مسلحون في بلدة القصير السورية

جاء في تقرير نشرته وكالة الأنباء البابوية الرسمية أن اعدادًا كبيرة من المسيحيين غادروا بلدة القصير السورية، التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أشهر بعد أن أنذرهم قائد الثوار العسكري في البلدة، عبر رسالة معلنة من المآذن.


لندن: أفادت وكالة quot;فيديسquot; البابوية الرسمية أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين في بلدة القصير السورية غادروها بعد تلقيهم quot;انذارًاquot; من القائد العسكري للثوار في البلدة. واضافت وكالة الأنباء الرسمية للفاتيكان أن مدة الانذار انتهت يوم الخميس، وأن غالبية مسيحيي البلدة البالغ عددهم 10 آلاف هربوا من القصير الواقعة في محافظة حمص التي اصبحت ساحة معركة وسط سوريا.

وجاء في تقرير وكالة الأنباء البابوية quot;أن بعض المساجد في المدينة أعادت إطلاق رسالة معلنة من المآذن أن على المسيحيين أن يرحلوا عن القصيرquot;.

وتشهد القصير منذ اشهر اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وتقع البلدة الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية وكانت مركزًا لتهريب السلاح والامدادات الطبية الى الثوار في مدينة حمص التي تبعد نحو 25 كلم الى الشمال الشرقي، والتي شهدت نزوح المسيحيين منها باعداد كبيرة، بحسب وكالة انباء الفاتيكان.

وأضافت وكالة quot;فيديسquot; في تقريرها أن القس اليسوعي الأب باولو دال اوغليو، اقام في القصير لمدة أسبوع مؤخرًا quot;يصلي ويصوم من أجل السلام في غمرة النزاعquot;.

وما زالت اسباب الإنذار الذي يأمر المسيحيين بالرحيل عن القصير quot;غير معروفةquot;، بحسب وكالة الأنباء البابوية، مشيرة الى أن الانذار quot;بحسب البعض يهدف الى تجنيب المؤمنين المزيد من المعاناة، فيما تكشف مصادر أخرى quot;استمرارية تتركز على التمييز والاضطهادquot;. ويذهب فريق ثالث الى أن المسيحيين جاهروا بولائهم للدولة ولهذا السبب يطردهم جيش المعارضةquot;، كما جاء في تقرير وكالة الفاتيكان.

ويشكل المسيحيون نحو 10 في المئة من سكان سوريا ولكن وضعهم في مناطق النزاع يزداد صعوبة. وما زال كثير من المسيحيين يؤيدون الأسد بسبب تسامح حكومته مع الأقليات الدينية، كما تقول صحيفة لوس انجيلوس، مشيرة الى أن كثيرًا من المسيحيين يخشون أن تسفر سيطرة الاسلاميين على الحكم عما اصاب المسيحيين من اضطهاد وقمع في العراق المجاور بعد الغزو الاميركي عام 2003.

وأعادت الصحيفة التذكير بأن اسلاميين متطرفين فجروا كنائس وأحرقوا متاجر مسيحيين وأجبروا مئات آلاف المسيحيين العراقيين على الفرار الى سوريا، التي تعتبر منذ زمن طويل ملاذًا آمنًا للمسيحيين، بحسب الصحيفة.

وأكد متحدثون بإسم المعارضة السورية مرارًا أن الثوار السوريين لا يستهدفون المسيحيين أو الأقليات الأخرى، وانهم يؤمنون بإقامة مجتمع ديمقراطي بعد اسقاط الأسد. ويتولى قيادة الانتفاضة سوريون من الأغلبية السنية التي عانت من حكم أسرة الأسد الذي ينتمي غالبية اركان نظامه الى الأقلية العلوية. وتمكنت قيادة الأسد من البقاء في السلطة لأسباب بينها اقامة تحالفات مع الأقليات ومع قطاع مهم من السنة، بحسب صحيفة لوس انجيلوس تايمز.

ونقلت وكالة انباء الفاتيكان عن مصادر أن مجموعات إسلامية متطرفة في صفوف المعارضة السورية في القصير quot;تنظر الى المسيحيين على أنهم كفار وتصادر بضائعهم وترتكب اعدامات سريعة بحقهم وهي مستعدة لاشعال حرب طائفيةquot;.

وقال تقرير الوكالة البابوية quot;إن المسيحيين النازحين من القصير انتقلوا الى قرى قريبة والى دمشق وأن بعض العائلات حاولت، بشجاعة، البقاء في بلدتها ولكن لا أحد يعرف المصير الذي ينتظرهاquot;.