يتهم معارضون سوريون رئيس مكتب الأمن القومي، هشام بختيار الذي توفي متأثرا بجروحه التي أصيب بها في انفجار دمشق، بأنه الرجل الغامض ذو المهام الأمنية أدار ملف التشيع في سوريا، وعمل على رفع وتيرته خلال فترة تسلّمه المراتب الأمنية، ما أثار الكثير من الغضب والحنق عليه.


دمشق: جاء إعلان حزب البعث الحاكم في سوريا عن وفاة رئيس مكتب الأمن القومي، هشام بختيار، متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مبنى المكتب في دمشق الأربعاء الماضي، ليسدل الستار على واحد من أكثر رجالات النظام السوري غموضاً إلى جانب العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع.

وقالت القيادة القطرية لحزب البعث -في بيان بثه التلفزيون الرسمي- إنها تنعى quot;إلى جماهير شعبنا الرفيق هشام بختيار عضو القيادة القُطرية رئيس مكتب الأمن القومي الذي استشهد قبل ظهر اليوم متأثرا بجراحهquot;.

ولد رئيس مكتب الأمن القومي السوري، هشام بختيار، في 20 تموز عام 1941 في دمشق، وشغل بختيار، الذي تعود جذوره إلى أصول فارسية، ويصفه البعض بأنه quot;رجل إيران داخل سوريا،quot; منصب مدير إدارة المخابرات العامة بين العامين 2001 و2005، وعين في منصب رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري منذ حزيران 2005.

وفي عام 2006، فرضت الولايات المتحدة على بختيار عقوبات للدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة السورية لبعض الجماعات الارهابية، بما في ذلك حزب الله.

صورة أرشيفية لرئيس مكتب الأمن القومي السوري السابق هشام بختيار

ووفقا للولايات المتحدة، فإنه عندما كان مديراً لإدارة المخابرات العامة، أدار بختيار أنشطة quot;ساهمت بشكل كبير في الوجود العسكري والأمني للحكومة السورية في لبنانquot;، وتنسب اليه عمليات قتل واختطاف.

وهو أبرز المتهمين في قضية اغتيال الزعيم اللبناني السابق كمال جنبلاط. وتتحدث تقارير عن أنه كلف بإخماد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في درعا مع بداية التحركات الاحتجاجية فيها. وكأحد اعمدة النظام السوري، شارك بختيار بفعالية في اجتماعات خلية الازمة.

قام هشام البختيار بترخيص 10 مدارس ثانوية شيعية، كما رخص إنشاء الحوزات الشيعية وجعلها أمراً شرعياً منظماً في سوريا. كما قدم الكثير من التسهيل للطلاب الشيعة في سوريا.

يتهمه أنصار المعارضة بتسلم لواء التشيع في سوريا، ومحاربته وملاحقته لكل من كان يجرؤ على الحديث عن هذا الملف السوري الحساس، ولا سيما من قبل رجال الدين المعارضين.

وتمكن هشام بختيار من زرع دعاة التشيع في وزارة التعليم العالي، فعين الدكتور هاني مرتضى، رئيس جامعة دمشق الأسبق، وزيرا للتعليم العالي، الذي عين بدوره الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى أمينا لجامعة دمشق، ثم عين الدكتور عباس صندوق (الشيعي).

وفي وزارة التربية، عين هشام بختيار الدكتور علي سعد (مرشدي) الذي حارب التعليم الشرعي، وطالب بتأليف كتاب تربية دينية لكل طائفة (دروز، علوية، إسماعيلية، شيعة، سنة).

وبعد أن عين هشام بختيار الدكتور محمد السيد (المتشيع) وزيراً للأوقاف، قام بإضعاف التعليم الشرعي السني، ومنع إحداث ثانويات شرعية جديدة.

ومنع قبول الطلاب الأجانب والعرب في أي مؤسسة تعليمية سورية، ومنع منحهم إقامات، ومنع التمويل الخارجي لهذه المؤسسات، وأعفى كبار القائمين على التعليم الديني من عملهم مثل (عبد الرزاق الحلبي، سارية الرفاعي، والدكتور عبد الفتاح البزم، ود. حسام فرفور، والشيخ صلاح كفتارو، ود. عبد السلام راجح).

كما أوكل هشام بختيار إلى عبد الله نظام، المعروف بكونه عميل السفارة الإيرانية في سوريا، وعينها على كلية الشريعة في جامعة دمشق، تنقية مناهج الثاويات الشرعية (السنية) من الأمور التي لا يرضى عنها الشيعة.

ويرى كثير من أنصار ونشطاء المعارضة السورية أن الرجل الغامض ذو المهام الأمنية أدار ملف التشيع في سوريا، وعمل على رفع وتيرته خلال فترة تسلمه المراتب الأمنية، ما أثار الكثير من الغضب والحنق عليه، وعلى النظام بوجه عام.