يترأس نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله وفد بلاده إلى المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني الذي تستضيفه تونس يوم 31 مايو / أيار الجاري بمشاركة وزراء خارجية البلدان العربية ووزير خارجية الصين يانغ جيه تشي والأمين العام لجامعة الدول العربية والذي يسبقه اجتماع كبار المسئولين التاسع لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي يوم الثلاثاء المقبل.

ويعد المؤتمر الوزاري الخامس أكثر الأحداث أهمية في المنتدى منذ إقامة الجانبين شراكة استراتيجية خلال المؤتمر الوزاري الرابع في عام 2010.

وشهدت العلاقات الصينية السعودية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة ونمت التبادلات التجارية بين البلدين وسجلت قفزات كبيرة كما تعززت العلاقات السياسية بين بكين والرياض حيث تبادل قادة البلدين زيارات ناجحة أعطت بدورها زخماً لتنامي العلاقات الثنائية كان آخرها زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو للسعودية.

وأظهرت الإحصاءات الجمركية الصينية أن حجم التجارة الثنائية بين الصين والسعودية سجل نمواً بنسبة 49% على أساس سنوي ليصل إلى 64.4 مليار دولار أمريكي عام 2011 حيث أصبحت السعودية بذلك الشريك الأول للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا واحتلت المركز الـ14 بين الشركاء العالميين للصين.

وازدادت قيمة الصادرات الصينية إلى السعودية عام 2011 بنسبة 43.2% على أساس سنوي لتبلغ 14.9 مليار دولار كما سجلت قيمة الواردات الصينية من السعودية نمواً بنسبة 50.8% على أساس سنوي لتصل إلى 49.5 مليار دولار.

وأفادت مصادر سعودية أن الصين تعد أكبر دولة تتوجه إليها الصادرات السعودية غير النفطية التي بلغ إجمالي قيمتها 13 مليار ريال سعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011.

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في وقت سابق على أهمية الاجتماع الخامس لمنتدى التعاون الصيني العربي مشيرا إلى أنه سوف يتم التوقيع في المنتدى على مذكرات تنفيذية بين الجانبين العربي والصيني في عدة مجالات مهمة، كما سيتم التوقيع على وثيقتي البيان الختامي والبرنامج التنفيذي لأنشطة التعاون العربي الصيني خلال العامين القادمين.

وقال العربي الخميس الماضي إن الجانبين الصيني والعربي سيوقعان على مذكرتي تفاهم بين الجانبين العربي والصيني في مجال الصناعة والتعدين ومذكرة تفاهم أخرى في مجال الصحة، وستكون هناك مشاركة على أعلي مستوى من الجانبين في فعاليات المنتدى.

ونوه بأن العلاقات بين الدول العربية والصين والتي تطورت ليس فقط في موضوع حجم التبادل التجاري الذي بلغ 36 مليار دولار في العام 2004وارتفع في العام 2011 إلى 200 مليار دولار،ولكن في تخصصات كثيرة يتم بحثها ومسائل عملية يتم الاتفاق عليها.

وأوضح أنه سيتم بحث الآليات التنفيذية لمذكرات التفاهم بين الجانبين الصيني والعربي، خلال فعاليات الاجتماع الخامس للمنتدى وهناك أكثر من 20 دول عربية ستشارك في الاجتماع ويسبقه اجتماع لكبار المسئولين لبحث الأمور التفصيلية ثم يأتي اجتماع وزراء الخارجية ليقر هذا الأمور والتوقيع على البيان الختامي الذي سيشتمل على الموضوعات التي تم الاتفاق عليها بين الجانب الصيني ومختلف الدول العربية.

يذكر أن الموضوع الرئيس للاجتماع الخامس للمنتدى هو تطوير علاقات الصداقة في المجالات المختلفة بعد توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي على أسس قوية ونطاق واسع،وسيتناول المنتدى بحث توسيع التعاون بين الصين والجانب العربي من أجل تنمية الموارد في مجالات الصناعات النفطية والسيارات وإنشاء المناطق الصناعية والصحة وفحص الجودة والتوقيع على مذكرة تفاهم في هذه المجالات إضافة إلى وجود تعاون مؤسسي لدفع التنمية وتدريب الكوادر العربية والاهتمام بالمجالات الثقافية والتقنية والإعلامية.

وأكد العربي أن هناك مسائل فنية وتتمثل في مذكرات التفاهم في المجالات المحددة التي يتم بحثها وتنفيذها وبناء مشروعات من داخلها لخدمة العلاقات بين الصين والدول العربية.

ومن المقرر أن يبحث الاجتماع الخامس لمنتدى التعاون الصيني العربي الاستعدادات الخاصة بالاحتفال عام 2014 بالذكرى العاشرة لتأسيس المنتدى والذي يضم سلسلة من الآليات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

ومن المعروف أن منتدى التعاون العربي الصيني عقد اجتماعه الوزاري الأول في القاهرة في سبتمبر/ أيلول 2004

وسيشهد العام الحالي تنظيم عدد من الأنشطة في إطار المنتدى، من بينها الدورة الثالثة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة،والدورة الثالثة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام والدورة الرابعة لمؤتمر الصداقة العربية الصينية والدورة الثالثة لمهرجان الفنون الصينية.

ويأتي منتدى التعاون الصيني العربي في إطار تعميق أسس التعاون والصداقة بين الجانبين، وتأسس المنتدى عام 2004 ويعقد كل عامين بالتبادل بين الصين وإحدى الدول العربية.