هدد حزب الرئيس العراقي جلالطالباني برد حاسم ضد المعتدين على مقراته محذرًا من مغبة الهجوم على الاكراد في بغداد ومدن أخرى على خلفية القاء قنابل على مقرين للحزب. بينما يلتقي نائب الرئيس العراقي المتهم بالارهاب الهاشمي في اسطنبول غدًا رئيس الوزراء التركي ثم يعود بعدها الى إقليم كردستان.


قال الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني إن تعرض مقرين للحزب في مدينتي الديوانية والحلة الجنوبيتين أمس الى هجوم إرهابي بقنابل مصنوعة محليًا من قبل اشخاص مجهولين قد أدى الى الحاق اضرار مادية جسيمة من دون وقوع ضحايا، مشيرًا الى أن هذا يأتي quot;بعد تهديدات أطلقتها مجموعة من المتعصبين والشوفينيين ومنهم عباس المحمداوي امين عام ائتلاف ابناء العراق الغيارىquot;.

ودعا الحزب في بيان صحافي الى التهدئة وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تثير النعرات الطائفية والعنصرية وطالب الحكومة الاتحادية والسلطات المحلية بالتحقيق في الهجوم والقبض على الجناة وإحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. وحذر quot;من مغبة أي هجوم يقوم به أي طرف على مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني أو الكرد القاطنين في بغداد والمحافظات الاخرىquot;.

وأكد أنه لن يتأخر في اللجوء الى القضاء والحكومة الاتحادية لردع مثل هذه الاعمال والمحرضين الذين لن يكونوا في مأمن من رد فعل حاسم من الاتحاد الوطني الكردستاني وبالطريقة التي يراها مناسبة. وشدد على ضرورة الاحتكام الى الهدوء والحوار في حل المشاكل وعدم بث النعرات الطائفية والعنصرية.
وقال الحزب: quot; إننا وبالتعاون والتنسيق مع كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب الاتحادي سنرفع دعوى قضائية ضد عباس المحمداوي لأننا نعتبره مسؤولاً عن التحريض ضد الكردquot;.

وعلى الصعيد نفسه، قالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي إن هذه الاعتداءات تكرر الدعوات الشوفينية التي اطلقتها بعض الاطراف الموتورة لاستهداف وحدة الشعب العراقي وتفكيك نسيجه التاريخي المتماسك.

وحذر الناطق باسم الحركة هادي والي الظالمي في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; من quot;اسلوب التغاضي والتهاون مع منهج التصعيد الطائفي والعرقي الذي تغذيه بعض الاطراف المشبوهة لتحقيق مكاسب خاصة وضيقة على حساب المصلحة الوطنية، والاستقرار والسلام الاجتماعي وضرورة احترام مقام رئاسة الجمهورية المتمثلة بالرئيس جلال طالبانيquot;.

وكان ائتلاف quot;أبناء العراق الغيارىquot; امهل الاسبوع الماضي جميع الأكراد في بغداد والمناطق العربية اسبوعًا للمغادرة الى اقليم كردستان . وقال الامين العام للائتلاف عباس المحمداوي quot;ندعو جميع الأكراد وخصوصًا في العاصمة بغداد الى مغادرة الاراضي العربية والعودة الى اقليم مسعود بارزانيquot;. واضاف: quot;يعز علينا أن نطالب الأكراد بالرحيل ولكن وللأسف هذا ما اراده رئيس الاقليم وبعض النواب الاكراد الذين وصفوا الخلافات بين الحكومة المركزية وسلطة الاقليم بالحربquot;. وقال quot;إن امام الاكراد اسبوعًا واحدًا للمغادرة وبخلاف ذلك سنعلن حمل السلاح ضد بارزاني ومن معه وقد اعذر من انذرquot;.

وتأتي هذه التهديدات اثر حملة هجوم شديد شنها بارزاني ضد رئيس الوزراء نوري المالكي متهمًا اياه بالتفرد بالسلطة والتربع على حكم الفرد الواحد والحزب الواحد.

الهاشمي يلتقي اردوغان اليوم ويعود الى كردستان
من المنتظر أن يبحث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالارهاب في اسطنبول، التي وصلها الليلة الماضية وسط اجراءات مشددة، غدًا الاربعاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العلاقات بين بلديهما والتطورات في المنطقة.

وقال مكتب الهاشمي الموقت: quot;بناء على دعوة رسمية، وصل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الى اسطنبول ضمن زيارته إلى دول المنطقةquot; مبيناً أنه quot;سيلتقي رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وكبار المسؤولين في الدولة التركية للتباحث بشأن الاوضاع التي تمر بها المنطقةquot;. وأكد أن الهاشمي سيعود الى مقر اقامته الموقت في كردستان بعد انتهاء الزيارة .

وتأتي زيارة الهاشمي الحالية إلى تركيا بعد زيارتين مماثلتين قام بهما خلال الايام القليلة الماضية الى قطر والسعودية، حيث التقى كبار المسؤولين فيهما.

واثر بدء الهاشمي جولته الخارجية هذه في الاول من الشهر الحالي، قال مكتب الرئيس طالباني إن الهاشمي غادر البلاد من دون الحصول على موافقة الرئيس واعتبر أن التصريحات التي أطلقها في الخارج لا تتطابق مع رؤية طالباني، وتنال من quot;المكاسب المهمةquot; التي حققها العراق بانعقاد مؤتمر القمة العربية التي عقدت في بغداد مؤخرًا في اشارة الى اتهاماته التي وجهها الى رئيس الوزراء نوري المالكي باضطهاد السنة في البلاد.

ومن جهة اخرى، طالب الهاشمي المحكمة الاتحادية لاعادة النظر في قراراتها التي تحمل بين طياتها ابعادًا سياسية ضده، ودعا رئيس مجلس القضاء الى التعامل بحيادية وعدالة مع جميع القضايا المعروضة على القضاء.

وقال مكتب الهاشمي: quot;يومًا بعد يوم تتأكد للرأي العام الابعاد السياسية الواضحة لاستهداف طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، حيث تابع المواطنون باهتمام من على شاشات التلفاز التظاهرة الحاشدة التي خرجت يوم الجمعة الماضي في محافظة واسط وامام مبنى محكمة استئناف واسط، حاملين صورًا لضحايا المتهم الهارب عزيز الامارة (امر لواء الرد السريع في المحافظة)، منددين بقرار المحكمة الاتحادية نقل قضيته الى بغداد بدلاً من محاكمته في واسط ومستغربين عدم الموافقة على نقل دعاوى أخرى اكثر اهمية مثل قضية استهداف طارق الهاشمي رغم أن المادة (55 ب ) الاصولية أتاحت للمحكمة الاتحادية ورئيس مجلس القضاء هذا الحقquot; .

واضاف: quot;أن هذا يؤكد بما لا يقبل الشك وقوف جهات سياسية معروفة وراء نقل القضية الى بغداد ربما لاخفاء معالم عشرات الجرائم التي ارتكبتها اجهزة معروفة تمهيدًا لتبرئة المتهم أو تهريبه، بينما تقف نفس الجهات بالضد من طلب نقل قضية استهداف الهاشمي وحمايته الى كردستان أو كركوك كي يتم اخفاء الحقيقة عن الرأي العامquot; .

واكد المكتب التحفظ على قرار المحكمة الاتحادية ودعاها quot;لاعادة النظر في قراراتها التي تحمل بين طياتها ابعادًا سياسية ونطالب رئيس مجلس القضاء الى التعامل بحيادية وعدالة مع جميع القضايا المعروضة عليه بما ينسجم واليمين الدستوري الذي في عنقه وبما يخدم المجتمع واظهار الحقائق امام الرأي العام، كما ندعو رئيس الادعاء العام الى مراقبة هذه القرارات التي تؤكد ازدواجية التعامل مع القضايا التي تهم الرأي العام والمجتمعquot; .

وقد حدد القضاء العراقي الثالث من الشهر المقبل موعدًا لمحاكمة الهاشمي غيابيًا في حال عدم تسليم نفسه الى السلطات عن قضايا اغتيال وتفجير سيارات مفخخة.