دموع على صديق راحل

بين أكبر بشاعات الحروب انتزاعها من الإنسان أجمل مراحل حياته على الإطلاق... طفولته! وبين أطفال سوريا من شاء له مصيره أن يحمل الكلاشنيكوف بدلا من لُعبة... وأن يرى الموت بعينيه البريئتين.


لندن: وجهه كتلة من الصدمة حين تعصف بكل ذرة في الجسد... خاصة جسد هذا الصغير الذي لا يتعدى عمره عشر سنوات.

وفي بنطلون الجينز الأزرق الداكن وقميص الـlaquo;تي شيرتraquo; الأسود وحذاء laquo;أديداسraquo; الرياضي، فهو لا يختلف عن أي صبي آخر خرج من داره ليلعب مع أقرانه. لكن هذا الصبي بالتحديد خرج لشأن آخر وللعبة مميتة. ولذا فقد أعدّوه لها بسترة واقية من الرصاص صارت فضفاضة حول صدره الصغير، وببندقية laquo;كلاشنيكوفraquo; تلازم ساعده اليمنى الغضة.

سلوى... المحارب الكبير يعزّي الصغير

وفي لحظة تلقي بالواقع المر كاملا أمام عينيه، يرى الصبي صديقا له في عمره اسمه أحمد، كان بين المدافعين مثله عن laquo;قلعة الحصنraquo; قرب حمص أمام تقدم القوات النظامية. ويسقط أحمد بعدما اخترق الرصاص جسده النحيل. ويهرع اليه شقيقه ومحاربون آخرون فيحملون جسده ويضعونه على الأرض ليفارق الحياة بعد أقل من خمس دقائق.
وكل هذا يحدث أمام ناظري الصبي الذي لا نعلم اسمه. فينخرط في عواء يحيل حلاوة الطفولة مرارة ما بعدها شيء... ويصرخ باسمه laquo;أحمد... أحمدraquo;!... لكن أحمد لا يجيب. ويضع محارب شاب يديه الثقيلتين على كتفي الصبي علّه يمنحه بعض السلوى.

المقاتلون يحملون جثة صديقه مرة وإلى الأبد

الصبي يضع يده على ركبته ويبكي... كيانه الصغير يحاول استيعاب معنى ما حدث، وما سيحدث. ثم يستوي واقفا وقد نهبت الدنيا طفولته مع صديقه... صار رجلا في لحظة واحدة... هكذا... ينظر الى الأفق البعيد... ويعيد حمّالة الكلاشنيكوف الى كتفه.

المأساة تلقي بثقلها الهائل على الجسد الصغير

وعلى هامش تقرير بعث به مراسل laquo;ديلي ميلraquo; البريطانية عن حرب الأسد على شعبه، نعلم أن هذا الصبي واحد من عدد متعاظم من الأطفال - وبعضهم لم يبلغ سن العاشرة نفسها - الذين يجنّدهم laquo;الجيش السوري الحرraquo; مدفوعا بيأسه إزاء النقص في العدة والعتاد أمام جيش الأسد.