أكدت الخارجية الأميركية أنها طرحت مجموعة عناصر ومبادئ تساعد في تحقيق المرحلة الانتقالية في سوريا ما بعد الأسد، هذا في وقت اجتمع ممثلو 16 دولة في اسطنبول لتدارس سبل وقف العنف في سوريا.


واشنطن: دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الاربعاء الى نقل كامل للسلطة في سوريا الى حكومة انتقالية، حسب ما اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته للصحافيين في اسطنبول في ختام اجتماع دولي حول سوريا: quot;لا يمكننا أن نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييرًا حقيقيًاquot;.

واضاف أن كلينتون اعلنت عن quot;عناصر ومبادىء اساسية نؤمن أنها ستساعد استراتيجية الانتقال لما بعد الاسد بما في ذلك النقل الكامل لسلطة الاسدquot;. ومن بين العناصر الأخرى التي اعلنت عنها كلينتون quot;تشكيل حكومة انتقالية تمثيلية ومنفتحة على جميع التيارات، والتي يجب أن تنظم انتخابات حرة ومتوازنة، وتدعو الى وقف اطلاق النار من قبل جميع الاطراف وضمان المساواة بين جميع السوريين امام القانونquot;.

واجتمع ممثلو 16 دولة بينها الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية وعربية مساء الاربعاء في اسطنبول لمناقشة سُبل وقف اعمال العنف في سوريا وارغام الرئيس بشار الاسد على التنحي. وافتتح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاجتماع الذي لم يعلن عن عقده مسبقًا، في وقت متأخر مساء الاربعاء في قصر دولمة بهجة بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تنهي في اسطنبول جولة قادتها الى البلدان الاسكندينافية والقوقاز.

وقالت كلينتون في بيان قبل الاجتماع: quot;علينا أن نواصل اغلاق القنوات الاقتصادية الحيوية للنظام (السوري) وتوسيع دائرة الدول التي تطبق العقوبات بصورة حازمة ومنع الحكومة السورية من الالتفاف عليهاquot;. واضافت: quot;نحن نرحب بوجهات نظر الدول الأخرى المتعلقة بالتدابير التي قد تكون فاعلةquot;. وقالت: quot;على النظام أن يضع حدًا للفظائع، وأن يفي بكل التزاماته في اطار خطة انان وأن يتيح البدء بالانتقال نحو سوريا ديموقراطيةquot;.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا وليام هيغ وفرنسا لوران فابيوس والمانيا غيدو فسترفيله والاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ووزراء من ايطاليا واسبانيا والاردن ومصر والكويت والامارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وقطر والسعودية، كما ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة.

وقال متحدث بريطاني إن الغاية من الاجتماع هي quot;البحث (...) عن وسائل زيادة الضغط على نظام الاسد لحمله على تطبيق وعوده المتعلقة بخطة أنانquot; للخروج من الازمة. واضاف المصدر: quot;نشكك كثيرًا في نيات الرئيس الاسد وقف العنف اذا لم تُمارس ضغوط اضافية عليهquot;.

ومنعت وسائل الاعلام من تغطية وقائع اجتماع اسطنبول الذي يتزامن مع اعلان الولايات المتحدة الاربعاء استعدادها لتأييد تحرك ملزم في الامم المتحدة ضد سوريا، في اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، كما طالبت بذلك الجامعة العربية. ويتزامن الاجتماع ايضًا مع دعوة الصين وروسيا الاربعاء الى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في سوريا حيث يواجه نظام الرئيس بشار الاسد حركة احتجاج يقابلها بقمع دموي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في بكين إن هذا المؤتمر سيجمع quot;الاطراف التي تمارس نفوذًا فعليًا على مختلف مجموعات المعارضةquot; السورية، امثال تركيا وايران والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي واعضاء مجلس الامن الدولي.

واضاف أن الهدف من هذا المؤتمر هو أن quot;يتفق الاطراف الخارجيون، من دون سوريا في بادىء الامر، على اتباع خطة (الموفد الدولي الى سوريا كوفي) أنان بصدق ومن دون التباسquot;. واعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن ايران لن تشارك في أي مؤتمر حول سوريا quot;بأي شكلquot;.

وردًا على سؤال حول اقتراح روسيا اشراك ايران في مؤتمر حول الازمة السورية، اجاب فابيوس: quot;ايران لا يمكن أن تشارك بأي شكل لأن مشاركتها ستتعارض اولاً مع الهدف الذي ترمي اليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الامر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الايراني وهذا الامر ليس مستحبًاquot;.

وقبل وصولها الى اسطنبول، اعلنت كلينتون في ختام زيارتها الى اذربيجان: quot;من الصعب أن نتصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ضد شعبهquot;، الى المشاركة في هذا المؤتمرquot;. وستحضر كلينتون الخميس في اسطنبول المنتدى الوزاري لمكافحة الارهاب الذي طرحت فكرة عقده العام الماضي على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة.

إيران لن تشارك

في هذه الاثناء، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لوكالة فرانس برس أن ايران لا يمكن quot;بأي شكل من الاشكالquot; أن تشارك في مؤتمر حول سوريا، وذلك في ختام اجتماع دولي حول سوريا عقد في اسطنبول.

وردًا على سؤال حول اقتراح روسيا اشراك ايران في مؤتمر حول الازمة السورية، اجاب فابيوس: quot;ايران لا يمكن أن تشارك بأي شكل لأن مشاركتها ستتعارض اولاً مع الهدف الذي ترمي اليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الامر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الايراني وهذا الامر ليس مستحبًاquot;.

واضاف فابيوس خلال مقابلة هاتفية أن اجتماع اسطنبول الذي ضم 16 بلدًا بينها الولايات المتحدة ودول اوروبية وعربية، اتاح quot;تبادل وجهات النظر المتطابقةquot;. واوضح أن quot;الامر البارز هو التنديد بنظام الاسدquot; مضيفًا: quot;جددت خلال اجتماع اسطنبول دعوة فرنسا الى الاجتماع المقبل لاصدقاء سوريا، مطلع تموز/يوليوquot;.

كذلك اعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن معارضته لمشاركة ايران في المؤتمرات حول سوريا. وقال للصحافيين ومن بينهم مراسل وكالة فرانس برس: quot;اعتقد أن ضم ايران الى أي من هذه الاجتماعات سيجعلها على الارجح غير فعّالةquot;. واضاف quot;أنه بلد يدعم بعض اعمال العنف غير المقبولة ويدعم النظام السوري في ما يفعله بالشعب السوري، وهذا الامر سيؤدي الى صعوبة كبيرةquot;.