انطلقت في مدينة أصيلة الدورة 34 لمهرجان أصيلة الثقافي الدولي التي تستمر حتى الخامس عشر من تموزن ويشارك فيه ساسة ومفكرون وكتاب وفناون عرب وأجانب.


أصيلة: افتتحت مساء الجمعة التاسع والعشرين من شهر حزيران الجاري في الصالة الكبرى لمكتبة الامير بندر بن سلطان في مدينة أصيلة فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي بحضور متوسطي كبير يتقدمهم ساسة ومفكرين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

رئيس منتدى أصيلة يلقى كلمة الافتتاح وبجانبه المتحدثون في الحفل من اسبانيا وايطاليا وتونس وموريتانيا

وقد بدأ حفل الافتتاح بكلمة ترحيبية للامين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ورئيس المجلس البلدي فيها وزير الخارجية المغربي الاسبق محمد بن عيسى، استعرض خلالها مسيرة الموسم الثقافي الذي انطلق عام 1978، مشيرا الى ان الموسم احتضن عشرات المعارض واستضاف فنانين تشكيليين كباراً قدموا من مختلف أنحاء العالم. وبين أن أعمالهم التي أنجزوها ستشكل محفوظات دائمة في متحف أصيلة المزمع الشروع بتشييده مطلع العام المقبل بدعم من صندوق أبو ظبي للتنمية ومساهمة من مؤسسة منتدى وبلدية أصيلة.

وقال إن مايجري اليوم من أزمات على ضفتي المتوسط تم التنبيه إليها في ندوات سابقة من مواسم أصيلة. مكرراً دعوات اطلقها المتحدثون في ندوات أصيلة وقتئذ حول الشراكة الجماعية لدول المتوسط عوض الانكفاء على الذات.

ثم تحدث رئيس وزراء إسبانيا الأسبق خوسيه لويس ثباتيرو الذي أضفى حضوره مع وزراء آخرين حلة سياسية على حفل الافتتاح اللافت فقد حث على ضرورة التحالف السياسي والثقافي بين ضفتي المتوسط لفتح الأبواب بين دوله لتجاوز الأزمات فللتقارب الثقافي والسياسي مثل فعل التقارب التجاري.

وأشاد ثباتيرو بالمغرب كمحاور لابد من منه في الحوار من أجل المتوسط وهو بلد محوري مهم لتعزيز الاتحاد المتوسطي بشكل عام ولاسبانيا بشكل خاص.
وأكد رئيس وزراء إسبانيا الاسبق على أمواج المتوسط لما تزل تتلاطم وتتداخل مع بعضها وتؤثر أزماتها ببعضها البعض كما يحصل الآن في الأزمة المالية في أوربا.

لكنه أوضح بأن أوربا مازالت أقوى من هذه الازمة المالية ويمكنها تجاوزها ش

وزير خارجية المغرب الاسبق والامين ابعام لمنتدى أصيلة محمد بن عيسىرئيس وزراء اسبانيا الاسبق خوسيه ثباتيرو
ريطة أن توحد صفوفها، مبينا بأن العملة الاوربية مازالت مطلباً لدول اوربية اخرى تود الانضمام لها.

وحول الربيع العربي قال ثباتيرو إن التوقعات في دول الغرب كانت تشير الى مزيد من الخلل مع العالم الغربي خاصة بعد عملية 11 أيلول 2001، وكانت هناك خشية أن يؤثر ذلك على بين الدول العرية والاسلامية مع الغرب، لكن ماحدث عكس عطشا عربيا للديمقراطية لدى العرب، معتبراً الازمات التي أعقبت الثورات العربية امراً طبيعيا في تحول ديمقراطي. وتقع أن تتوسع الديمقراطية من خلال ترسيخ قيمها لدى الشعوب العربية مع مرور الوقت.

ورأى ان فئة الشباب الثائرة قليلة الصبر وتريد حرق المراحل نحول الديمقراطية والتجدد، وهي ستتحقق بعد مرور فترة زمنية من هذهخ التغييرات المهمة والتي بدأت على ضفة المتوسط الجنوبية.
وطالب بضرورة قبول الاخر في هذه الدول وايجاد حلول توفيقية.
وكرر أشادته بالتجربة المغربية في تلبية العطش نحو التجدد وإشراك اكبر شريحة من الاحزاب العملية السياسية وقبلها تم اجراء تعديلات دستورية مهمة.

ثم تحدث بعد ذلك الأمين العام لاتحاد المغرب العربي وزير خارجية تونس الأسبق حول ضرورة استيعاب الدروس من التأريخ المشترك لفهم الاخر، مشيراً الى وجود 25 دولة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط عايشوا منذ قديم الزمان ازمات بما فيها حروب عالمية وشاهدوا ماذا تفعل الحروب بالمستقبل الأممي.

وتحدث عن تأثير ازمات دول الضفة الشمالية الاوربية للمتوسط على دول ضفته الجنوبية من دول المغرب العربي منذ ازمتي 2007 و 2008، ثم وصول ازمة وول ستريل عبر دول اوربا لدول المغرب العرب أيضاً.

وطالب بدراسة التطورات التي حصلت في العالم العربي بعقل مفتوح وعمق. وترسيخ الحوار وتعميق الشراكة على الرغم مما تسببت به الازمة الاقتصادية في اوربا بدول المغرب العربي من اجل المضي بخطى ثابتة نحو المستقبل.

جانب من حضور حفل الافتتاح

أما وزير الخارجية الإيطالي الاسبق فرانكو فراتيني الذي تترأس بلاده مجموعة 5+5 فتحدث عن دور بلاده في ماتشهد الدول العربية من تطورات سياسية واجتماعية وقال إنه حين كان وزيرا للخارجية انطلقت ثورات الربيع العربية وكان يتواصل بعلاقات ولما يزل من شخصيات معارضة في دول عربية أبرزها سورية التي عبر عن أسفه لما يجري فيها من عنف يومي محملا الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية مايجري متمنيا انتهاء حكمه قريباً.

وقال إن الاستقرار السابق في الدول العربية كان مصطنعا على حساب حرية وحقوق الأفراد.
وشدد على ضرورة احترام الاقليات والمرأة في هذه الدول كالعلويين والمسيحيين والشيعة في دول سورية ومصر والبحرين.
وطالب بابدال مبدا التسامح بمبدا التشارك موضحا بأن التسامح هو تتحمل الاخر بدون محبة فيما التشارك يحقق التقدم المطلوب توفره خاصة في دول جنوب المتوسط.
ورحب الحضور المغاربي بطلبه من دول اوربا فتح باب الهجرة الممنهجة لمواطني الجنوب كالطلاب والتجار والصناعيين، من اجل تفويت الفرصة على المتطرفيين الاسلاميين لاجهاض ماتحقق في دول الربيع العربي.

وتحدث وزير خارجية موريتانيا الاسبق محمد الحسن ولد لبات حول تلاقي مايحصل في ضفتي المتوسط من ازمة مالية في الشمال وثورات سياسية لما تزل في الجنوب، مطالبا بعدم اهمال مايحصل في ضفة والاهتمام بغيرها لتداخل الازمات مع بعضها بين ودول ضفتي المتوسط التي تتطلب حوارا معمقاً بين دوله، من اجل التعرف المتبادل فيما بينها.
وكان من المفترض أي يفتتح وزير الثقافة المغربي فعاليات المهرجان رسميا لكن حضر نيابة عنه الكاتب العام في الوزارة لوجود الوزير في موسكو حيث يخوض حوار لتسجيل مدينة الرباط ضمن التراث العالمي في اليونسكو.

وقال إن مهرجان أصيلة مناسبة للتلاقي بين الثقافات والشعوب التي يرسخ المغرب قيم التعايش والتآخي بينها، مشيراً الى إعلاء دور المرأة والفكر والأدب والفن، داعياً للاهتمام بالتنمية والتراث الثقافي المشترك.
ثم أعلن الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي يستمر حتى الخامس عشر من شهر تموز المقبل متضمنا فعاليات من دول المغرب العربي التي تحل ضيف شرف هذا العام.

يذكر أن موسم أصيلة الثقافي الدولي تأسس في عام 1978وتقرر منذ خمس سنوات اختيار دولة لتكون ضيف شرف، حيث كانت دول المكسيك والبرتغال والامارات العربية المتحدة والكويت. و يعتبر الموسم مناسبة لمشاركة أكبر عدد من فعاليات الدولة الضيف وبمثابة مهرجان خارج حدودها. وأحدث منتدى أصيلة نقلة ثقافية وأشهارية لمدينة أصيلة المغربية الصغيرة منذ انطلاقته حتى الآن.