تحول مقر القمة إلى منبر لانتقاد النظام السوري

آخر تحديث: الخميس 30 اغسطس الساعة 12:00 ت. غ

تحوّلت القاعة، حيث افتتاح قمة دول عدم الانحياز، إلى مساحة حرية تتجاوز الدولة المضيفة، الداعمة للنظام السوري، فتعالى التنديد بعمليات قتل المدنيين وقمع المعارضين في سوريا، ما دفع بالوفد السوري إلى الانسحاب فور تناول الأزمة التي يمر بها بلده.


طهران: تحول مقر قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في طهران اليوم إلى منبر للتنديد بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وما إن بدأ الرئيس المصري محمد مرسي كلمته حتى سارع إلى إدانة عمليات القتل والقمع التي تقوم بها قوات الأسد في سوريا، وندد مرسي الخميس بـquot;النظام الظالمquot; فيدمشق.

وقال مرسي في طهران إن quot;الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي ونجحت في تحقيق أهدافها السياسية لنقل السلطة إلى الحكم المدنيquot;، مضيفاً أنها بدأت بعد ايام من ثورة تونس وتلتها ليبيا واليمن واليوم quot;الثورة في سوريا ضد النظام الظالمquot;.

واكد مرسي أن مصر quot;على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سوريا وتدعو الأطراف الفاعلة الى اتخاذ مبادرتها من اجل وقف نزيف الدم وايجاد حل للازمةquot;. وغادر الوفد السوري قاعة القمة اثناء القاء مرسي خطابه، الذي وصف فيه النظام السوري بأنه quot;ظالمquot;. وقالت الوكالة الرسمية إن quot;الوفد السوري انسحب حين بدأ الرئيس مرسي بالحديث عن الملف السوريquot;.

واتهمت دمشق مرسي بالتحريض على سفك الدم السوري، ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن الوفد السوري انسحب من القاعة quot;احتجاجًا على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجًا عن تقاليد رئاسة القمة، ويعتبر تدخلاً بشؤون سوريا الداخلية ورفضاً لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوريquot;.

وبحث الرئيس الايراني ونظيره المصري الازمة السورية والعلاقات الثنائية المقطوعة منذ اكثر من ثلاثين عامًا، على ما افاد نائب وزير الخارجية الايراني. وقال حسين امير عبداللهيان لشبكة تلفزيونية ايرانية إن الرئيسين quot;شددا على ضرورة تسوية الازمة السورية بالسبل الدبلوماسية ومنع أي تدخل أجنبيquot; في سوريا.

خامنئي يتجنب الملف السوري

فيما حاول المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الخميس الابتعاد عن الملف السوري وعدم التطرق إليه،والتركيز على العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على إيران، منددًا بـquot;الديكتاتورية الواضحةquot; لمجلس الامن الدولي، وتجاهل تمامًا في كلمته الأوضاع في سوريا.

وقال خامنئي في خطابه الافتتاحي وخصوصاً بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن quot;مجلس الامن لديه هيكلية غير عقلانية وغير عادلة وغير ديموقراطية على الاطلاق، وهذه تعتبر ديكتاتورية واضحةquot;. وأكد خامنئي أن ايران quot;لن تسعى ابدًا الى امتلاك السلاح النوويquot;.

لكن خامنئي اكد ايضاً من جديد أن الجمهورية الاسلامية quot;لن تتخلى ابدًا عن حق الشعب الايراني في استخدام الطاقة النووية لغايات سلميةquot;. ووصف استخدام اسلحة نووية أو اسلحة دمار شامل أخرى بأنه quot;خطيئة كبرى لا تغتفرquot;.

وحول العقوبات الاقتصادية الغربية الهادفة للضغط على ايران في الملف النووي، قال المرشد الاعلى للجمهورية إن quot;عقوبات مثل تلك التي يقولون إنها quot;تصيب بالشللquot;، ليس فقط لا ولن تشلنا وانما تجعل خطواتنا اثبت وتزيد من تصميمنا وتعزز ثقتناquot;.

بان كي مون يدين انكار ايران لمحرقة اليهود
وانتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ايران بسبب رفضها تطبيق قرارات الامم المتحدة المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل وتهديداتها لاسرائيل. وقال إن ايران quot;يجب أن تلتزم بالكامل بقرارات مجلس الامن ذات الصلة وأن تتعاون بعمق مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; محذرًا من اندلاع quot;دوامة عنفquot; على خلفية المسألة النووية الايرانية.

واضاف quot;بما فيه مصلحة للسلام والامن في المنطقة والعالم، اطلب بالحاح من الحكومة الايرانية اتخاذ الاجراءات اللازمة لاعادة الثقة الدولية بخصوص الطابع المحض سلمي لبرنامجها النوويquot;. ودعا الامين العام للامم المتحدة ايضاً قادة quot;كل الاطرافquot; في الازمة النووية الايرانية الى quot;وقف التهديدات الاستفزازيةquot; التي يمكن أن quot;تتطور سريعًا الى دوامة عنفquot;.

وكان يشير الى تهديدات اسرائيل بشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية الايرانية. من جانب آخر ندد بان كي مون بشدة في خطابه بانكار ايران لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية ولحق اسرائيل في الوجود.

وقال بان كي مون امام القادة الايرانيين الرئيسيين quot;ارفض بحزم أي تهديد من دولة عضو (في الامم المتحدة) بتدمير أخرى أو تعليقات مهينة تنكر حقائق تاريخية مثل الهولوكوستquot;. واضاف أن quot;القول إن دولة أخرى عضو في الامم المتحدة ليس لها الحق في الوجود أو وصفها بعبارات عنصرية ليس فقط امرًا سيئًا وانما يهدد ايضًا المبادىء (الامم المتحدة) التي التزمنا بالدفاع عنهاquot;.

وافتتحت قمة دول عدم الانحياز في طهران الخميس بحضور رؤساء دول أو حكومات أو مسؤولين كبار من الدول الاعضاء الـ 120 ،بحسب الصور التي بثها التلفزيون الرسمي الايراني. وبث التلفزيون الرسمي مشاهد لاعمال القمة المنعقدة في ظل اجراءات امنية مشددة في شمال طهران، ويشارك فيها ممثلون من عدد كبير من الدول النامية.

وهذه القمة ال16لحركة عدم الانحياز ستعطي ايران الرئاسة الدورية لثلاث سنوات لهذه الحركة التي ترغب طهران في تنشيط دورها لمواجهة القوى الكبرى وخصوصًا الغربية منها.

29 رئيس دولة وحكومة يشاركون في القمة

وحضر 29 رئيس دولة وحكومة افتتاح القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز،بينما تتمثل غالبية اعضاء الحركة على المستوى الوزاري، حسب معلومات نشرتها وسائل الاعلام الايرانية.

وصول المالكي إلى طهران للمشاركة في القمة

ويقدم القادة الايرانيون ووسائل الاعلام القمة على أنها دليل على فشل الغربيين في عزل ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الذي أدى الى فرض عقوبات عليها من الامم المتحدة.

والدول الرئيسية الممثلة على اعلى مستوى الهند (رئيس الوزراء منموهان سينغ) وافغانستان (الرئيس حميد كرزاي) وباكستان (الرئيس آصف علي زرداري) ومصر (الرئيس محمد مرسي) والعراق (رئيس الوزراء نوري المالكي) وسوريا (رئيس الحكومة وائل الحلقي) ولبنان (الرئيس ميشيل سليمان).

وبين دول الخليج المجاورة لايران، وحدها قطر ممثلة بأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

كما يحضر القمة رئيسا السودان عمر حسن البشير وزيمبابوي روبرت موغابي بينما ارسلت كوريا الشمالية رئيس مجلس رئاسة الجمعية الشعبية العليا كيم يونغ نام. اما كوبا وفنزويلا، الدولتان الحليفتان لايران، فقد تمثلتا على التوالي بنائب الرئيس ووزير الخارجية.

وتتمثل السلطة الفلسطينية برئيسها محمود عباس، بينما تتمتع فلسطين بعضوية كاملة في المنظمة التي تضم 120 عضوًا. ويحضر هذه القمة ايضاً الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والامين العام للجامعة العربي نبيل العربي.