أكدت مصادر مطلعة لـ(إيلاف) أن الولايات المتحدة الاميركية قررت إبقاء الأسطول الخامس في البحرين بدلا من انتقاله إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد فترة استعادة ثقة في حكومة البحرين التي أسّست إلى إصلاحات تراها واشنطن جيدة، ويتزامن ذلك مع استئناف أميركا لإمداد البحرين بالأسلحة.


المنامة: أكدت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; أن الأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من عاصمة مملكة البحرين ومياهها الإقليمية مقرا له، ألغى صفحة انتقاله إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد عام من التوقعات والقرارات الداخلية بين واشنطن والمنامة. وانتهى بتجديد بقاء الأسطول في مملكة تتعرض لأطماع خارجية.

وأطلعت المصادر على أن ذلك يأتي ضمن خطط الولايات المتحدة لمواجهة إيران وتأمين سلامة الخليج أكثر، مع ازدياد حجم العتاد والكيانات البشرية المقاتلة في بعض دول الخليج، ومنها الكويت التي من المتوقع أن تستقبل أكثر من 4 آلاف جندي تحت لواء مقاتل يهدف إلى حماية الكويت المجاورة لمنطقة مفاعل بوشهر النووي.

ويرافق القرار الأميركي، فترة رضى من واشنطن على البحرين بعد استئنافها بيع الأسلحة إلى المنامة التي تعد من المراكز الأولى اقتصاديا في الخليج والمرتبطة بتجارة حرة معها، بعد توقف استمر لأكثر من عام منذ اندلاع أحداث شباط/فبراير 2011 بسبب ما أسمته واشنطن توقف الإصلاحات ودعم الديمقراطية في البحرين.

ورغم أن هذه القرارات من قبل الحكومة الأميركية أغاظت بعضا من المعارضة البحرينية التي ترى أن ذلك تخلّ من أميركا عن دعمها ودعم التغيير في المملكة الخليجية الصغرى، إلا أن واشنطن تراها فرصة لتقوية رأس الحربة الدفاعي والهجومي المستقر في المنامة ممثلا في الأسطول الخامس المدمر.

من عتاد الأسطول الخامس الأميركي المدمر

ويعد الأسطول الأميركي الخامس quot;زعيمquot; القوات البحرية الأميركية في الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأحمر وشارك بفاعلية في الحروب العسكرية التي خاضتها أميركا في العراق وأفغانستان وتسعى حاليا إلى مكافحة ما يسمى الإرهاب والقرصنة في المياه الدولية ومن مهام الأسطول تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران التي تعتبر الأخطر بين أعداء الولايات المتحدة.

ويستقر الأسطول الخامس الأميركي في مياه الخليج منذ 1991 في فترة حرب الخليج الثانية ضمن إطار تحالف دولي، وفي 1993 وقعت البحرين والولايات المتحدة الأميركية اتفاقا باسم quot;التعاون الدفاعيquot; حيث أصبحت مركز القيادة المركزية للبحرية الأميركية.

وفي عام 2003 ازدادت أعداد مشاة البحرية الأميركية التابعة للأسطول الخامس، حين حشدت واشنطن ما يزيد على 140 ألف جندي لشن حرب العراق بدءا من آذار/مارس عام 2003 ومعها سقط نظام الرئيس العراقي صدام حسين.

وبدأت البحرية الأميركية مؤخرا العمل على مشروع لتوسيع القاعدة البحرية التي تضم مقر الأسطول الخامس الأميركي في ميناء سلمان شرق العاصمة البحرينية بتكلفة تقدر بنحو 580 مليون دولار تؤمنها البحرية الأميركية بالكامل.

ويضم الأسطول الخامس حاملة طائرات وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية.

وتشير تقديرات سابقة إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين نحو 3500 بحار، فيما يقدر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بست عشرة سفينة.

وتشمل مبيعات الأسلحة التي استأنفت أميركا بيعها للبحرين، المعدات التي لا يمكن استخدامها ضد المتظاهرين، مثل صورايخ جو - جو لكنها تتضمن الأسلحة ذات quot;الاستخدام المزدوجquot; مثل الصواريخ المضادة للدبابات، التي يمكن استخدامها للسيطرة على الحشود. وهي خطوة تأتي متفقة مع مصالح الأمن القومي الأميركي ومن أجل الدفاع عن حدود البحرين، بما في ذلك التصدي للتهديد الذي تشكله إيران.