علماء في مختبر سيرن الأوروبي ينتظرون الاعلان عن العثور على quot;جسيم الربquot;

القاهرة: أعلن اليوم علماء متخصصون في مجال الفيزياء في مختبر سيرن الأوروبي، بالقرب من جنيف، حيث يوجد مصادم هادرون الكبير، عن توصلهم لأدلة دامغة تشير إلى وجود جسيم بوزون هيغز، الغامض وشديد الأهمية، الذي أثار سجالاً كبيراً في العلم الحديث.

وفي عروض تم تقديمها أمام قاعة مكتظة بالحضور داخل المختبر صباح اليوم الأربعاء، وتم بثها عبر الإنترنت لكافة أنحاء العالم، قال مسؤولو فريقين بحثيين، عملا بشكل منفصل عن بعضهما البعض، إنهم نجحوا في تحديد جسيم جديد وسط الومضات المجهرية للشعلة الأساسية المتكوّنة في داخل أقوى جهاز لتحطيم الذرات في العالم.

وقرر المسؤولون في سيرن عدم الإعلان بشكل رسمي عن اكتشاف جسيم بوزون هيغز، حتى في الوقت الذي خلص فيه كثير من علماء الفيزياء إلى أن الأدلة مقنعة للغاية الآن بأنهم عثروا بالتأكيد على الجسيم المفقود.

وأشارت في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن التأكيد الرسمي للاكتشاف من المتوقع أن يتم في غضون أشهر، رغم أن العلماء قد يستغرقون عدة أعوام لتحديد ما إن كانوا قد اكتشفوا النوع الأبسط من جسيم هيغز الذي تنبأت به النظريات، أو الذي يعد جزءًا من صورة أكثر تعقيدًا: واحدة من العائلات الكبرى لبوزونات هيغز على سبيل المثال.

وأعقبت الصحيفة البريطانية بقولها إن اكتشاف أكثر من نوع من أنواع جسيم هيغز سيفتح الباب أمام عالم جديد تماماً من علم الفيزياء. ونقلت في هذا الصدد عن توماسو دوريغو، عالم في فريق CMS البحثي في مختبر سيرن الأوروبي، قوله: quot;هل هذا بوزون هيغز أم لا ؟ حسناً، فقد وُجِد باستخدام تقنيات مهيأة لنموذج هيغز القياسي. ربما يتضح أنه ثمة شيء مختلف، لكن هذا أمر غير وارد بشكل كبير في رأيي المتواضعquot;.

ونظراً لاكتظاظ القاعة بالحضور، واجه بعض علماء الفيزياء صعوبات في سبيل الحصول على مقعد من أجل الاستماع لوقائع الإعلان عن النتائج في المؤتمر الصحافي.

ودوت القاعة بالتصفيق عند دخول بيتر هيغز، العالم الذي سمي الجسيم باسمه ويبلغ من العمر 83 عاماً. وقد عقَّب دوريغو على صغر مساحة القاعدة، وعدم كفايتها لاستقبال كثير من العلماء الذين توافدوا من أجل متابعة النتائج، بعد أن استمروا في جهودهم البحثية على مدار 20 عاماً من أجل اكتشاف حقيقة جسيم بوزون هيغز.

وقد صفّق العلماء والمهندسون الذين تواجدوا في المختبر، والذين شعر كثيرون منهم بالإرهاق نتيجة العمل على مدار الساعة خلال الأسابيع الأخيرة، حين قدّم جو انكانديلا وفابيولا غيانوتي، رئيسا فريقي CMS و ATLAS البحثيين، النتائج التي خلصا إليها للمرة الأولى. وقد شاهد الفريقان الجسيم، الذي يحظى بكتلة تتراوح بين 125 و 126 جيجا إلكترون فولت، أي نفس مقدار كتلة البروتون 130 مرة.

وقال سيرجيو بيرتولوتشي، مدير قسم البحوث في مختبر سيرن :quot; من الصعب عدم التحمس لتلك النتائجquot;. فيما قال رولف ديتر هوير، مدير عام المختبر: quot;لقد توصلنا إلى نقطة تحول في طريقة فهمنا للطبيعة.

وكشخص عادي، سأقول الآن إني أعتقد أننا عثرنا عليه ( جسيم هيغز )quot;. وتابعت الغارديان، من جهتها، بالقول إن اكتشاف جسيم هيغز يصنف باعتباره واحداً من أبرز وأهم الاكتشافات العلمية خلال الـ 100 عام الماضية. وفي الوقت الذي بذل فيه العلماء جهداً لفهم الجسيم المثير، جاء هذا الاكتشاف الجديد ليضع اللجنة المنوطة بمنح جائزة نوبل أمام معضلة، حيث بات يتعين عليها الآن أن تقرر الشخص الذي يستحق الثناء على هذا الجهد.

وفي نهاية المؤتمر، امتلأت القاعة بسيل من الصيحات والهتافات والصفارات. وتم منح منديل للعالم البارز بيتر هيغز من أجل مسح الدموع التي نزلت من عينيه. وقال شون كارول، عالم فيزيائي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إنه لم تكن هناك أدنى علامة على وجود شيء غير عادي في النتائج. وأضاف بين ألاناك، وهو فيزيائي في جامعة كامبريدج: quot;رولف كان محقاً حين قال ( أعتقد أننا عثرنا عليه)quot;.

وأضاف جون إليس، الذي سبق له العمل في سيرن منذ سبعينات القرن الماضي، أن الاكتشاف الجديد هذا سيفتح حقبة جديدة في علم فيزياء الجسيمات. وأكمل بقوله: quot;مما لاشك فيه أن ثمة شيئاً مشابهاً تماماً لجسيم هيغز قد تم اكتشافه.

كما أن قوة الإشارات التي لوحظت بشكل مستقل من جانب فريقي CMS و ATLAS مقنعة للغاية، ومدعومة ببيانات من هاتين التجربتين اللتين يعرفان اختصاراً بـ CDF و DO. وسيتحول التأكيد الآن إلى التحقق من خواص الجسيم الذي تم اكتشافهquot;.