بيروت: طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس من الحكومة السورية توفير quot;حرية حركة كاملةquot; لمراقبي الامم المتحدة وتسهيل quot;عملية انسانية ضخمةquot; لمساعدة السكان.

واعتبر بان كي مون وهو يذكر الصحافيين بتوصيته بنشر 300 مراقب، ان quot;هذا القرار لا يخلو من المخاطر لكنه سيساهم في احلال سلام عادل والوصول الى تسوية سياسية تعكس رغبة الشعب في سورياquot; من خلال دعم وقف اطلاق النار وتطبيق خطة النقاط الست المقدمة من الوسيط الأممي والعربي كوفي انان quot;بحذافيرهاquot;.

ولكي تتمكن هذه البعثة من القيام بعملها، طالب بان كي مون بـquot;التعاون التام من جانب الحكومة السوريةquot; وخصوصًا بأن تضمن للبعثة quot;حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة افرادها اضافة الى استخدام وسائل حاسمة مثل المروحياتquot;.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة ان الوضع الانساني quot;غير مقبولquot; مع وجود نحو مليون شخص في حاجة الى المساعدة، وقال quot;اطالب الحكومة السورية بالسماح لوكالات الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية بتنظيم عملية انسانية واسعة النطاق لمساعدة المحتاجينquot;. واوضح ان هذه العملية ستناقش خلال اجتماع الجمعة في جنيف للمنتدى الانساني لسوريا.

وفي ما يتعلق ببعثة المراقبين الكاملة التي طالب بنشرها، اعرب بان كي مون عن quot;الامل في تحرك سريع للمجلسquot; لجهة اعتماد القرار الذي يجيز نشر هذه البعثة في الايام المقبلة.

واكد بان كي مون ان الامم المتحدة والحكومة السورية ابرمتا quot;بروتوكولا تمهيدياquot; يحدد معايير عمل المراقبين الذين وصلت مجموعة صغيرة منهم بالفعل الى سوريا.

الامم المتحدة تدرس توصيات بان بشأن المراقبين
هذا وبدأ مجلس الامن الدولي الخميس دراسة التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتوسيع مهمة مراقبي المنظمة الدولية المكلفين الإشراف على وقف اطلاق النار في سوريا. ويفترض ان يقدم جان ماري غيهينو مساعدة ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، خلال هذا الاجتماع توضيحات لسفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس.

وبحسب دبلوماسيين، فانه قد يتم اعتماد قرار جديد يسمح بتوسيع البعثة في بداية الاسبوع. وفي تقرير للمجلس، اوصى بان كي مون بالسماح بنشر بعثة من 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا quot;لفترة اولى من ثلاثة اشهرquot;. وقال ان ثمة quot;فرصة للتقدمquot; في سوريا، مع انه quot;من الواضحquot; ان وقف اطلاق النار quot;غير كاملquot;.

وتنتشر في الوقت الراهن في سوريا بعثة اولية، تضم نحو عشرة مراقبين فقط، يمكن زيادتهم الى 30، حيث تجري اتصالات وتعد لبعثة اوسع بموجب قرار للامم المتحدة تم التصويت عليه السبت الماضي.

واعلن السفير الالماني بيتر فيتيغ لدى دخوله قاعة الاجتماع quot;اننا ندعم انتشارًا سريعًا للبعثة، لكن ينبغي ان تكون الشروط متوافرةquot;، وبينها وقف دائم للاعمال الحربية. واضاف ان quot;رسالة الامين العام تقول ان العنف مستمر، وهذا امر يثير القلق وغير مقبولquot;. ويتعين على الحكومة السورية ان quot;تثبت ان دعمها لخطة انان يتخطى الكلام في الهواء، يجب ان تضع حدا للعنفquot;.

واكدت الحكومة السورية انها وقعت الخميس اتفاقا اوليا حول بروتوكول ينظم عمل بعثة المراقبين في سوريا. وعلى خط مواز، يعقد في باريس اجتماع يضم نحو 15 وزير خارجية غربيًا وعربيًا، وبينهم الوزيرة الاميركية هيلاري كلينتون، يهدف الى ابقاء الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الى ان يتم احترام وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق في 12 نيسان/ابريل.

وجاء في بيان للخارجية السورية quot;تم التوقيع رسميا اليوم في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبينquot;. ووقع عن الجانب السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعن الامم المتحدة رئيس الوفد الفني الجنرال غوها ابهيجيت من ادارة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة.

واضاف بيان الخارجية quot;ياتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية الى انجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن اطار السيادة السورية والتزامات الاطراف المعنيةquot;.

كما اشار الى ان في الاتفاق ايضا quot;مراعاة تامة لمعايير القانون الدولي الناظمة لعمل هذا النوع من البعثات الدوليةquot;. واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس ان quot;الاتفاق الاولي يتضمن جوهر البروتوكول الذي يجب ان يصدر عن الامم المتحدة بعد ان يصادق عليه مجلس الامنquot;.

وقام فريق المراقبين الدوليين الخميس بزيارة الى مدينة درعا في جنوب سوريا التي كان زارها اول من امس، وذلك غداة زيارة الى منطقتين في ريف دمشق، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وقالت الوكالة quot;زار فريق من المراقبين الدوليين مدينة درعا مرة ثانيةquot;، من دون اعطاء تفاصيل. وكان فريق المراقبين زار الثلاثاء درعا، مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ ثلاثة عشر شهرا، والتقى المحافظ وتجول في ارجاء المدينة.

وكان رئيس وفد المراقبين العقيد احمد حميش رفض صباحا لدى مغادرته الفندق الذي يقيم فيه في دمشق اعطاء تفاصيل عن برنامجه، وقال quot;اننا لا نفصح عن خطتنا لاسباب امنيةquot;. وحول ما اذا كان ينوي متابعة جولته الميدانية، قال quot;نحن مستمرون بالتعاونquot;.

وردا على سؤال يتعلق بالمباحثات حول البروتوكول الذي ينظم عمل بعثة المراقبين في سوريا، اجاب حميش quot;نحن مراقبون عسكريون، لذلك نحن لا نتناول الامور الدبلوماسية على الاطلاق، مهمتنا القيام بالعملياتquot;. واشارت الوكالة الى ان الوفد quot;كان زار امس منطقتي زملكا وعربين (ريف دمشق) واستمع الى عدد من المواطنين فيهماquot;.

وافاد ناشطون الاربعاء ان قوات النظام اطلقت النار على تظاهرة حاشدة لاقت وفد المراقبين في عربين. ونشروا على شبكة الانترنت اشرطة عدة مصورة عن الحشود يسمع فيها صوت اطلاق رصاص قبل ان يعم الذعر بين الناس ويتفرقوا بسرعة.

ورفض حميش الاربعاء التعليق على الحادث، وقال quot;تقريرنا سنقدمه الى الامم المتحدة وهو سري ولا نقدم اي تقرير للصحافةquot;. ويعقد مجلس الامن الدولي الخميس اجتماعا لمناقشة توصية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا quot;لفترة اولى من ثلاثة اشهرquot;.

ويشهد وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان/ابريل بموجب خطة المبعوث الدولي العربي الخاص الى سوريا كوفي انان خروقات متكررة تسببت بمقتل عشرات الاشخاص، كان آخرها ثلاثون قتيلا الاربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

هذا فيما أوصى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا quot;لفترة اولى من ثلاثة اشهرquot;. وقال بان في رسالة الى المجلس انه يرى ان ثمة quot;فرصة للتقدمquot; في سوريا مع انه quot;من الواضحquot; ان وقف اطلاق النار quot;غير كاملquot;.

واوضح بان في الرسالة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها quot;ارغب في اقتراح بعثة مراقبة من الامم المتحدة في سورية لفترة اولية من ثلاثة اشهرquot;. واضاف quot;اوصي المجلس بان يجيز هذه البعثةquot;، موضحا انه سيقرر نشر هذه البعثة تدريجيا تبعا quot;لتعززquot; وقف اطلاق النار.

وهذه quot;المهمة الموسعةquot; تشمل quot;نشر عدد من المراقبين العسكريين التابعين للامم المتحدة يصل الى 300quot;. وسيتم نشر هؤلاء quot;تدريجيا على مدى اسابيع في حوالى عشرة مواقع في جميع انحاء سورياquot; لمراقبة وقف القتال وتطبيق خطة كوفي انان.

وسيرافقهم مستشارون سياسيون وفي مجال حقوق الانسان لكنهم لن يشاركوا في تسليم مساعدة انسانية. وفي رسالته الطويلة الى مجلس الامن الذي يفترض ان يصوت على قرار جديد للسماح بالمهمة الكاملة، عبر بان عن quot;قلقه الشديد من خطورة الوضعquot; في سوريا.

لكنه قال انه quot;ومن دون التقليل من اهمية التحديات المقبلة، هناك فرصة للتقدم علينا ان ندعمها لنتقدمquot;. واعترف بانه quot;من الواضح ان وقف العنف المسلح بكل اشكاله ليس كاملاquot; ودمشق quot;لم تنفذ حتى الآن كل التزاماتهاquot;. الا انه اشار الى ان quot;مستوى العنف تراجع بشكل واضح منذ 12 نيسان/ابريل (تاريخ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ) وحصيلة الضحايا تراجعت نتيجة لذلكquot;.

واكد بان كي مون من جديد انه quot;من الاساسيquot; ان تحترم الحكومة السورية وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن المتمردة وتسهل عمل مهمة المراقبين بمنحهم حرية كاملة في التحرك والاتصال بموجب القرار 2042 الذي تبناه مجلس الامن السبت الماضي.

ويفترض ان يناقش المجلس تقرير الامين العام للمنظمة الدولية صباح الخميس بينما يتوقع دبلوماسيون ان يتم تبني قرار يجيز نشر 300 مراقب مطلع الاسبوع المقبل.

وكتب بان كي مون في رسالته ان بعثة كهذه للمراقبة تنشر بسرعة وبتفويض واضح ووسائل مناسبة quot;ستساهم الى حد كبير في فرض احترام تعهدات كل الاطراف بوقف العنق المسلح بكل اشكاله ودعم تطبيق خطة النقاط الستquot; التي تقدم بها كوفي انان.

واضاف ان هذه البعثة quot;ستكون ضرورية للمحافظة على السلام ومن اجل عملية سياسية حقيقية في البلادquot;. واكد بان انه سيسعى الى ان يبرم مع الحكومة السورية quot;اتفاقا يتعلق بوضعquot; البعثة في الايام الثلاثين التي تلي تبني القرار الذي يجيز نشرها.