بين مؤيد ومعارض، تفاعل عدد من السعوديين مع بيان وقع عليه أكثر من 100 رجل دين حذروا فيه من quot;موجة إلحادquot; تدعمها جهات داخلية وخارجية تستهدف سكان السعودية ودينهم فمنذ ان نشر البيان على الشبكة العنكبوتية أنشأ بعض السعوديين على quot;تويترquot; هاشتغات شارك فيها الكثير من السعوديين على اختلاف تخصصاتهم إلا أن البعض منهم رأى فيه quot;تهويل لا أساس له على أرض الواقعquot;.

البيان لم ترد فيه كلمة عن الحوار أو النقاش


الرياض:تفاعل عدد من السعوديين مع بيان وقع عليه أكثر من 100 رجل دين حذروا فيه من quot;موجة إلحادquot; تدعمها جهات داخلية وخارجية تستهدف سكان السعودية ودينهم فمنذ ان نشر البيان على الشبكة العنكبوتية انشأ بعض السعوديين على quot;تويترquot; هاشتغات شارك فيها الكثير من السعوديين على اختلاف تخصصاتهم إلا أن البعض منهم رأى فيه quot;تهويلا لا اساس له على ارض الواقعquot;.

حتى أن البعض ذهب بعيدا للقول إن quot;البيان لم ترد فيه كلمة واحدة عن الحوار او النقاش وانما وردت فيه اكثر من 105 عبارات فضيلة الشيخ؟!quot;.
وهنا كتب الإعلامي السعودي ناصر الصرامي على صفحته في تويتر عن هذا البيان: quot;عجز المنهج لدى شيخ تقليدي عن إشباع أسئلة جيل ومناقشة افكار ينتجها عقله .. والاكتفاء في القمع والدمquot;. وأضاف في تغريدة اخرى: quot;لسنا امام موجة كما يتوهمون(..) بل امام قمع وعجز الخطاب التقليدي على الفهم والتطور.. ورغبته في بعث محاكم التفتيشquot;.
وكان اكثر من مائة رجل دين في السعودية طالبوا عبر بيان quot;أجهزة الدولةquot; كلّ بما يخصه منع كل ما يسبب الإلحاد أوالتشكيك أو ينشره بين أبناء المسلمين، سواء كانت كتباً أو مواقع أو قنوات أو برامج أو مقاهي أو تجمعا، مناشدين وزارة الإعلام للقيام بدورها في بث البرامج النافعة التي تغرس الإيمان وترد على شبه الإلحاد والتشكيك.
كما دعا البيان العلماء والمثقفين وأهل الرأي أن يبادروا إلى إعلان النكير ومناصحة ولاة الأمر بتطبيق شرع الله في هؤلاء وبيان الحكم الشرعي في مثل هذه المقولات والتواصل مع الشباب الذين ابتلوا بمثل هذه الشكوك ودلالتهم على الحق والرد على كل الشبهات التي تمر بهم.
من جانب اخر رفض مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الأقوال المتداولة بشأن انتشار الإلحاد في جدة، مبينا أن هذا الأمر مجرد دعوى صعبة تحتاج إلى دليل.
وقال المفتي في اللقاء المفتوح الذي عقد في جامع خادم الحرمين الشريفين وكان ذلك عقب البيان المحذر من موجة الالحاد الذي اصدرته مجموعة من رجال الدين quot;إن مدينة جدة فيها خير وعلماء ودعاة خير وصلاح، مضيفا laquo;كون شخص ما وقع منه شر أو فساد هذا لا يعمم؛ فالخلق منذ خلقت الدنيا يقع الخطأ منهم، لكن أن نقول انتشر الإلحاد فهذا خطأ لا ينبغي القول بهquot;، مشيرا إلى أن السعودية quot;بلد الإسلام، الخير فيه كثير، وشعائر الإسلام فيه ظاهرة، إذ تقام فيه الصلوات ويؤذن لها والناس آمنة على دينها وهناك جامعات ومدارس إسلامية وحلقات لتحفيظ القرآنquot;.

الناجم:إيراد كلمة إلحاد تهويل

بدوره، أوضح المحامي والباحث الشرعي حمود الناجم في مداخلة مع quot;إيلافquot; حول موجة الإلحاد في بلاد الحرمين: الدولة أكدت من خلال مبادئها الواردة في النظام الاساسي للحكم على حماية عقيدة الاسلام والدفاع عنها حيث نصت المادة 23 على ان quot;تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى اللهquot;.
وأضاف: quot;حرصت الدولة على تأكيد حق كل فرد فيها للدفاع على حق من حقوق الله عز وجل وذلك من خلال رفع دعوى الحسبة متى اقتضى الأمر ذلك وفقاً للطريق الذي رسمه النظامquot;.
الناجم أشار إلى ان الدولة تمتلك من المؤسسات ما يكفل لنشر الوعي والتصدي لمثل هذه العقائد سواء من خلال وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوى والارشاد أو من خلال وزارة التربية والتعليم في المناهج الدراسية وكذا برامج التوعية التي تتولاها وزارة الاعلام بحكم الاختصاص.
ونوه الناجم quot;إيراد كلمةموجة الالحاد فيه من التهويل والتفخيم للحالة التي لا ترقى إلى حقيقة ما يرمى اليه هذا المسمى ولا تعدو الحوادث والامثلة التي ذكرت الا حوادث فردية اتخذت فيها الدولة ما يلزم من خلال عرض المتهمين في ذلك على القضاء لتوقيع ما يلزم وفقا لمقتضى الشرعquot;.
ويستطرد الناجم: كما ان مرجعية الفتوى والتي يرأسها مفتي عام السعودية بين الحكم الشرعي في هذه المسألة وما وضحه بجلاء من ان هذا الأمر مخالف لمنهج الدعوى ويتعارض مع الطريق السليم في التصدي لمثل هذه الوقائع.
وعن اصدار مثل هذه البيانات يقول الناجم: مثل هذه البيانات والتوقيع عليها بهذا الاسلوب سيجعل من ذلك سلوكا مألوفا لدى العامة الذين لا يعرفون الحكم الشرعي وليس لديهم القدرة على تمييز صحيح الاحكام الشرعية ويفتح الباب لأي فرد من العامة للتصدي لهذه الظواهر دون أن يكون له أهلية الفتوى
وأكد quot;هذا يفضي إلى مفسدة عظيمة خاصة ان مكون مجتمعنا غالبيته من الشباب وهم اكبر ثروة وطنيه تستحق المحافظه عليها ولا يكون ذلك الا بالبعد عن الافكار والدعوات والصراعات الفكرية التي تستنفذ الجهود دون طائلquot;.
ويفسر حول هذه النقطة: ان هذه البيانات تشكل في حقيقتها دعوات حزبية وان لم تكن منظمة إلا انها واضحة الفكرة وهو ما يتعارض تماما مع نصوص النظام الاساسي للحكم التي تحظر مثل ذلك.
ويختم المحامي والباحث الشرعي مداخلته بخصوص بيان quot;موجة الالحادquot;: إن العمل على إصدار مثل هذه البيانات والتوقيع عليها أمر لم نعتد عليه ولم يكن هو المنهج المتبع في مثل هذه الحالات، وذلك باعتبار ان مرجعية الفصل في مثل هذه الأمور هو ما يصدر من هيئة كبار العلماء والهيئة الدائمة للإفتاء مبينا أن مثل هذه البيانات quot;تشكل عائقا كبيرا في مواجهة المؤسساتالدستورية التي تنهض بها الدولةوبالتالي يكون العمل الفردي كأنه بديل من العمل المؤسساتي الذي يتنافى مع فكرة سيادة القانون وهيبة الدولة وهنا يقع الاشكال الكبير في فهم العامةquot;.
ناشطة لايلاف: البيان مخجل جداً
وكان للناشطة الحقوقية والمتحدثة الرسمية عن الشبكة الليبرالية السعودية الحرة سعاد الشمري رأي عندما قالت لــquot;إيلافquot;: هذا بيان مخجل جدا كان قائماً على التهم والتكفير ومحاولة الحجب والمنع والتصدي وكأن ديننا هش لهذه الدرجة.
وتضيف الشمري أن البيان أقر بوجود الإلحاد، وأنهم عاجزون عن المحاورة العقلية أو احتواء الشباب الذين نفروهم بسبب أساليبهم السيئة.
وتكمل الناشطة الحقوقية: لم يتضمن دعوة للمحاورة وإقامة مناظرات علمية لأنهم ببساطة غير مؤهلين لذلك أصلا.. فقط يستعينون بالسيف والإرهاب الفكري الذي هو وقود الإرهاب الدموي.
واتهمت الشمري ان من وقع على البيان يريدون انصياع الناس وإتباعهم بلا عقل فلا يوجد أي فكرة عقلية فقط مفردات إرهابية بالتهديد والوعيد: quot;أنا لا اعترف بالموقعين أنهم علماء، علماء بماذا بالضبط؟.. هذا أولا وثانيا من أعطاهم الحق بتكفير المسلمينquot;.
وطالبت الناشطة سعاد الشمري الحكومة السعودية بوضع قانون عاجل وحازم لتجريم خطاب الكراهية الذي يهدف لتقسيم أبناء الوطن الواحد ومعاقبة كل من يكفر مسلم علناً.
وأنهت بتساؤل: لماذا لم يستعينوا بموسوعة عدنان إبراهيم في الرد على الملحدين؟.. ألا يملكون مثل عقله وفهمه؟.