وزير خارجية اليمن ابو بكر عبد الله الى أن القمة تعقد في ظروف عربية حساسة شهدت فيها بلدان انتقالا سلميا للسلطة فيما شهدت اخرى صراعا دمويا. ودعا الى الوقف الفوري لاستخدام العنف ضد مطالب الشعب السوري مطالبا بتكثيف الجهود للوصول الى حل للازمة هناك.

السعودية

وفي كلمة السعودية، قال ممثلها في الجامعة العربية السفير أحمد سلطان إن العراق يعود الى محيطه العربي بانعقاد هذه القمة على اراضيه واشار الى ان اكبر التحديات التي تواجه العالم العربي الان هو التحدي الاقتصادي... والمطلوب العمل على تجاوز هذا التحدي بالعمل الجاد.

المغرب

وقال وزير الخارجية المغربي عز الدين العثماني انه يدعم كلمات الوفود التي سبقته حول الأوضاع العربية وخاصة ما يتعلق منها بالعمل العربي المشترك وقضية فلسطين موضحا ان هناك هبة شعبية عربية نحو تحقيق الديمقراطية والالتزام بحقوق الانسان.

البحرين

ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة عن الأوضاع العربية التي قال إنها تتطلع الى تحقيق تطلعاتها في الإصلاح والتطوير وتحقيق التعددية والاستقرار السياسي والاجتماعي المطلوب من خلال الحوار ومن يرفضه ويلجأ الى العنف فإنه يكون قد تصرف ضد بلده.

الامارات

وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور محمد بعد أن حيا العراق لاستضافة القمة انه سيوزع نص كلمته على الوفود العربية.

بعد ذلك أعلن الرئيس طالباني عن تحويل الجلسة الافتتاحية للقمة الى مغلقة حيث طلب من وسائل الإعلام مغادرة القاعة.

قمة بعشرة زعماء كلفت 1.5 مليار دولار

وفي قمة كلفت تحضيراتها العراق مليارًا وربع المليار دولار، فإن التمثيل العربي يبدو ضعيفًا على مستوى القادة الذين لن يحضر سوى عشرة منهم من بين 22 دولة عضو في الجامعة العربية لكن هذه الدول جميعها ستكون ممثلة في القمة عدا سوريا المعلّقة عضويتها منذ أواخر العام الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المسؤولين العراقيين الذين يعتبرون انعقاد القمة في عاصمتهم بمثابة عودة لبلدهم إلى حاضنته العربية وإلى دوره الريادي في مسيرة العمل العربي المشترك باعتباره إحدى الدول المؤسسة للجامعة العربية عام 1945.

وفي هذا الاطار، يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ quot;نحن راضون عن مستوى تمثيل الدول العربية جميعا في اعمال هذه القمة التي نعدها متميزة في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقةquot;.

وحول ما إذا كانت مشاركة العرب في القمة قد جاءت على خلفية تغير موقف العراق من الأزمة السورية يؤكد الدباغ quot;أن المشاركة جاءت طبيعية واستحقاقا للعراق الذي امتلك موقفا ثابتا ومبدئيا من الأزمة السورية متمثلا بالحفاظ على حرية الشعب السوري ووحدته وصيانة أرواح ابنائهquot;.

ويشارك 10 زعماء في القمة فيما يمثل بقية الدول العربية وزراء خارجيتها او مندوبيها في الجامعة العربية أو رؤساء برلماناتها. والقادة المشاركون في القمة هم زعماء : السودان وتونس وفلسطين ولبنان والكويت وجيبوتي والصومال وجزر القمر وليبيا اضافة إلى العراق الدولة المضيفة.

القمة تناقش تسعة محاور

ومن جهته، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن جدول أعمال القمة العربية اليوم سيتناول تسعة محاور رئيسة إضافة إلى مقترحات الدول الأعضاء. وقال انquot;المحاور التسعة التي ستطرح للنقاش تتضمن قراءة تقرير الأمين العام للجامعة العربية حول نشاطات الأمانة العامة للأعوام المقبلة وما أنجزته في المرحلة الماضية والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.. ثم دراسة القضيتين السورية واليمنية والوضع في الصومال وسبل جعل المنطقة العربية خالية من أسلحة الدمار الشامل وجهود مكافحة الإرهاب الدولي ومناقشة مشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي. وشدد على ان القاده العرب سيدعمون مساعي مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة السورية.

تصعيد الإجراءات الأمنية وتعطيل شبكة الهواتف النقالة

ومع بدء وصول القادة العرب إلى بغداد، فقد شددت السلطات العراقية إجراءاتها الأمنية في العاصمة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة منحوا عطلة رسمية تمتد أسبوعا لتمكين الاجهزة الأمنية من تنفيذ خطط أمن القمة.

وفي هذا الاطار، فقد عطلت السلطات عمل شبكات الهاتف النقال وأبلغت شركاته بايقاف خدماتها للمشتركين حيث ترافق هذا الاجراء مع قطع خدمات الانترنت عن بعض مناطق العاصمة. كما تم نشر مائة الف عسكري وتخصيص 100 طائرة مقاتلة ومروحية لتأمين الأجواء خلال فترة انعقاد القمة. وأكدت قيادة عمليات بغداد أن القوات الأمنية مسيطرة على مخارج ومداخل بغداد حيث بدت بغداد شبه خالية فيما اتخذت الجهات الأمنية إجراءات احترازية تمثلت باعتقال المئات من المشتبه فيهم في المناطق التي توصف بالساخنة خاصة تلك المحيطة او القريبة من مطار بغداد الدولي وأماكن انعقاد القمة والمنطقة الخضراء وسط العاصمة.

القمم العربية

ترافق انعقاد القمم العربية بتأسيس جامعة الدول العربية في اذار (مارس) عام 1945 وانعقدت أول قمة في منطقة انشاص قرب القاهرة عام 1946 واتخذت عددا من القرارات كان من أهمها التمسك باستقلال فلسطين والتأكيد على عروبتها.. ومنذ هذا المؤتمر الأول أصبحت قضية فلسطين هي المحرك الاساس لعقد مؤتمرات القمة العربية.

وكان من بين مؤتمرات القمة المفصلية المؤتمر الذي عقد مطلع عام rlm;1964rlm; في القاهرة اثر تهديد إسرائيل مياه نهر الأردن وقد توصلت القمة إلى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. ثم جاء مؤتمر قمة الدار البيضاء عام rlm;1965rlm; الذي سمي بمؤتمر التضامن العربي في محاولة لم تنجح وقتها في معالجة التدهور الذي أصاب الأمة العربية جرّاء النزاع حول اليمن.

وكانت قمة الخرطوم التي انعقدت في اب (اغسطس) عام 1967 من أبرز مؤتمرات القمة العربية حيث جاءت عقب هزيمة حزيران (يونيو) عام 1967 rlm;ولذلك جاءت قراراتها ضد إسرائيل من خلال اللاءات الشهيرة التي اعلنتها : لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل.. اضافة إلى تقديم الدعم العربي لدول المواجهة من اجل إزالة آثار الحرب الإسرائيليةrlm;.

ثم جاءت قمة الجزائر في تشرين الثاني (نوفمبر) عام rlm;1973rlm; عقب حرب تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973 والتي اعتبرت مع قمة الرباط في تشرين الاول عام rlm;1974rlm; من أنجح القمم العربية نظرا للإجماع العربي حول دعم القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطينيrlm;.

ثم انعقدت قمة اخرى عام 1978 في بغداد عقب زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات إلى إسرائيل وتوقيعه اتفاقية السلام معها حيث قررت القمة نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس ووقف عضوية مصر في الجامعة الامر الذي أضعف دورها. وفي عام 2000 عقدت قمة القاهرة والتي كان من أهم قراراتها انعقاد القمم العربية سنويا وفي جميع البلدان العربيةrlm; بالتناوب.

والقمة العربية اليوم هي الثالثة التي يحتضنها العراق حيث كان قد استضافها لمرتين قبل ذلك الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.