القاهرة: تخطط وزارة الدفاع الأميركية quot;بنتاغونquot; تكثيف عمليات التجسس الخاصة بها ضد أهداف تحظى بأولوية قصوى مثل إيران، بموجب إعادة تنظيم استخباراتي يهدف إلى توسيع نطاق جهود الجيش المتعلقة بنشاط التجسس خارج مناطق الحرب.

وفي هذا السياق، قال مسؤول رفيع المستوى من وزارة الدفاع إن الجهاز السري الدفاعي المشكل حديثاً سوف يعمل عن قرب مع وكالة الاستخبارات الأميركية quot;سي آي إيهquot; ndash; ليتم الجمع بين منظمتين تنظران في كثير من الأحيان إلى بعضهما البعض باعتبارهما منافسين ndash; وذلك في محاولة لدعم عمليات التجسس في الخارج بوقت بدأت تتلاقى فيه المهام الخاصة بالوكالة وبالجيش على نحو متزايد.

ونقلت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن هذا المسؤول الدفاعي قوله إن تلك الخطة تم وضعها ارتكازاً على دراسة سرية تم إكمالها العام الماضي من جانب مدير المخابرات الوطنية وتوصلت إلى أن جهود الجيش التجسسية بحاجة لأن تتركز بشكل أكبر على الأهداف الكبرى بعيداً عن الاعتبارات التكتيكية للعراق وأفغانستان.

وأضاف كذلك هذا المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن هذا الجهاز السري الجديد سيسعى لضمان وضع الضباط في المواقع الصحيحة لمتابعة تلك الاحتياجات.

ورفض المسؤول في الإطار ذاته الكشف عن تفاصيل متعلقة بالأماكن التي قد تحدث بها ورديات العمل هذه، غير أن الصحيفة نوهت إلى أن الأولويات الاستخباراتية الأكثر أهمية بالنسبة للبلاد خلال السنوات الأخيرة تشتمل على أنشطة مكافحة الإرهاب، منع انتشار الأسلحة النووية، ومواجهة القوى الصاعدة كالصين.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن إنشاء الجهاز الجديد تصادف أيضاً مع تعيين عدد من المسؤولين البارزين في البنتاغون ممن يحظون بخبرات عريضة في المجال الاستخباراتي ولديهم آراء ثابتة بشأن الأماكن التي لم تسر فيها برامج تجسس الجيش على ما يرام.

جدير بالذكر أن وزير الدفاع، ليون بانيتا، الذي اعتمد الأسبوع الماضي إنشاء الجهاز الجديد، كان يعمل مديراً للسي آي إيه وقت أن كانت تعتمد الوكالة بشكل كبير على المعدات العسكرية، بما في ذلك الطائرات الآلية المسلحة، في مواجهة تنظيم القاعدة.

وقالت الصحيفة إنه من المعلوم جيداً عن مايكل فيكرز، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات والقوى الرئيسية وراء تلك التغييرات الأخيرة، أنه أحد واضعي برنامج السي آي إيه المتعلق بتسليح المتشددين الإسلاميين للإطاحة بالسوفييت من أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي. كما أنه عضو سابق بقوات العمليات الخاصة الأميركية.

وأضافت الصحيفة أن تلك التغييرات من المتوقع أن تؤثر على المئات من عناصر الجيش الذين ينفذون بالفعل مهام تجسسية بالخارج، أغلبهم باعتبارهم ضباط قضايا لدى وكالة الاستخبارات الدفاعية، التي تعتبر المصدر الرئيسي للبنتاغون فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية وتحليلها. ثم عاود المسؤول الدفاعي ليقول في هذا الصدد إنه من المتوقع أن يتزايد عدد العملاء التابعين للجهاز خلال السنوات المقبلة.

ورغم الاسم الاستفزازي الذي قد يُطلَق على الجهاز الجديد، إلا أن هذا المسؤول حاول أن يخفف من حدة المخاوف المتعلقة بأن البنتاغون يسعى لاغتصاب الدور الذي تقوم به وكالة الاستخبارات الأميركية أو جهازها السري الوطني. وقال مسؤولون في الكونغرس إنهم يسعون لمعرفة مزيد من التفاصيل بخصوص تلك الخطة الجديدة.