مصريات بانتظار أدوارهن للادلاء بأصواتهن في الانتخابات الرئاسية

أعطى جنرالات مصر لأنفسهم صلاحيات واسعة، من خلال اعلان قيّد يدي رئيس الجمهورية وحدّ من قدراته، واعتبر مؤيدو التغيير أن هذا الاعلان جعل الانتخابات الرئاسية التي ستؤدي الى تسليم السلطة إلى مسؤول تنفيذي منتخب ديمقراطياً quot;لا معنى لهاquot;.


بيروت: منح جنرالات مصر أنفسهم قوة سياسية واسعة في إعلان قيّد يدي الرئيس المصري الجديد وعزز قوة السلطة العسكرية في مرحلة ما بعد مبارك.

وبحسب الإعلان، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يختص بتقرير كل ما يتعلق بشؤون القوات المسلحة، وتعيين قادتها وتمديد خدمتهم، ويكون لرئيسه - حتى إقرار الدستور الجديد-كل السلطات المقررة في القوانين واللوائح للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع.

كما نص الإعلان المكمل على أنه لرئيس الجمهورية أن يعلن الحرب بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

جاءت هذه التطورات عقب قرار المحكمة الدستورية العليا الخميس عدم دستورية انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، واعتبار أن تكوين المجلس بكامله باطل منذ انتخابه.

الإعلان الذي جاء مساء يوم الاحد، سبق الانتخابات الرئاسية التي وضعت مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في مواجهة أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك وإحدى شخصيات النظام القديم.

ويقول مؤيدو التغيير ونشطاء حقوق الإنسان إن إعلان المجلس العسكري الحاكم، الذي جاء بعد أيام فقط من إعطاء الجيش السلطة لاعتقال المدنيين، جعل الانتخابات الرئاسية التي ستؤدي الى تسليم السلطة إلى مسؤول تنفيذي منتخب ديمقراطياً quot;لا معنى لهاquot;.

وسارع حماة الاخوان باعتبار الإعلان quot;لاغيًا وغير دستوريquot;، مما أثار احتمال حدوث مواجهة دراماتيكية داخل المؤسسات العليا للدولة.

واعتبرت صحيفة الـ quot;غارديانquot; أن انتخابات الاعادة النهائية توصف بالخوف والسلبية على كلا الجانبين، فكان الكثير من مراكز الاقتراع شبه فارغ، ربما بسبب الحر الخانق، إذ بلغت الحرارة 40 درجة مئوية، وربما بسبب المناخ القمعي الذي تشيعه السلطات العسكرية، في ظل الانقسام الوطني الذي اجتاح البلاد بعد الثورة.

وقال مناصرو مرسي إن مرشحهم هو الفائز، في حال لم يمارس المجلس العسكري عمليات تزوير انتخابية. لكن وسائل الاعلام المحلية اعتبرت أن المنافسة حامية والنتائج ستكون قريبة، على الرغم من أن العديد من الناخبين يدعمون شفيق في محاولة أخيرة لمنع الاسلاميين من الاستيلاء على السلطة السياسية.

ونقلت الصحيفة عن نرمين محمد، المنسقة الإعلامية لحملة مرسي، قولها quot;لدينا مخاوف بشأن انتهاكات كثيرة، ولكن حتى الآن لم نكن قادرين على تحديد ما إذا كانت سوف تؤثر على الصورة الانتخابية ككلquot;.

وأضافت: quot;من استطلاعاتنا على أرض الواقع والاتجاهات الرئيسة التي شهدتها الحملة في الشارع، نحن متفائلون بأن الشعب المصري سيصوّت لحماية الثورةquot;.

من جهتها، قالت داليا ربيع (29 عاماً): quot;سأفعل كل ما في وسعي كي لا يربح شفيق. اننا نختار بين أهون الشرّين، فمع فوز مرسي ستكون هناك فسحة للمعارضة، لكن إذا فاز شفيق سيتم سحق الثورة تمامًاquot;.

اختيار المرشح المناسب أدى إلى سلسلة من الخلافات بين الأصدقاء والزملاء وأفراد العائلة. وقام البعض بتوجيه رسائل نصية تدعو إلى إبعاد الاخوان عن الحكم، وذلك لمنع مصر من أن تصبح quot;أفغانستان أخرىquot;، كما أرسل المصريون، الذين يقضون إجازاتهم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، رسائل إلى غيرهم من المصريين، يدعونهم فيها إلى التصويت لشفيق، وإلا سيجدون أنفسهم غير قادرين على السفر في مثل هذه الاجازات مرة أخرى.

واعتبرت الـ quot;غارديانquot; أن الفائز بالانتخابات، وبغضّ النظر عن اسمه وهويته، سيعاني عند وصوله إلى الرئاسة. quot;فالرئيس المصري الجديد سيجد نفسه في موقع متشابك، وحالة من الفوضى البيروقراطية، لا سيما بعدما منحت السلطة التشريعية للجنرالات، ووضعت عملية كتابة الدستور في يد الطغمة، الذين يدعون الآن إلى السلطة لخوض أي بند مقترح.

الدليل الأكثر وضوحاً على ذلك، هو أن مروحيات الجيش حلقت في سماء القاهرة يومي السبت والأحد، في تذكير رمزي للمواطنين بأن السلطة السياسية في يد السلطات العسكرية.