وليام هيغ

من حق مواطني الدول طلب العون من سفارات بلادهم اثناء الطوارئ والملمات في الغربة. لكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يشكو الآن من أن تفسير البريطانيين لهذا الأمر صار مطّاطاً بحيث شمل أشياء تستدعي الضحك بدلا من التعاطف.


لندن: بلغ الأمر حدّ أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ألقى شكواه على مسامع وسائل الإعلام. فقال إن رعايا بلاده في الخارج يضيّعون الجهد الذي يجب أن تصرفه سفاراتهم في ما يفيد، وذلك عبر إبلاغها بـlaquo;توافه الأمورraquo; مثل طقم الأسنان الضائع والمربى السائلة ومشاكل العمليات التجميلية... إلى آخر قائمة طويلة من هذا النوع.

وناشد الوزير مواطنيه النظر الى الأمور بمعايير أكثر جدية ومساعدة سفاراتهم على الانشغال بالقضايا المهمة. وضرب أمثلة أخرى بأشخاص يلاحقون السفارات والقنصليات البريطانية بطلبات المساعدة في أشياء يجب ان تكون من شواغلهم الشخصية لا أكثر.

ونقلت laquo;غارديانraquo; عن هيغ قوله: laquo;ليس من مهام السفارات البريطانية مساعدة رعاياها على حجز طاولات المطاعم مثلا. وقد يكون هذا بديهيا، ولكن ليس بالنسبة إلى مواطنة بريطانية معيّنة في إسبانيا اتصلت بالسفارة لمعرفة أفضل مكان يمكنأن تتناول فيه غذاء الكريسماس. والشيء نفسه ينطبق على اثنين في تكساس يشكو أحدهما من تلال النمل في منزل عطلته المؤجّر والآخر من شكه في وجود فئرانraquo;.

ومضى الوزير يقول: laquo;لماذا يعتقد شخص ما في اليونان أن ضياع طقم أسنانه يجب أن يصبح من أولويات السياسة الخارجية البريطانية؟ وماذا عن آخر يريد لطاقم السفارة ان ينصرف الى معرفة أفضل الطرق لإقامة حظيرة للدجاج في حديقة منزله الخلفية؟ وإذا كنت تبحث عن شخص يتولى رعاية كلبك أثناء سفرتك القصيرة، أو أن مربى المشمش الذي تحاول صنعه ليس غليظالقوام بما يكفي، هل تعتقد أن السفارة أو القنصلية هي الجهة الأنسب لحل مشكلتك هذهraquo;؟

وعدد الوزير أيضا حالات مثل السؤال عن حالة الطقس والإبلاغ عن ضياع أشياء مثل laquo;السات نافraquo;. لكنه ذكر ايضا أن البريطانيين في الخارج يريدون لسفاراتهم الانصراف عن مهامها المناطة بها الى أشياء يعتبرونها في غاية الأهمية مثل أداء دور الخاطبة. وساق مثالين بأحدهم في فرنسا طلب نصيحة تتعلق بإقدامه على الزواج وآخر في بودابست طلب ترجمة laquo;أحبكraquo; الى المجرية.

يطلبون المشورة حول حظائر الدجاج

وقال هيغ إن متوسط رحلات البريطانيين الى الخارج، سواء في عطلات أو مهام عمل أو غيرها، يبلغ نحو 55 مليون سفرية في السنة، وإن نحو 6 ملايين بريطاني يعيشون في الخارج بشكل دائم أو جزئي. وأضاف أن 10 في المائة من جرائم القتل التي يقع ضحاياها بريطانيون تتم في بلاد أجنبية وأن نحو 6 آلاف منهم يُلقى القبض عليهم في مكان أو آخر. وهذا وحده، كما قال، يضع ضغوطا عاتية على أطقم السفارات والقنصليات. ومن هذا المنطلق ناشد الوزير مواطنيه بالتفكير قليلا قبل إبلاغ السفارة بضياع مفتاح الشقة مثلا.