صورة للمحادثة مع quot;المحترفquot;

في حوار خاص مع laquo;إيلافraquo; يتحدث أحد أعضاء ما يعرف بـ laquo;الجيش السوري الإلكترونيraquo; عن الهجوم على laquo;العربيةraquo; مؤكدًا أن laquo;المعركةraquo; ليست مع القناة وحدها، إنما مع أي شخص يسعى إلى ما وصفه بـ laquo;تشويه الحقائق حول ما يجري في سورياraquo;.


نشرت عبر مدونة هافينغتون بوست يوم الثلاثاء الماضي تفاصيل هجمات 23 نيسان (أبريل) الإلكترونية التي شنّها ما يسمى بـ laquo;الجيش السوري الالكترونيraquo; (SEA) ضد قناة laquo;العربيةraquo; الإخبارية.

وبما أنّه تعذّر الوصول إلى متحدث باسم الجيش السوري الالكتروني في حينها، أنهيت المقال متسائلاً حول الهوية الحقيقية لهذه المجموعة من القراصنة، طارحاً إمكانية أن يكونوا مجرد quot;ذراعquot; لنظام الأسد في سوريا أو ربما مجموعة مستقلة مشابهة في تنظيمها لنشطاء الإنترنت المعروفين بـ anonymous والذين يمكن أن يكونوا أي شخص، في أي مكان.

في غضون ساعات قليلة، جاءت الإجابات على تساؤلي عبر حسابي في laquo;تويترraquo; وتحديدًا من قبل laquo;مغردraquo; يحمل اسم المعرف الخاص به رموز الجيش السوري الإلكتروني.

بادرت بالتواصل معه طالباً مقابلة. كانت ردة فعله أنه تبعني FOLLOW ملمحا إلى أنه يريد اللجوء إلى تبادل رسالة خاصة، في ذلك الحين أدركت أنه يقدم نفسه على انه عضو في قسم العمليات الخاصة من الجيش السوري الالكتروني.

إسمه الرمزي هو THE PRO (وسيتم الاشارة إلىه بإسم quot;المحترفquot; خلال هذه المقابلة في حين سيوضح في الجزء 2 الذي ينشر غدا أسباب إبقاء اسمه الصريح سرياً) وهو طلب أن نجري المقابلة عبر دردشة Gmail.

وبحكم انني قرأت مذكرات المدون المصري وائل غنيم، كنت أعرف أن دردشة Gmail هي من بين الخيارات المفضلة للاتصال بالنسبة للناشطين الالكترونيين، وخصوصاً أنه عند دمجها مع برنامج تغيير عنوان بروتوكول الانترنت quot;تورquot;، يجعل تعقب الشخص الذي تتحدث إليه مستحيلا عمليًا.

على الرغم من أن laquo;المحترفraquo; رفض كشف اسمه الا أنه كشف أنه سوري مقيم في سوريا وانه ليس فقط عضوا، ولكن في الواقع أحد قادة هذا الجيش الإفتراضي والذي يضم quot;آلاف الناشطينquot; الذين يتقاسمون المواقف السياسية نفسها وquot;الرفض لتشويه الحقائق حول ما يحدث في سورياquot;.

وقبل أن أسرد تفاصيل ما تمت مناقشته خلال المقابلة التي تنشر في حلقتين، أذكر ما يلي:

هجمات laquo;الجيش السوري الالكترونيraquo; (SEA) ضد قناة laquo;العربيةraquo;

كان التحقق المستقل من هوية quot;المحترفquot; كقائد للجيش السوري الالكتروني أمراً لا يمكن بلوغه، إلا أن laquo;المحترفraquo; قدم معلومات سرية quot;من الداخلquot; بما فيه الكفاية، فضلا عن الصور الحصرية، مثل - ولكن ليس على سبيل الحصر - صورة لوحة التحكم لحساب الأخبار العاجلة لقناة العربية يفترض أنه تم أخذها خلال فترة الاستحواذ على الحساب.

الهجوم على قناة العربية

ولدى سؤاله عمّا إذا كان الجيش السوري الإلكتروني قد هاجم قناة العربية، يؤكد laquo;المحترفraquo; ذلك، لكنه يقول إن المعركة ليست مع قناة العربية وحدها، إنما مع قناة laquo;الجزيرةraquo; القطرية أيضاً، وكذلك أي شخص يسعى إلى quot;تشويه الحقائق حول ما يجري في سورياquot;.

يضيف quot;لقد اعطت (القناة) رقمًا غير واقعي عن الاشخاص الذين قتلوا في سوريا وهم لا يقولون كلمة واحدة عن التظاهرات المؤيدة للأسدquot;.

استوقفته بالسؤال: هذه القنوات لم تأت بالأرقام من تلقاء نفسها، فالامم المتحدة تقول إن 9000 شخص قتلوا، وقناة العربية تقدم ما تقوله تقارير الأمم المتحدة. هل الأمم المتحدة على خطأ أيضا؟

ويوضح laquo;المحترفraquo; أن quot;القصة هي مراوغة في أحسن الأحوال، ولكن الأهم أنها تتجاهل الإشارة إلى حقائق أساسية كمقتل 3000 عسكري من الجيش العربي السوري ... هم لم ينتحروا!quot;.

ويضيف quot;هناك آلاف المدنيين الذين قتلوا على يد الجماعات المسلحة والاصوليينquot;.

وخلال المحادثة، يشاركني بعض كليبات اليوتيوب على أنها دليل على التقارير المتحيزة لقناة العربية وغيرها.

واحد من أشرطة الفيديو المشتركة يوحي أن قناة العربية أخطأت في المسمى الوظيفي لواحد من quot;شهداءquot; النظام، واصفةً اياه بأنه quot;مديرquot; كلية الكيمياء في جامعة حمص، بينما هو في الواقع كان quot;نائب مديرquot;.

وفي فيديو آخر انتقاد لقناة الجزيرة لقولها المفترض إنه في 29 كانون الثاني 2012 تم إحتلال ميدان العباسين في دمشق من قبل المسلحين؛ فيما كليب الفيديو يشير إلى عكس ذلك.

laquo;المحترفraquo; أرسل إلي أيضا كليب فيديو تضمن تقريرًا موسعًا من إنتاج تلفزيون دنيا (قناة محلية أطلقت حديثا مملوكة للقطاع الخاص موالية للأسد) يشير إلى أن قناة العربية لجأت الى التزوير عبر فوتوشوب، فضلا عن رفع لقطات من الاحتجاجات الأخيرة في البحرين وتصويرها كما لو أنها وقعت في سوريا.

وردا على سؤال حول ما قاله أحد المعلقين في صحيفة فاينانشال تايمز في وقت سابق اليوم عن احتمال وجود أنصار النظام السوري داخل قناة العربية ساعد الجيش الالكتروني، يرد quot;المحترفquot; quot;هاها، لا!quot; نافياً وجود أعوان له تسللوا داخل القناة التي يمتلكها سعوديون.

مع ذلك، يوضح laquo;المحترفraquo; بأنه لدى الجيش السوري الالكتروني الآلاف من quot;أفراد داخل وخارج سورياquot;.

من جانبه، رفض مازن حايك - الناطق الرسمي لمجموعة MBC، الشركة الأم لقناة العربية، التعليق على مضمون إتهامات الجيش السوري الالكتروني بالانحياز.

لكنّ مصدرًا معتمدًا ضمن المجموعة اعتبر أن الادعاءات quot;محاولة تقليديةquot; لـ quot;إلقاء اللوم على وسائل الاعلامquot;. quot;لم تتسبب أي وسيلة إعلامية بقتل وجرح وتشويه لعشرات الآلاف في سورياquot; يضيف المصدر قائلاً ان مهمة وسائل الإعلام هي مجرد كشف الأخطاء، ونقل الحقائق.

quot;في كل الحالات وسائل الإعلام والصحافيون يقعون ضحايا للصراعات وهم ليسوا المحرضين، وبالتالي على جميع الأطراف في النزاعات احترام سلامة مجال الصحافة وحماية الصحافيين بغض النظر عن الجهة التي قد ينتمون إليهاquot;، يختم المصدر في قناة العربية.

يذكر أن قناة العربية، مثل غيرها من القنوات الإخبارية الدولية ممنوعة من تقديم تقارير ميدانية في سوريا. ومنذ تصاعد الأزمة الراهنة نتيجة تعامل النظام مع التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في العام الماضي، قتل العديد من الصحافيين الذين حاولوا تغطية الوضع خلال تأدية عملهم.

bull; في الجزء الثاني الذي تبثه إيلاف غدًا، يتحدث laquo;المحترفraquo; عن الادارة، والتمويل والعمليات الخاصة بالجيش السوري الالكتروني وكذلك عن رفاقه الذين يقول إنه تم اختطافهم وتعذيبهم وقتلهم على أيدي نشطاء مناهضين للنظام السوري.