الشكوك تهيمن على الساحة السياسية في مصر

لا تزال حالة من الشك تهيمن على المشهد السياسي في مصر، حتى مع إعلان جماعة الإخوان عن فوز مرشحها، محمد مرسي، في انتخابات الرئاسة، خاصة وأن كثيراً من الناخبين quot;اضطرواquot; الى اختيار مرسي أو منافسه، شفيق، رغم أنهما لم يكونا من بين خياراتهم، بالإضافة الى الحكم القضائي الذي صدر قبل أيام بحل البرلمان، وإصدار إعلان دستوري مكمل يجرد رئيس الجمهورية من كثير من صلاحياته.


القاهرة: رغم الانتهاء من مرحلة الانتخابات الرئاسية في مصر، وإعلان أحد الطرفين على الأقل فوزه بالسباق الانتخابي، إلا أن الشكوكما زالت تلقي بظلالها حتى بين صفوف المحتفلين.

وأوردت في هذا الصدد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن أحمد عادل، الذي اضطر الى تأييد مرسي مع أنه لم يكن خياره الأول أو حتى الثاني، قوله quot;لم أنم ليلة البارحة. وأنا سعيد لنجاحنا في التخلص من الفلول، بوقوفنا مع مرسي، رغم أن لا أحد يعرفهquot;.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى حالة الحيرة التي انتابت المصريين يوم أمس، بشأن المرشح الذي أعلن عن فوزه في الانتخابات، والذي أقحمه ترشحه في قلب نقاش وطني محتدم بشأن المواطنة والشؤون الدينية والسياسية. وقالت في هذا السياق نيرمين جوهر، ربة منزل، تبلغ من العمر 39 عاماً: quot;الناس الذين صوتوا لمرسي اختاروه من أجل المؤسسة التي يمثلها، وليس من أجله. وقد حصد مرسي والإخوان ذلك، لأنهم عملوا بشكل أقوى وعلى مدار فترات زمنية أطول من أي أشخاص آخرينquot;.

وأعقبت الصحيفة حديثها بلفتها إلى موقف الجماعة عقب ثورة الـ 25 من كانون الثاني (يناير) عام 2011 في ما يتعلق بترشيحها أياً من أعضائها لخوض غمار انتخابات الرئاسة، حيث أعلنت في البداية أنها لن تخوض هذا السباق الانتخابي، لتغيّر بعدها موقفها، وتعلن عن ترشيحها خيرت الشاطر، ثم إعلانها دعمها لمحمد مرسي.
وقد وجهت انتقادات لمرسي خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي أقيمت في أيار (مايو) الماضي، بعدما قيل إنه يفتقد للجاذبية وأنه يتبنى وجهات نظر مستقطبة ومُحافِظة.

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أنه نادراً ما كان يظهر في الإعلانات الخاصة بحملته الدعائية، فضلاً عن اللقب الشهير الذي أطلق عليه بعد الدفع به من قبل الجماعة بعد استبعاد مرشحها الأساسي، خيرت الشاطر، وهو لقب quot;الاستبنquot;. وقال أحد أصدقاء مرسي وهو أستاذ جامعي سابق يدعى فرغلي محمد، إن مرسي ومنذ تخرجه قبل عشرات السنين من إحدى الجامعات الأميركية لم يكن يبدو أيضاً زعيماً إسلامياً، وأضاف:quot;لم يسبق لي أن تخيلت أنه سيرتبط يوماً ما بجماعة الإخوان المسلمينquot;.

غير أن مكانته بدأت تبرز في الجماعة، حتى بات واحداً من أشهر قادتها، وذلك من خلال طبيعة عمله كرئيس للكتلة البرلمانية للإخوان وعمله كذلك في مكتب الإرشاد. ولدى فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ودخوله في جولة الإعادة، أمام وزير الطيران المدني السابق، أحمد شفيق، بدأت تصدر الجماعة بيانات تؤكد فيها على عدم وجود أية مشاكل في ما يتعلق بتعيين امرأة أو شخص مسيحي كنائب للرئيس، رغم أن مرسي سبق له أن أشار إلى أنه لن يدعم امرأة أو مسيحيين في منصب الرئيس.

وتابعت النيويورك تايمز حديثها بالتأكيد أن فوز مرسي سوف يضمن لمصر مرورها بأول تجربة في الحكم الإسلامي. وذلك على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الحكومات المصرية المتعاقبة منذ عقود بشأن الإسلاميين، وحظرها للجماعة وحبسها لأعضائها، مع الاحتفاظ بالتهديد الذي يتيح لها تبرير حكم الحزب الواحد.

وعاودت جوهر لتقول في هذا الإطار quot;إنني متأكدة من أن التحذيرات التي سبق أن تم إطلاقها بخصوص الإسلاميينهي مبالغ فيها. وهناك التخوف النابع عن جهل بخصوص ما يقال عن أن الإخوان سيحولون بلادنا إلى إيران، نحن بحاجة لمنح مرسي فرصةquot;.

وفي مقابل ذلك، قال شاب يدعى، يوسف تمام، 36 عاماً: quot;مبارك لم يكن يمزح حين قال إما هو أو اللحى. فما الذي نعرفه نحن عن ذلك الشخص الذي يدعى مرسي ؟ وجماعته لم تكن تعتقد أنه الرجل المناسب لتلك المهمةquot;. وأضاف سائق يدعى هاني عصام، يبلغ من العمر 42 عاماً: quot;لقد ذهبنا إلى التحرير من أجل نيل الحرية، والآن سوف نُحكَم بدولة أكثر قمعية. يا لها من ثورة فاشلةquot;. وذلك في الوقت الذي أشار فيه آخرون من أمثال أحمد عبد الراضي، وهو عامل في قطاع البترول من محافظة السويس، إلى أنهم منحوا أصواتهم لمحمد مرسي من أجل حماية الثورة.