يرى الأقباط في مصر أن المرشح لانتخابات الرئاسة أحمد شفيق هو ملاذهم الآمن من الإسلاميين الذين يسعون للوصول إلى السلطة من خلال مرشح الاخوان محمد مرسي، ويعتقد الأقباط أن شفيق هو القادر على تحقيق أمنهم.


القاهرة:ادلى العديد من المصريين الاقباط السبت باصواتهم لصالح اخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق الذي يرون فيه ملاذا من الاسلاميين.

ويقول احدهم ويدعى مكرم دون مواربة مبررا تاييده لشفيق quot;اننا نعطي اصواتنا لمن يستطيع تحقيق امن الاقباط وامن البلادquot;.

ويضيف الشاب الذي يبلغ الثلاثين من عمره quot;منذ نهاية الجولة الاولى في 24 ايار/مايو قمنا بحملة لتعبئة الاقباط من اجل التصويت لشفيق وتشجيع المترددين على المشاركة في الانتخابات السبت والاحدquot;.

غير انه ينفي ان تكون قيادة الكنيسة القبطية اعطت تعليمات بالتصويت لصالح مرشح معين.

وفي حي شبرا الشعبي بالقاهرة الذي يقطنه عدد كبير من الاقباط، بدا ان حملة التعبئة اتت ثمارها اذ تشكلت طوابير طويلة منذ الصباح امام عشرات مكاتب الاقتراع المقامة في المدارس التي خصصت بعضها للنساء وبعضها الاخر للرجال.

ويعتبر خصوم شفيق انه من quot;الفلولquot; وهو تعبير ذو دلالة سلبية يستخدمه المصريون منذ قيام ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اطاحت مبارك للاشارة الى المنتمين لنظامه.

ولكن مكرم يرد قائلا ان quot;لديه رؤية واضحة لمستقبل البلدquot; وخبرة quot;تمكنه من اعادة الامن وحماية الذين يعانون من التمييزquot;، في اشارة الى الاقباط الذين يشكلون ما بين 6% و10% من اكثر من 80 مليون مصري والذين يخشون من quot;اسلمة متصاعدةquot; للمجتمع.

وكثيرون في شبرا يقولون انهم لا يثقون في وعود مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي جاء في المرتبة الاولى في الجولة الاولى للانتخابات بحصوله على 24,7% من الاصوات في حين فاز شفيق بتأييد 23,6% من الناخبين.

وتعرب مورين عن قلقها من الاخوان الذين quot;يقولون شيئا ويفعلون عكسه ويسعون الى زيادة تهميشناquot;.

وتضيف quot;انظروا منذ عامين نتعرض لاعتداءات وللقتل كما تزايدت القيود المفروضة على بناء الكنائس والله اعلم اي مستقبل ينتظرنا اذا ما صعد السلفيونquot; للسلطة.

وتؤكد هذه المعلمة البالغة من العمر 35 عاما انها تقوم بحملة لانتخاب شفيق منذ الجولة الاولى للانتخابات، وتضيف ان الاقباط quot;قلقون من اسلمة متصاعدة للبلد منذ قيام الثورة العام الماضي من خلال اموال تأتي سرا من قطر والسعوديةquot;.

وتتابع quot;اليوم يرفض الاخوان المسلمون ان يتولى قبطي او امرأة رئاسة الجمهورية وغدا سوف يطلبون منا ان نحزم امتعتنا ونرحلquot; من بلدنا.

وفي مدرسة محمد عبده، التي تحولت الى مركز اقتراع في شبرا، يرفض المسلم عمر عبده الاتهامات الموجهة الى الاسلاميين ويدعو الاقباط الى التخلص من مخاوفهم.

وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما quot;لقد تعرضنا جميعا للاضطهاد في ظل الانظمة السابقة، الان نحن في عصر جديد وكل مكونات المجتمع يجب ان تشارك في بناء مصر الجديدةquot;.

وتابع quot;صوتوا لمرسي، لا داعي للقلقquot; فايده العديد من الواقفين امام مركز الاقتراع باشارات من رؤوسهم بينما تمتم بعضهم quot;الله يحميك يا مصرquot;.

وحرص محمد مرسي نفسه في خطاب اخير الى طمأنة quot;اخواننا الاقباط الذين هم شركاؤنا في الوطن ولهم حقوق كاملةquot;.

ويطرح احمد شفيق نفسه كخصم لدود للاسلاميين الذين يتهمهم ب quot;الظلاميةquot; وبالرغبة في اعادة مصر الى quot;القرون الوسطىquot;.

وفقد الاقباط، الذين يشكون من ضعف تمثيلهم في الوظائف العليا بمؤسسات الدولة، البابا شنوده الثالث بطريرك الكنيسة الارثوذكسية في اذار/مارس الماضي الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاما ولم يتم انتخاب خليفة له بعد.