من المتوقع أن يستحوذ الملف السوري على الجزء الأكبر من جدول أعمال القمة الإسلامية التي دعا إليها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة الثلاثاء القادم، بينما ستحضر ملفات أخرى وأهمها الموضوع الفلسطيني، وقضية المسلمين في بورما، والأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلدان العالم الإسلامي.


جدة: يعقد قادة 57 بلدًا عضوًا في منظمة التعاون الاسلامي قمة استثنائية في مكة المكرمة بدعوة من السعودية بينما سيكون الوضع السوري محورها الأساسي. وقال اكمل الدين احسان اوغلي الامين العام للمنظمة لوكالة فرانس برس إن quot;الملف السوري سيكون على رأس اولويات القادةquot; الذين يجتمعون بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

واضاف أن quot;سوريا لن تكون ممثلة في القمة الاسلاميةquot;، مشيرًا الى quot;توصية من اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين بتعليق عضويتها في المنظمةquot;. واوضح أن هذه التوصية quot;ستعرض على وزراء الخارجية لاقرارها، ولذلك حتى الان ليست حاضرةquot;.

كما لم تدعُ المعارضة السورية حتى الاحد الى القمة، كما قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الذي دعا المشاركين الى quot;دعم ومساندة الثورة السورية والجيش السوري الحرquot;. وتعقد القمة بينما تواجه الاسرة الدولية المنقسمة جدًا، صعوبة في التوصل الى تسوية في سوريا حيث أدت اعمال العنف وقمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد الى سقوط اكثر من 21 الف قتيل، حسب منظمة غير حكومية.

ويمكن أن تؤثر مشاركة الرئيس محمود احمدي نجاد في القمة على امكانية اتخاذ موقف موحد للدول الاسلامية. وكانت طهران نظمت قبل ايام من قمة مكة المكرمة مؤتمرًا شاركت فيه خصوصاً روسيا والصين، حليفتا دمشق ايضًا، دعا الى quot;حوار وطنيquot; بين المعارضة والحكومة.

وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث لفرانس برس إن الدعوة السعودية لعقد القمة quot;جاءت بعد استنفاد كافة الخيارات المتاحة لحل الازمة السوريةquot;. واضاف quot;اتصور أن تخرج (القمة) بقرار يجيز انتقالاً سلميًا للسلطة في سوريا، مدعوم اسلامياً من قبل الدول المشاركة بمعنى تنحي الرئيس وتشكيل حكومة وطنيةquot;.

وتابع quot;نحن امام سيناريو بنغازي الليبية هو سقوط حلب بيد الثوار واستيلاؤهم على المطار والمواقع الحكومية ثم الزحف التدريجي الى دمشق لكن هذا لا يعني بأي حال السقوط القريب بل المزيد من القتال المحلي والمواجهة العسكرية بين الطرفين وفي نهاية المطاف سيحقق الثوار ما يريدونquot;.

من جهته، توقع المحلل السعودي يحيى الامير أن quot;تعيد القمة الاعتبار للعمل الاسلامي المشتركquot;. وقال الامير لوكالة الأنباء الفرنسية إن quot;ايران تقف اليوم وحيدة في دعمها للنظام السوري، وبالتالي لم تعد القضية موقفاً ايرانياً مقابل موقف سعودي، بل اصبحت القضية موقفاً ايرانياً مقابل موقف العالم العربي والاسلامي الى جانب المجتمع الدولي باستثناء روسيا والصينquot;.

واضاف: quot;اعتقد حتى لو كان هناك صوت ايراني داعم للنظام السوري سيكون صوتًا وحيدًا ونشازًا وسيغرق في وسط الاصوات المجمعة على ادانة النظام والاصرار على التخلص منه وانقاذ الشعب السوريquot;. ودعا سيدا القمة الى quot;وقفة قوية لوقف عملية القتل اليومية وارغام النظام على الرحيلquot;. وطلب من القمة quot;فرض مناطق حظر جوي في الشمال (قرب الحدود التركية) والجنوب (قرب الحدود الاردنية)quot; واقامة quot;ملاذات آمنة لشعبنا وممرات آمنة لايصال الاغاثة الى الداخلquot;.

ملفا فلسطين وبورما حاضران

كما اكد اكمل الدين احسان اوغلي أن قمة مكة المكرمة ستبحث ايضًا في الملف الفلسطيني وقضية الروهينجيا المسلمين في بورما. وقال إن quot;العالم الاسلامي اليوم يواجه تحديات لم يشهدها منذ الحرب العالمية الاولى ولا بد من النظر في طريقة جديدة نتعامل معها مع العالم المعاصرquot;. وكانت منظمة التعاون الاسلامي اعلنت السبت أنها حصلت على موافقة الحكومة البورمية على تقديم مساعدات الى النازحين من اقلية الروهينجيا في هذا البلد.

وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية أن الرئيس محمود عباس سيقدم خطة شاملة لتطوير مدينة القدس خلال القمة الإسلامية، وقال اشتية إن المطلوب من الدول العربية والاسلامية في هذه القمة التي دعا اليها العاهل السعودي بعنوان (قمة التضامن الاسلامي) هو توفير التمويل اللازم لهذه الخطة لدعم القدس وأهلها ولمقاومة الهجمة التهويدية والاستيطانية التي تتعرض لها.
وطالب اشتية في حديث مع صوت فلسطين المجتمعين بتحمل مسؤولياتهم تجاه القدس ومقدساتها، وأن يكون لهم رد قوي وصوت واضح لانقاذ المدينة التي وصفها بـquot;الحزينةquot; جراء مسلسل التهويد والاستيطان المتواصل معربًا عن الأمل في أن يقدموا الدعم السياسي للسلطة الوطنية.

البشير يشارك رغم قرار المحكمة الجنائية الدولية

ويشارك الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بالقمة الإسلامية في تحدٍ جديد للمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت قراراً سابقًا بتوقيفه. ويشارك وزير الخارجية السوداني علي كرتى الاثنين في اجتماع وزراء منظمة التعاون الإسلامي، والذي تستضيفه مدينة جدة، وذلك للتحضير للقمة الإسلامية التي تبحث أوضاع المسلمين وسبل مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الأمة الإسلامية، وتنفيذ المشاريع المشتركة بين دول العالم الإسلامي بكل المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية والسياسية والعسكرية، والعمل على تحقيق الاستقلالية الإسلامية من تأثير الدول الأجنبية، ووضع الخطط المستقبلية لتحقيق الريادة بجميع المجالات في البلدان الإسلامية.