ينظر الكثير من المصريين ونشطاء الثورة إلى الفريق أحمد شفيق على أنه عدو للثورة، لاسيما أنه كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وفي عهده جرت أعمال العنف ضد المتظاهرين في ميدان التحرير يومي 1 و2 فبراير/ شباط المعروفة إعلامياً بـquot;موقعة الجملquot;، وهو صاحب المقولة الشهيرة quot;للأسف الثورة نجحتquot;، ورفض الإعتراف بها أثناء توليه رئاسة الحكومة أثناء موقعة الجمل ووصفها بـquot;تعبير حاد عن الرأيquot;، في معرض سؤال المذيع له في أحد البرامج هل تعتقد أن ما يحدث ثورة؟، ورغم أن شفيق الذي كان طياراً وقائداً للقوات الجوية في عهد مبارك، حاول التحليق فوق الثورة، إلا أن نيرانها أسقطته.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: ولد أحمد شفيق في 25 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1941، ووالده هو المهندس محمد شفيق وكيل وزارة الري. وزوجته الراحلة تدعي عزة توفيق عبد الفتاح، وشغل والدها منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وهو أب لثلاث بنات هن شيرين ومي وأميرة.

بدأ شفيق حياته ضابطاً في سلاح القوات الجوية المصرية، وتخرج في الكلية الجية في العام 1961، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحربrlm; العليا للأسلحة المشتركة في باريس، وحاصل على درجة الدكتوراة الفلسفة في الإستراتيجية القومية للفضاء الخارجي.

وقال إنه شارك في حرب أكتوبر العام، وذكر عبارة شهيرة يستخدمها منتقدوه في التندر، في معرض رده على إنتقادات الناشط السياسي علاء الأسواني له في أحد البرامج التليفزيونية، فقال quot;أنا شاركت في حرب أكتوبر، وقاتلت واتقتلتquot;. لكن بعض منتقدوه يشككون في مشاركته في حرب أكتوبر 1973.

وزير الطيران المدني

أحمد شفيق يخرج من المنافسة الانتخابية مع فوز مرسي

عمل شفيق ملحقاً عسكرياً في سفارة مصر في إيطاليا من 1984 إلى 1986، وفي العام 1991 عيّن رئيسًا لأركان القوات الجوية المصرية، وفي نيسان/أبريل من عام 1996 عين قائدًا للقوات الجوية، واستمر في هذا المنصب لمدة 6 سنوات، وهي تعتبر أطول فترة لقائد القوات الجوية في مصر، ثم عيّن وزيراً للطيران المدني في العام 2002، حتى 29 يناير/ كانون الثاني، أثناء الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، الذي عيّنه رئيساً للوزراء، وإستمر في منصبه حتى 3 مارس/ آذار 2011، حتى أجبرته مظاهرات مليونية على تقديم إستقالته.

تلميذ مبارك
ينظر إلى شفيق على أنه تلميذ مبارك النجيب، وقال مبارك في العام 2005، أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية وقتها، إن أحمد شفيق تلميذه المقرب إليه، فيما يعتبر شفيق أن مبارك أستاذه ومثله الأعلى، ويصرّ على أنه رجل وطني قدم إلى مصر الكثير، رغم إسقاط نظام حكمه، وإتهامه بالإسبتداد والقمع، وإتهامه نجليه بالفساد.

استعصى على العزل
رغم محاولات الإخوان والقوى السياسية عزله، وحرمانه من خوض الإنتخابات، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، فقد أصدر البرلمان قانون العزل السياسي، الذي نص على حرمان كل من عمل خلال السنوات العشر السابقة للثورة من ممارسة حقوقه السياسية، إلا أنه كان قد تقدم للترشح إلى الإنتخابات.

ورفضت اللجنة العليا للإنتخابات تنفيذ القانون، لاسيما أنه كانت هناك شبهة عدم دستورية به، وقد صدقت توقعات اللجنة التي يترأسها المستشار فاروق سلطان، حيث صدر حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية القانون، وبطلان قانون إنتخابات مجلس الشعب، وصدر حكم بحل البرلمان. وتعتبر هذه الواقعة موضع تندر من جانب نشطاء فايسبوك، ومن أشهر النكات التي أطلقوها في هذا الشأن quot;البرلمان حب يعزل شفيق، لكن شفيق هو اللي عزل البرلمانquot;.

تحليق فوق الثورة
رغم معارضة الكثير من القوى السياسية لترشح أحمد شفيق للإنتخابات الرئاسية، إلا أنه إستطاع التحليق فوق الثورة التي أندلعت ضد أستاذه ومثله الأعلى مبارك، وحصل على أصوات تزيد على خمسة ملايين صوت في الجولة الأولى، بينما خسر جميع مرشحي الثورة، وتأهل لخوض جولة الإعادة مع مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، الذي دعمته بعض التيارات السياسية وبعض شباب الثورة، وعلى رأسها حركة 6 أبريل، بينما وقف إلى جوار شفيق الأقباط ورجال الأعمال والحزب الوطني المنحل، والمصريون الباحثون عن الإستقرار. إلا أن شفيق فشل في التحليق للنهاية فوق الثورة، وأسقطته نيرانها في الجولة الثانية والأخيرة للإنتخابات.