عناصر من الجيش الحر يسيطرون على أحياء في دمشق

القاهرة: قال بسام الدادة، المستشار السياسي للجيش الوطني الحر في سوريا، إن بعض رجال المخابرات العسكرية وضباطا آخرين في جيش النظام السوري يتعاونون معنا، وأمدونا بمعلومات مخابراتية ساعدتنا في استهداف موكب الرئيس بشار الأسد وفي تنفيذ تفجير مبنى الأمن القومي في دمشقquot;.

وأضاف الدادة الذي يقيم في تركيا حاليا، أن الجيش الحرّ طلب من هؤلاء الضباط عدم الانشقاق عن الأسد حتى تتم الاستفادة منهم مجددًا. وتابع: quot;التفجيرات الأخيرة هي بداية النهاية لنظام الأسدquot;، مشيرا إلى أن quot; الرئيس السوري أصيب في عملية استهداف موكبهquot;.

وأوضح أن الشعب السوري الذي ناضل من أجل حريته على مدار عام ونصف مضت، قادر على إدارة شؤونه بعد رحيل النظام الحالي، لأنه بات أكثر وعيا بمصلحته، مشيرا إلى أن المعارضة السورية استطاعت إنجاز أمور هامة تتعلق بمستقبل البلاد. وكشف الدادة عن التفاصيل الدقيقة لعمليتي quot;الأمن القوميquot; وquot;موكب الأسدquot;.

وقال الدادة إن تفجير مبنى الأمن القومي هو quot;بداية انهيار نظام الأسد، كما أنه نصر مشرف لرجال الجيش الحر، لأنهم بإمكانيات بسيطة جدا، نجحوا في تنفيذ هذا العمل، رغم السرية والاحتياطات الأمنية التي يتخذها النظامquot;.

وأضاف quot;هذا التفجير من إنتاج وإخراج الجيش الحر، وهو ليس الأول من نوعه، فقبله بيوم تم تفجير موكب الأسد، ولكن النظام السوري يقلل من تأثيرهquot;. وحول الإعداد لاستهداف الموكب قال إن العملية تم الإعداد لها على مدار أكثر من شهر بعد أن وصلتنا معلومة حول الطريقة التي يتحرك بها موكب الأسد.

وفي التفاصيل قال quot;يوجد نفق يمتد بطول كيلومتر من قصر المهاجرين (أحد القصور الرئاسية) إلى حي الروضة (حي السفارات)quot; في العاصمة، وفي حال رغبة الأسد في مغادرة القصر يتجه إلى مبنى تابع لإحدى السفارات الغربية عبر النفق، ثم يخرج من هذا المبنى في موكب يتكون من ثلاث سيارات لها اللون نفسه، وتحمل لوحات معدنية مكتوب عليها عبارة هيئة دبلوماسية، ونحن قمنا بتتبعها وأنجزنا العمليةquot;.

وأوضح الدادة أن الأسد لا يثق في المقربين منه، ولذلك فهو يستخدم سيارات ألوانها متشابهة، خوفا من قيام أحدهم بالإبلاغ عن لون السيارة التي يستقلها. وقال الدادة quot;التفجير الذي نفذناه استهدف السيارات الثلاث، ودمر إحداها تماما، ولدينا معلومة شبه مؤكدة أن الرئيس السوري كان بهذه السيارة، ونعتقد أنه مصاب الآنquot;.

وحول استهداف مبنى الأمن القومي قال quot;الإعداد لهذه العملية أخذ وقت طويلا امتد لأكثر من شهرين، حيث أرسلنا كتيبتين تابعتين للجيش الحر قبل 60 يوما إلى دمشق، و5 كتائب أخرى الأسبوع الماضي، للإعداد لهذا التفجيرquot;. وحول ما تردد أن العملية تمت عبر قيام شخص بتفجير نفسه أكد quot;نحن ضد هذه النوعية من الأعمال الانتحارية، لأننا نقدر قيمة الإنسان، ولا يمكن أن نضحي بأي فرد مهما كانت الفوائدquot;.

وتابع quot;تم بمساعدة بعض رجال المخابرات العسكرية وضباط آخرين في الجيش النظامي، وهم موالون للثورة ويتعاونون معنا، لكننا طالبناهم بعدم الانشقاق عنه، حتى نستفيد منهم مجددا، مثلما ساعدونا في رصد الغرفة التي يعقد فيها رجال الاسد القادة اجتماعاتهم، بل ورصدنا أيضا أبعاد طاولة الاجتماعات التي يجلسون عليها وعرفنا أن طولها 4 أمتار، وعرضها متر وربع، وقمنا باستهدافهاquot;.

وعند سؤاله عن المواد المستخدمة في التفجير قال quot;متفجرات عادية جدا، فعندما يكون الهدف محددا، والمساحة ضيقة كما يظهر من أبعاد طاولة الاجتماعات يكون التفجير أعمقquot;. وأكد أن هناك quot;الكثير من الأسرار سنكشفها لاحقا، لا يمكننا البوح بها في هذا التوقيتquot;.

وحول جهوزية المعارضة لمرحلة ما بعد الأسد أشار الدادة إلى أنّ quot;الشعب السوري الذي ناضل من أجل حريته على مدار عام ونصف مضت، قادر على إدارة شؤونه بعد رحيل النظام، لأنه بات أكثر وعيا بمصلحتهquot;.

وقال إن الخلافات بين أطياف المعارضة quot;تتواجد عامة بين أطياف المعارضة في أي دولة، ولكن رغم ذلك اتفق الجميع، باستثناء الأكراد، على وثيقتي العهد الوطني والمرحلة الانتقالية بعد سقوط الأسدquot;.

وعند سؤاله ولماذا لم يوافق الأكراد على الوثيقتين؟ قال quot;الأكراد يمثلون 5 % من الشعب السوري، وهم متفرقون في مناطق مختلفة، وما طالبت به قياداتهم أكبر بكثير من حجمهم، ومع ذلك أستطيع أن أقول إن هذه القيادات لا تمثل الأكراد، وما نسمعه من الأكراد أنهم بريئون منهم، فمعظمهم له أجندات خارجية يعمل لهاquot;. وأضاف quot;الشارع نفسه هو من سيلفظها عندما يكتشف أنها تعمل ضد مصلحتهquot;.