مناصرون لجماعة الإخوان المسلمين في وسط طرابلس

جاءت أول انتخابات في ليبيا لتهدد بتمزيق البلاد، في وقت كانت الآمال مبنية عليها لبناء دولة ديمقراطية جديدة. ووقعت أحداث متعددة أسفر أحدها عن مقتل أحد مسؤولي الانتخابات.


أشرف أبو جلالة: في وقت يفترض أن تعمل فيه أول انتخابات تجرى في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود على بناء ليبيا جديدة، إلا انها جاءت لتهدد بدلاً من ذلك بتمزيقها إرباً إرباً. وأفادت في هذا السياق الأمم المتحدة بأن متظاهرين غاضبين من توزيع المقاعد في المجلس الوطني قاموا بإسقاط مروحية تابعة لسلاح الجو الليبي كانت تقوم بتسليم بطاقات الاقتراع في بنغازي يوم أمس الجمعة، ما أسفر عن مقتل أحد مسؤولي الانتخابات.

وفي طرابلس، هدد أحد المسلحين أحد المراقبين الدوليين بسكين في الشارع، بينما قامت كتيبة تتألف من عدة مقاتلين آخرين بفرض سيطرتها على فندق تقيم به أطقم المراقبة الرئيسة.

وإلى الجانب الغربي، وتحديداً في بني وليد، آخر معاقل دعم العقيد الراحل معمر القذافي، تعهد مسؤولون محليون تسليح المقاومة إذا حاولت الحكومة الموقتة أن ترسل جنودا أو ضباط شرطة لحماية مراكز الاقتراع. يذكر أن ليبيا تشهد منذ عقود معارك متكررة بين المناطق والقبائل، حيث يسعون إلى نيل حصة من الثروة النفطية ومميزات أخرى.

ومع هذا، ما زال يأمل كثيرون في بنغازي أن تمنح الانتخابات الخاصة باختيار مجلس وطني جديد، كما هو مقرر اليوم السبت، طريقة أكثر سلمية لتسوية الخلافات وتوزيع الغنائم دون الحاجة للقبضة الحديدية أو السلطة الممتدة لحكومة القذافي.

وفي هذا الصدد، أكدت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أنه في حال نجحت ليبيا في بناء ديمقراطية جديدة، فإنها لن تكون فحسب حالة نادرة في العالم العربي، بل ستكون أيضاً حالة فريدة من نوعها بين كبرى الدول المصدرة للنفط في العالم النامي.

لكن حتى قبل توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع، تهدد قوات القبائل والمناطق المتنافسة بتعريض حلم البداية الجديدة للبلاد إلى الخطر. ومضت الصحيفة تنقل في هذا السياق عن ديديريك فانديفال، وهو متخصص في متابعة الشأن الليبي في كلية دارتموث ويقوم بزيارة لطرابلس من أجل مراقبة العملية الانتخابية، قوله: quot;السياسة في ليبيا كانت عن المحسوبية. وأرى أنها سوف تتزايد عقب انتهاء الانتخاباتquot;.

ثم أعقبت الصحيفة بقولها إن المجلس الوطني الانتقالي الهش يحاول أن يسير شؤون البلاد منذ سقوط نظام القذافي، وقد سبق له أن وعد في البداية بأن يجري انتخابات لاختيار مجلس وطني يحكم البلاد لمدة 18 شهراً والعمل كذلك لوضع دستور جديد.

وتابعت الصحيفة بإشارتها إلى المشاكل التي واجهها المجلس بعد ذلك، على خلفية التظاهرات التي اندلعت بسبب التوزيع الإقليمي لمقاعد المجلس الوطني البالغة 200 مقعد ndash; وقام المجلس الوطني بخلخلة خطته الأولية في محاولة يائسة لتهدئة الاضطرابات.

وأضافت النيويورك تايمز أن الامتياز الخاص بالمساواة على الصعيد الإقليمي لم يوقف كذلك التظاهرات العنيفة على نحو متزايد ضد نظام الانتخابات. وهو ما برز من خلال عدة حوادث ضد مكتب انتخابي في مدينة أجدابيا ومرافق انتخابية في بنغازي وطبرق.