أبدى دبلوماسي سعودي تحدث الى quot;ايلافquot; استغرابه من الموقف الالماني المعارض لصفقة بيع دبابات ألمانية quot;ليوباردو 2quot; لبلاده في الوقت الذي لم يثر الرافضون لها أي اعتراض على صفقة بيع برلين غواصات لإسرائيل.


لم يثر الرافضون لها أي اعتراض على صفقة الدبابات لاسرائيل

الرياض:قال دبلوماسي سعودي رفيع المستوى اليوم إن قرار ألمانيا بالموافقة او الرفض على بيع دبابات المانية الى المملكة العربية السعودية قرار يعود الى الحكومة الألمانية نفسها وضرورات مصلحتها مشيرا الى أن أسواق السلاح العالمية مفتوحة امام بلاده quot;تختار منها ما تشاء وفق احتياجاتها quot;.

وأبدى الدبلوماسي السعودي الذي تحدث الى quot;ايلافquot; شريطة عدم الافصاح عن هويته استغرابه من الموقف الالماني المعارض للصفقة في الوقت الذي لم يثر الرافضون لها اي اعتراض على صفقة بيع برلين غواصات لإسرائيل.

وتعتبر صفقة الدبابات من نوعquot; ليوباردو 2 quot; التي يصل عددها إلى حوالى 200 دبابة التي طلبتها المملكة العربية السعودية من ألمانيا موضع نزاع ، فعلى الرغم من موافقة الحكومة الألمانية على عملية البيع إلا أن طلب المملكة زيادة عدد هذه الدبابات من صناعة مجموعةquot;كراوس مافاي فجمانquot;وهي إحدى مجموعات صناعة المعدات العسكرية الضخمة في ألمانيا وأوروبا إلى حوالى 800 دبابة تصل قيمتها إلى حوالى 10 مليارات يورو أعادت المناقشة حولها من جديد ما بين الرافض والموافق .

ورفض رئيس وزراء ولاية بايرن زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر امس الأحد بيع الدبابات إلى المملكة quot;إذ إن السعودية تعيش في حالة حرب مع اسرائيل وفي منطقة تعيش في زمن تغييرات سياسيةquot; مشيرا إلى أنه وافق ويؤيد صفقة الغواصات الست المجهزة بصواريخ نووية إلى إسرائيل أما صفقة الدبابات هذه فهو ينظر إليها بقلق شديدquot; .

وتؤكد تقارير الخبراء ان إسرائيل ستمد الغواصات بصواريخ نووية دفاعية تستطيع ضرب منشآت إيران النووية بشكل مباشر .

وبدوره عزا وزير الدفاع الألماني توماس دو مايزيز بيع برلين تل أبيب هذه الغواصات بتمويل أميركي إلى مسؤولية ألمانيا بحماية وجود اسرائيل بينما عزا رفضه إرسال دبابات من نوعquot;ليوباردو 2quot; إلى الرياض لمشاركة المملكة بفرقة عسكرية تساهم بحفظ الأمن في البحرين .

بالمقابل بررت الخارجية الالمانية رفضها بيع غواصات إلى اسرائيل ودبابات إلى السعودية للدستور الألماني الذي لا يجيز بيع ألمانيا أسلحة إلى دولة تعيش في حال حرب مع دولة أخرى بينما تؤكد وزارة الاقتصاد الألمانية تأييدها لصفقة الدبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى السعودية وغيرها من دول منطقة الخليج العربي أسوة ببيع بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية دول المنطقة المذكورة بالأسلحة وغيرها وألمانيا يجب أن تكون حاضرة في المنطقة استراتيجيا وسياسيا إضافة إلى الاقتصاد.

يذكر أن جدلا كبيرا مثارا في ألمانيا منذ عام بشأن إبرام مثل هذه الصفقات مع السعودية بسبب الانتقادات التي توجهها بعض المنظمات المعنية لوضع حقوق الإنسان في المملكة.

وتؤيد وزارة الاقتصاد بعض السياسيين في البرلمان الألماني بشكل حذر فنائب رئيس شؤون لجان السياسة الخارجية في البرلمان الألماني هانس كلوسه يرى انه لا مانع من امتلاك السعودية أسلحة متطورة تضيفها على معداتها العسكرية.

وترى عضو شؤون السياسة الدفاعية في البرلمان ايلكه هوف أن للسعودية الحق بامتلاك أسلحة متطورة للدفاع عن نفسها كما أن إمداد برلين الرياض بالعتاد العسكري المتطور سيساهم بتقريب العلاقات السياسية والاستراتيجية بين العاصمتين المذكورتين بشكل أكثر من ذي قبل .

ويزعم جويدو شتولتنبيرج من المعهد البرليني للعلوم والسياسة بأن الدبابات ستذهب في صالح حرب جديدة تقع في منطقة الخليج العربي مع إيران، مشيرا إلى أنه إذا ما وافقت الحكومة الألمانية تزويد السعودية بعدد أكثر من الدبابات عن العدد الذي وافقت عليه الذي يصل إلى حوالى 200 دبابة فإنها ترتكب خطأً سياسيا كبيرا إذ يعني ذلك مشاركة برلين في حرب جديدة تقع بتلك المنطقة ولا سيما خلال تطورات الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة العربية حاليا.

وتقول معلومات quot;ايلافquot; إن صفقة بيع الدبابات الـ200 تعتبر quot;منتهيةquot; بعد ان وافقت الحكومة الألمانية عليها وستوافق أيضا على زيادة عددها .

وهذا ما يؤكده مدير قسم المعلومات الاستراتيجية والأمنية في مركز معلومات حلف شمال الأطلسي في العاصمة برلين اوتفريد ناساور، مستبعدا في الوقت نفسه اجتماعا استثنائيا لمجلس الشورى الأمني التابع للحكومة الألمانية لإعطاء رأيه حول زيادة عدد الدبابات إلى السعودية، إذ يمكن للرياض الحصول على هذه الدبابات من ألمانيا بشكل غير مباشر إذا ما رفضت برلين زيادة عددها موضحا أن السعودية التي طلبت المائتي دبابة من برلين بشكل مباشر كانت قد سألت اسبانيا عنها قبل ذلك والأمر بالحصول على هذه الدبابات.

وكانت مجلةquot;شتيرنquot;قد ذكرت في عددها يوم الخميس الماضي بوجود معارضة لزيادة عدد الدبابات إلى السعودية من داخل مجموعةquot; كراوس مفاي فِجمانquot;

وقالت الصحيفة إن بوركهارت فون براون بيرينز الذي يعتبر احد مالكي المجموعة من بين ضمن خمس عائلات قد طلب من الرئيس الألماني يوئاخيم جاوك عدم التوقيع على زيادة عدد الدبابات إلا أن مكتب الرئيس الألماني نفى ذلك إذ لا علاقة لرئيس الدولة بتنفيذ صفقات بيع أو شراء.

وتتخذ مجموعةquot;كراوس مفاي فيجمانquot;من مدينة ميونيخ مقرا لها ويعود تأسيسها بشكل رسمي إلى عام 1882 في مدينة كاسل ثم انتقلت إلى مدينة ميونيخ في عام 1999 وهي إحدى مجموعات الصناعة العسكرية والحديدية التي كانت تابعة لمجموعةquot;تايسينquot; إحدى المجموعات الكبيرة والقديمة في ألمانيا .

وقد أعلنت المجموعة يوم الجمعة الماضي ضمها مجموعةquot;فيفيل ليتدquot; البريطانية التي تتخذ من مدينة ستوكبورت مقرا لها والخاصة بصناعة الجسور التي تذهب للصالح العسكري والمدني إليها بمبلغ يصل إلى حوالى 450 مليون يورو .

وتعتبر هذه المجموعة البريطانية رائدة في هذه الصناعة يصل عدد مستخدميها إلى حوالى 228 مستخدما وصلت عائداتها عام 2011 إلى حوالى 45 مليون يورو ويصل وزن أقل جسر تقوم بتصنيعه إلى حوالى 125 طن ويصل عدد زبائنها إلى حوالى 40 دولة في العالم