تباين ردود الفعل الدولية بعد مقتل وزير الدفاع السوريداوود راجحة وصهر الرئيس السوري ونائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت، ورئيس خلية الأزمة حسن توركماني، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق.


عواصم: دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون quot;بشدةquot; الهجوم الذي استهدف مقر الامن القومي في دمشق الاربعاء واودى بحياة ثلاثة مسؤولين عسكريين كبار في النظام السوري، مشيرا الى انه من quot;الملح للغايةquot; وقف اعمال العنف من طرفي النزاع في سوريا.

وفي بيان اصدره المتحدث باسمه، ابدى بان quot;قلقه الشديد من المعلومات حيال استخدام اسلحة ثقيلة من جانب قوات الامن السورية ضد مدنيين، بما في ذلك في منطقة دمشقquot;، على رغم التعهدات التي قطعهتها الحكومة السورية.

وأكد بان ان quot;اعمال العنف التي يرتكبها اي من الطرفين غير مقبولة وتمثل انتهاكاquot; لخطة السلام التي قدمها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان.

وعشية تصويت مرتقب في مجلس الامن الدولي على قرار تقدم به الغربيون بشأن سوريا، حض بان المجلس على quot;تحمل مسؤولياته والتصرف بطريقة جماعية وفعالةquot;. وقال ان quot;الشعب السوري يعاني منذ زمن بعيد، يجب ان ينتهي حمام الدم فوراquot;.

كما ادانت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون الأربعاء التفجير،ودعت مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية الى القيام ب quot;تحرك منسقquot;.

وقالت أشتون في بيان إن quot;الهجوم اليوم على مسؤولين سوريين كبار من الجيش والأجهزة الأمنية في دمشق يؤكد الحاجة الملحة الى تحرك منسق من مجلس الأمن والمجموعة الدولية لتطبيق خطة كوفي أنان للسلامquot;.

وأضافت quot;أدين الهجوم وأشعر بقلق عميق لتصاعد العنف وعواقبه المأسوية على الشعب السوريquot;.

ورأت ان لمن المهم ان quot;يتوقف العنف وان يبدأ جميع الاطراف البحث عن حل سلمي للنزاعquot;.

وقتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائب وزير الدفاع اصف شوكت صهر الرئيس السوري ووزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني رئيس خلية الازمة في تفجير انتحاري استهدف الاربعاء مبنى الامن القومي في وسط دمشق.

وفيما أدانت ايران وروسيا، حليفتا دمشق، التفجير الانتحاري، دعا وزيرا الدفاع الاميركي ليون بانيتا والبريطاني فيليب هاموند الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الى التنحي وسط تصاعد العنف وقالا ان الوضع quot;يخرج عن السيطرة بشكل متسارعquot;.

وقرر مجلس الأمن الدولي الاربعاء تأجيل التصويت على قرار أعدته دول غربية ويدعو الى فرض عقوبات على سوريا وذلك بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان، حسب مبعوثين، وذلك في أعقاب تفجير مقر الأمن القومي السوري والذي قتل فيه وزير الدفاع السوري داوود راجحة وصهر الرئيس السوري ونائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت، ورئيس خلية الازمة، معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت الذي ترأست بلاده صياغة قرار العقوبات بعد محادثات بين قوى كبرى quot;سنصوت على مسودة القرار صباح الغدquot; الخميس.

يأتي ذلك فيما بحثالرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي الاربعاء في النزاع الدائر في سوريا، من دون أن يتمكنا من تذليل الخلافات quot;المستمرةquot; بينهما حول هذا الملف، كما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن الكرملين.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان اوردته الوكالة انه quot;في المحصلة أظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية للوضع في سوريا وهدف التوصل الى حل. في الوقت نفسه فإن الخلافات مستمرة حول الطريقة العملية للتوصل الى هكذا حلquot;.

روسيا: ما حدث عمل quot;إرهابي

وصفت روسيا الاربعاء التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق واودى بحياة عدد من كبار المسؤولين الامنيين بأنه quot;ارهابيquot; وطالبت باعتقال من يقفون وراءه ومعاقبتهم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها quot;نتوقع التعرف إلى منظمي هذا العمل الارهابي في دمشق وأن يواجهوا العقاب الذي يستحقونهquot;.

من جانبه، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء أن quot;معارك حاسمةquot; تجري في سوريا مشيرًا الى أن بلاده لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الامن يساند quot;حركة ثوريةquot; في هذا البلد.

وصرح لافروف امام صحافيين على هامش لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن quot;معارك حاسمة تجري في سوريا. وتبني مشروع القرار (الغربي) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر الى حركة ثورية. واذا الامر يتعلق بثورة فلا علاقة للامم المتحدة بالامرquot;.

واشنطن: الأسد يفقد السيطرة على سوريا

فيما اعلن وزيرا الدفاع الاميركي ليون بانيتافي مؤتمر صحافي في البنتاغون ان الوضع في سوريا حيث وصلت المعارك الى العاصمة دمشق quot;يخرج عن السيطرةquot;.

وقال الوزير الاميركي quot;انه وضع يصبح سريعا خارجا عن السيطرة ولهذا السبب من المهم جدا العمل مع الدول الاخرى التي تشاطر هذا القلق بهدف ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على (الرئيس السوري بشار) الاسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلميquot;.

وقال البيت الأبيض الاربعاء إن الرئيس السوري بشار الاسد quot;يفقد السيطرةquot; على البلاد، وفي إشارة الى quot;زيادةquot; الانشقاقات وquot;زيادة قوة وتوحد المعارضةquot; قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي إن الحركة ضد الأسد تتزايد.
وقال فيتور quot;من الواضح أن نظام الأسد يفقد السيطرة على سورياquot;، مؤكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي لتجنب quot;حرب طائفية وأهلية طويلة ودمويةquot;.

واضاف أن quot;العديد من السوريين الذين كانوا موالين للنظام في السابق أصبحوا يعتبرون الاسد بمثابة المشكلة وليس الحل، كما أن المصاعب المالية التي يواجهها النظام تزدادquot;.
وقال quot;نحن نعمل بشكل ملح مع شركائنا الدوليين للعمل من اجل تحقيق انتقال سياسي في سورياquot;.
واضاف quot;كلما ازدادت سرعة حدوث هذا الانتقال، زادت فرص تجنب حرب اهلية طويلة ودموية وطائفية، وكلما استطعنا بشكل افضل من مساعدة السوريين على ادارة انتقال مستقر الى الديمقراطيةquot;.

فرنسا تدين التفجير

وأدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء quot;الارهابquot; بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع ونائبه صهر الرئيس السوري داعيا الى quot;ضرورة حصول انتقال سياسيquot; في سوريا.

وقال فابيوس امام اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين ان quot;الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما ادانت الارهاب. ونظرا الى درجة العنف يبدو ضروريا وماسا حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري ان يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقةquot;.
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاربعاء أن باريس تعتبر أن تشبث الرئيس السوري بشار الاسد بالسلطة quot;غير مجدquot;، ودعت آخر جهات داعمة للنظام السوري quot;الى أن تنأى بنفسها عن القمعquot;.

وقال برنار فاليرو ردًا على سؤال عن المعارك العنيفة الدائرة في دمشق: quot;على بشار الاسد أن يدرك بأن تشبثه بالسلطة غير مجد وأن لا شيء سيوقف مسيرة الشعب السوري نحو مستقبل ديمقراطي يتماشى مع تطلعاته. وعلى آخر الجهات الداعمة للنظام أن تدرك بأن القمع لا يؤدي الى نتيجة وندعوها الى أن تأخذ مسافة من القمع الدامي المستمر منذ 16 شهرًاquot;.

وتدور معارك تعتبر الاعنف منذ بدء حركة الاحتجاج في اذار/مارس 2011، منذ مساء الاحد في عدة أحياء في العاصمة السورية. وقتل وزير الدفاع السوري داود عبدالله راجحة في انفجار استهدف اليوم الاربعاء مبنى الأمن القومي في دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. وتأتي أعمال العنف هذه قبل ساعات على تصويت لمجلس الامن حول مشروع قرار يهدد سوريا بعقوبات ترفضها موسكو.

هيغ يحذر من دخول سوريا مرحلة من الفوضى

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين الامنيين السوريين الاربعاء تثبت الحاجة الى قرار دولي لإنهاء الأزمة.

وقال هيغ في بيان quot;نعلم عن تقارير بان وزير الدفاع السوري ونائبه قتلا واصيب عدد من المسؤولين في عملية انتحارية في دمشقquot;.

واوضح quot;هذا التفجير الذي ندينه يثبت الحاجة الملحة لإصدار قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا تحت الفصل السابعquot; الذي يجيز استخدام القوة.
وقال هيغ إن سوريا تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار ومن الضروري التوصل الى موقف حازم في مجلس الأمن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية.

وصرح هيغ للصحافيين خلال زيارة لليتوانيا quot;من الواضح ان الوضع يتدهور بسرعةquot; في سوريا.

واضاف أن quot;حدة الاشتباكات تتكثف وهناك تقارير عن معارك تدور كل ليلة في دمشق والدليل على ذلك ارتفاع عدد اللاجئينquot; السوريين.

وتابع quot;ان سوريا مهددة بحالة من الفوضى والانهيار أسوأ من الوضع الذي كانت عليه في الاشهر الماضيةquot;.

واوضح quot;لهذا السبب من الملح ليس فقط إصدار قرار في مجلس الأمن بل قرار يفضي الى حل للمشكلة للتقدم نحو عملية سياسية وتشكيل حكومة انتقالية في سورياquot;.

ميركل تشدد على ضرورة صدور قرار دولي عاجل حول سوريا
هذا وشددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الأمن الدولي بعد الاعلان عن تفجير انتحاري في دمشق.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا quot;هذا يثبت ان تبني الأمم المتحدة قرارا جديدا ضرورة عاجلةquot;. وأتى تصريحها ردا على سؤال حول التفجير الانتحاري في دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع وصهر الرئيس السوري ومسؤول خلية الازمة بحسب التلفزيون الرسمي السوري وناشطون.
وافادت ميركل انها quot;قرأت معلوماتquot; حول الهجوم من دون تأكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين.

وقالت quot;ادعو جميع الاطراف في مجلس الامن الدولي الى الاتفاق على قرار مشتركquot;.

وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعا طارئا الاحد في الدوحة
من جهته، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا الاحد المقبل في الدوحة لبحث الاوضاع في سوريا عقب التفجير الذي وقع في مقر الامن القومي في دمشق الاربعاء والذي وصفه بأنه quot;تطور مؤثرquot;.

وصرح العربي للصحافيين ان تفجير دمشق quot;تطور مؤثر في مسار الاحداث التي تشهدها سورياquot; مضيفا quot;حذرت مرارا من ان العنف يولّد دائما عنفا مضاداquot;.

وأكد أن الجامعة quot;تتابع باهتمام تلك التطورات ويؤدي الى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا الى حرب أهلية، تؤدي الى انفجار الأوضاع، ليس فى سوريا فحسب وانما في المنطقة بأكملهاquot;.

واكد العربي ان quot;المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل في التجاوب الفوري مع المطالب المشروعة للشعب السوري في الانتقال السلمي الى نظام ديمقراطي سليم، يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامةquot;.

واوضح العربي ان وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا طارئا الاحد في الدوحة لبحث التطورات في سوريا عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الذي كان مقررا سلفا عقده في ذلك اليوم في العاصمة القطرية.

ايران تدين التفجير الانتحاري في دمشق

وأدان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي التفجير الانتحاري كما ذكرت الاربعاء وكالة الانباء الايرانية.

واضافت الوكالة ان quot;علي اكبر صالحي أدان خلال اتصال هاتفي مع وليد المعلم (وزير الخارجية السوري) هذا العمل الارهابي الذي وقع اليوم في دمشقquot;.

وقتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائب وزير الدفاع اصف شوكت صهر الرئيس السوري ووزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني رئيس خلية الازمة في تفجير انتحاري استهدفهم، وتدعو ايران، ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، الى الحوار بين السلطة والمعارضة لانهاء النزاع.

من جهة اخرى، طالب وزير الخارجية الايراني ب quot;الوقف الفوري ... للتدخلات الخارجية وعمليات إرسال الاسلحة الى سوريا (عن طريق التهريب) ودعم بعض الاطراف الاقليمية والدولية للاعمال الارهابيةquot;، كما جاء في بيان نشرته الوكالة الايرانية.

واكد البيان الرسمي ان quot;جمهورية ايران الاسلامية تدين كل عنف وعمل تخريبي وتعتبر ان الحوار هو الحل الوحيد لانهاء الازمة السوريةquot;.

وتتهم ايران بعض البلدان الغربية والعربية بدعم المقاتلين السوريين عسكريا عبر تزويدهم بالاسلحة.