من الطائف أجاب الملك عبد الله عن الأسئلة التي بدأت تحوم في سماء العالم والإعلام، منذ أن صاح منادي المملكة أن نايفاً قد ثوى، وفي ساعات النهار الأولى قال الديوان الملكي كلمته على أن الملك اختار أخاه الأمير سلمان (كما كان متوقعاً) ولياً للعهد، ونصّب الامير أحمد وزيراً للداخلية.

يحظى برصيد علاقات ممتازة مع عديد من عواصم العالم المؤثرة


الرياض:ما إن أنهى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز مراسم وداع أخيه غير الشقيق وولي عهده ، الأمير نايف بن عبد العزيز إلى مثواه الأخير، حتى خفّ إلى الطائف التي يتخذها الملوك السعوديون عاصمة صيفية لهم (الملك فهد وحده كسر القاعدة) ومن هناك حسم ولاية العهد لعهدة وزير الدفاع الأمير سلمان، ورفع الأمير أحمد درجة في وزارة الداخلية ليصبح وزيراً لها بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها نائبا لشقيقه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز.

ورغم أن وفاة ولي العهد السعودي التي لم تكن مفاجئة، فقد كان يعيش، ارتباكا ، وتوقفا، في نظام جسمه، ما أثرفي وظائفه من قلب، وكبد، وخلل في اداء مهامهما، وهذا ما يفسر علمه، بقرب أجله فأوصى أن يدفن على مقربة من المسجد الحرام، إلى جانب ثلاثة من إخوته ، الامير منصور أول وزير للدفاع في عهد والده الملك عبد العزيز، ومشاري، الذي يعرفه الانكليز جيدا وماجد الذي كان أميرا لمكة المكرمة.

لكن الوفاة فتحت البوابة واسعة ، أمام استحقاقات، جهد الملوك السعوديون ، على ترسيتها عقدا بعد عقد، إذ تتم إجراءات انتقال السلطة أو التعيين في القيادات العليا بسلاسة وهدوء يتجاوز التوقعات الزمنية كمثل حالة اليوم، إذ كانت التكهنات تنتظر إلى مابعد أيام العزاء الرسمية الثلاثة قبل الاجتماع ومن ثم التعيين.

في الطائف أجاب الملك عبد الله عن الأسئلة التي بدأت تحوم في سماء العالم والإعلام، منذ أن صاح منادي المملكة أن نايفاً قد ثوى، وفي ساعات النهار الأولى قال الديوان الملكي كلمته على أن الملك اختار أخاه الأمير سلمان (كما كان متوقعاً) ولياً للعهد، ونصّب الامير أحمد وزيراً للداخلية.

جرى تعيين الأمير سلمان ولياً للعهد دون المرور بهيئة البيعة، لأنه غير ملزم بها ، وفق نظام الهيئة، إذ يسري نظامها على من بعده، إلا أن اختيار سلمان فضلا عن أنه كان متوقعا فإنه أيضاً يحمل دلالات الثقة المطلقة به داخل أوساط السعوديين من الأسرة أو المواطنين، وفوق ذلك يحظى برصيد علاقات ممتازة مع العديد من عواصم العالم المؤثرة.

وضمن آليات الخلافة التي أقرت، أنشئت هيئة البيعة العام 2006 لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية. وقد عين الملك عبد الله اعضاءها واضعا على رأسها أخاه غير الشقيق الامير مشعل بن عبد العزيز.

الأمير أحمد بن عبدالعزيز

وتضم الهيئة 35 أميرا، هم 18 من الجيل الاول والاحفاد الذين توفي اباؤهم من ابناء الملك عبد العزيز، مهمتهم تأمين انتقال الحكم سلساً ضمن الأسرة الحاكمة

وكان الملك عبد الله اعلن في تشرين الاول/اكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من اصداره وتنص على تفعيل عمل الهيئة بعد وفاة الملك الحالي.

وبالعودة إلى الأمير سلمان، وهو أحد أقطاب الحكم في المملكة، فيعرف عنه شبكة علاقاته الواسعة دولياً، ما يسهل مهمته الجديدة كثيرًاإضافة إلى إدارة وزارة الدفاع التي اعتلى سدتها منذ 7أشهر، بعد وفاة شقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ويعزز ذلك خبراته المتراكمة في العمل السياسي والإداري وقربه من ملوك المملكة وخصوصاً منذ عهد الملك فيصل وحتى عهد الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز.

أما في شأن وزارة الداخلية فإن الأمير أحمد بن عبدالعزيز المعروف بتعمده البعد عن الإعلام وفلاشاته كان أيضا على شفاه المحللين والمراقبين لأن يكون وزيرا لأخطبوط الوزارات السعودية، ويعرف عنه انغماسه في العمل حتى بات معروفاً بأنه الرجل المكتب.

وأحمد هو الابن الواحد والثلاثون من أبناء المؤسس، وهو شقيق لولي العهد الراحل الأمير نايف وكذلك للأمير سلمان، وولد في العام 1941.

ويواجه أحمد ملفات عديدة في الوزارة القوية التي خلفها له الأمير نايف، إلا أن توقعات استقرأتها إيلاف تقول إن الوزارة قد يحدث لها ما حدث لوزارة الدفاع والطيران بعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إذ أعيدت هيكلة بعض أجهزتها وفصلت بعض المهام عنها. ومن هذه التوقعات ان تكون هناك وزارة خاصة بالأمن من مباحث وامن وقوات خاصة، ووزارة تتولى شؤون المناطق، يرأسها فرد من العائلة كما الاولى. بينما قد يذهب سلاح الحدود والجوازات والأحوال المدنية الى هيئات عليا.