تفجير دمشق زرع حالة من الأمل والقلق بين المسؤولين الأميركيين

في وقت تحملت فيه الحكومة السورية ضغوطًا على مختلف المستويات لفترة زادت عن السنة، أتى الانفجار الذي أودى بحياة ثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين ليظهر مدى ضعف النظام السوري ويزرع حالة من الأمل والقلق بين المسؤولين الأميركيين.


القاهرة: منذ عدة أشهر وكبار أفراد إدارة الرئيس باراك أوباما يزعمون أن نظام الرئيس بشار الأسد على وشك الانهيار، في الوقت الذي تحملت فيه الحكومة السورية على مدار أشهر انقضاضات من جانب المعارضة وعقوبات اقتصادية وضغوطًا دولية لتسوية الأزمة.

وأشارت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن الانفجار الذي أودى بحياة ثلاثة على الأقل من كبار المسؤولين الأمنيين في سوريا يوم أمس، هو أوضح مؤشر حتى الآن على ضعف حكومة الأسد، وهو الانفجار الذي جاء ليولد حالة من الأمل والقلق بين المسؤولين الأميركيين والمحللين وهم يراقبون تداعيات الوضع.

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، خلال تصريحات أدلى بها لمجموعة من وسائل الإعلام، إن الوضع في سوريا يخرج بشكل سريع عن نطاق السيطرة. وهو التصريح الذي تزامن مع التحذير الذي وجهه الرئيس أوباما لنظيره الروسي، فلاديمير بوتن، من خلال مكالمة هاتفية صباح يوم أمس الأربعاء، في ما يتعلق بأن استمرار دعم بلاده للأسد سوف يضع موسكو quot;على الجانب الخطأ من التاريخquot;.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن أياً من الجهود التي تم بذلها قد نجحت في كسر الجمود السياسي، وذلك في الوقت الذي أُرجِئ فيه تصويت حاسم من جانب مجلس الأمن بشأن ما إن كان سيتم فرض عقوبات مشددة على سوريا أم لا، وفي الوقت الذي قال فيه سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إنه لن تتم الإطاحة بالرئيس الأسد.

وسواء أضحى التفجير الذي شهدته دمشق يوم أمس لحظة فاصلة أو موقتة، فإن انتكاسة نظام الأسد تعتمد على قدرة سوريا على الاحتفاظ بتماسك وثقة الجيش على مدار الأيام القليلة المقبلة، على حسب ما ذكره محللون أميركيون في هذا السياق.

ومضت الصحيفة تنقل عن جويل رايبيرن، العقيد في الجيش الأميركي والمعلم في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، قوله: quot;أظهر الهجوم أن الثوار توغلوا بعمق في جهاز النظام الأمني، وأن جزءا من بنية النظام الأمنية من الممكن أن يستخدم ضدهquot;.

وأوضحت الصحيفة كذلك أن الأشخاص المقربين من بشار الأسد ربما يلتزمون بالتوحد والوقوف وراء الرئيس نظراً لعدم وجود أي بديل آخر أمامهم سوى التصدي لمحاولات الانقضاض على السلطة من جانب الثوار. لكن وحدات الجيش السوري، المحتشدة في الدفاع عن العاصمة، قد تبدأ في التفكك على مدار الأيام المقبلة.

وأعقبت الصحيفة بتأكيدها أن أي تحرك من جانب نظام الأسد لنقل الكتائب إلى العاصمة من أجزاء أخرى بسوريا من الممكن أن يشجع الثوار في المناطق النائية وقد يكون إشارة دالة على أن النظام أضحى على وشك الانهيار. وقال مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية للشؤون العسكرية والسياسية أثناء فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش: quot;استمرار النظام مرهون باستمرار الجيش. فعندما بدأنا مشاهدة انشقاق وحدات النخبة، كانت تلك بالفعل هي بداية النهاية للعبة الدائرة هناكquot;.

كما شدد محللون على أهمية النتائج التي قد تتمخض عن تسبب هجوم الأمس في زيادة معدل الانشقاقات في الجيش. وقال دانييل بيمان وهو أستاذ لدى جامعة جورج تاون ومحلل سابق لدى وكالة السي آي إيه :quot; الصراع الدائر في سوريا هو حرب بشأن الانشقاقات تتركز على حسابات بداخل الدولة عن توقيت التخلي عن النظامquot;.

وأشار مسؤولون استخباراتيون أميركيون إلى أن المحللين لم يصلوا لنتائج بشأن الجهة التي تقف وراء الهجوم، حتى مع ظهور جماعتين تعلنان عن مسؤوليتهما عن الحادث. فيما قلل محللون استخباراتيون أميركيون من احتمالية تورط القاعدة في الهجوم.

وختمت الصحيفة بنقلها عن فالي نصر، عميد كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتطورة، قوله:quot;إذا بدأ يتهاوى النظام، فإن هناك أخطاراً بتولد مزيد من العنف والغموضquot;.