بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يشعر الكثير من المصريين بالفرح لهذا الإنجاز الذي انتظروه اربعة عقود،لكن القلق من نشوب اعمال عنفما زال يساور الكثير من المواطنين.


القاهرة: بدا المصريون الجمعة فخورين بتمكنهم أخيرا من الاقتراع بحرية في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، وان كان بعضهم يشعر بالقلق من احتمال نشوب صراعات عنيفة في الجولة الثانية نتيجة المواجهة بين مرشح إخواني وآخر من النظام السابق.

فقد أشارت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الى ان النتائج الاولية تظهر تصدر مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي السباق الرئاسي بحصوله على مليون و800 ألف صوت يليه أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، مع مليون و780 ألف صوت، أما المفاجأة فكانت احتلال المرشح الناصري القومي حمدين صباحي المركز الثالث مع مليون و640 ألف صوت.

الخوف من المستقبل يخيم على المصريين

ويقول عبد الله رزق (25 عاما) لدى خروجه من المسجد بعد اداء صلاة الجمعة quot;ليس لدي اي اعتراض على احد طالما كانت الانتخابات نزيهة. لا شك في أن هناك مرشحين أفضل من غيرهم لكنني سأقبل بالفائز ايا كانquot;.

عبد الله أعطى صوته لصباحي. لكن المصريين quot;سيتقبلون اي نتيجةquot; تأتي بها الصناديق كما يؤكد.

على مقربة منه، يبدي حسن محمد يوسف المدرس في كلية الحقوق جامعة القاهرة الذي يؤيد الاخوان المسلمين سعادته بتصدر مرسي لكنه غير راض عن ان يكون منافسه في الجولة الثانية احمد شفيق الذي يجسد في نظره النظام السابق.

ويقول حسن اسفا quot;المشكلة هي أن شفيق لديه الكثير من الأصوات وهذا يظهر أن الشعب المصري ما زال شعبا جاهلاquot;.

لكن بعض المتجمعين حوله أبدوا استنكارهم الشديد لهذا الرأي وانبرى أحدهم قائلا quot;كيف تقول ان الشعب المصري جاهل. الجاهل هو انتquot;.

ويرد عليه حسن بجفاء quot;لدي الحق في أن اقول ما أعتقد. أين هو التغيير في عقلية الناس؟ النظام السابق حكمنا ثلاثين عاما والآن انظروا الى أين أوصلنا ذلكquot;.

واضاف حسن المؤيد لجماعة الاخوان quot;الخيار أصبح واضحا الان: إما أن نعود الى عهد السرقة والفساد والجهل أم نفتح الطريق الى الكرامة والحرية والعدالةquot;.

وفي ميدان التحرير، رمز الثورة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، كانت حركة المرور الجمعة، يوم العطلة الرسمية، انسيابية الى حد ولا يعترضها قليلا سوى بضعة متظاهرين معارضين لشفيق.

ويرى البعض ان وجود شفيق في الجولة الثانية دليل على حدوث شراء للاصوات فيما يندد آخرون بدعم خفي من الجيش لهذا العسكري السابق الذي كان قائدا للقوات الجوية.

الا ان بيتر عادل وهو محاسب قبطي في الثالثة والثلاثين لا يخفي تأييده لرئيس حكومة مبارك الاسبق معتبرا انه افضل شخص يمكن ان يمنع الاسلاميين من بسط سيطرتهم على جميع سلطات الدولة بعد أن هيمنوا بالفعل على البرلمان.

ويقول عادل quot;اكره الاخوان المسلمين، انهم يريدون تقسيمنا، ولم يفعلوا أي شيء لمصر. ما يريدونه هو دولة إسلامية لا مكان فيها للمسيحيينquot;.