جانب من فيلم laquo;الإسلام: القصة غير المرويّةraquo;

بعدما أثارت laquo;بي بي سيraquo; غضب الجالية الباكستانية في بريطانيا ببثّها مسلسلاً تلفزيونيًا فكاهيًا يمسّها، تجد laquo;تشانيل 4raquo; المستقلة أنها في عين عاصفة أخرى لبثّها فيلمًا وثائقيًا عن تاريخ الإسلام يقول منتقدوه إنه يزوّر الحقائق ويصوّر الاسلامباعتباره laquo;دينًا مصطنعًاraquo;.


لندن: تلقت قناة التلفزيون البريطانية المستقلة الرابعة Channel 4 laquo;تشانيل 4raquo; ردود أفعال غاضبة من عدد من المسلمين بعد بثّها فيلمًا وثائقيا عن تاريخ الإسلام الأسبوع الماضي ضمن سلسلة من أفلام مشابهة عن ديانات العالم.

ووفقًا للصحف البريطانية التي تداولت النبأ فقد تسلمت القناة وlaquo;مكتب الاتصالاتraquo;، المعروف باسمه المختصر laquo;أوفكومraquo;، قرابة الـ550 رسالة شكوى من الفيلم المعنوَن laquo;الإسلام: القصة غير المرويّةraquo; يقول أصحابها إنه يشوّه تاريخ الإسلام. وكان منبع الشكوى هو تحقيق صانع الفيلم ومقدّمه، توم هولاند، في أصول الديانة الإسلامية ونصوصه المبكرة.

وبضمن ما يقوله هولاند، وهو مؤرخ وكاتب روائي ومسرحي انكليزي من خريجي جامعة كيمبريدج، إنه لا يوجد في الكتابات المعاصرة الكثير الذي يُعتمد عليه عن حياة النبي محمد، وإن أولى الوثائق التاريخية التي تتناول سيرته لم تكتب إلا بعد 60 عامًا من وفاته. ويقول أيضًا إنه عندما يتعلق الأمر بأقدس الأماكن الإسلامية، مكّة المكرّمة، فإن القرآن نفسه يكاد لا يأتي بذكر لها.

وإثر بث البرنامج، صار موقع laquo;تويترraquo; الإلكتروني معتركًا للجدل الغاضب الى حد أن بعض كتاب الرسائل هددوا توم هولاند في حياته شخصيًا باعتبار أن فيلمه يخلص الى أن الإسلام laquo;دين مزيّفraquo;. وقال مكتب laquo;أوفكومraquo;، وهو الهيئة المعنية بضبط معايير الإعلام المسموع والمرئي في بريطانيا ومراقبة أداء وسائله، إنه ينظر حاليًا في بدء تحقيق عن الفيلم إثر تلقيه 150 شكوى إزاءه.

توم هولاند

ومن جهتها، أصدرت laquo;أكاديمية التعليم والبحث الإسلاميةraquo; ورقة طويلة تنتقد الفيلم قائلة إنه laquo;غير دقيق من الناحية التاريخيةraquo;، وتنتقد هولاند في أمر تفسيره للإسلام. وقالت، على سبيل المثال، فإن ذهابه الى أن حياة محمد لم تدوّن الا بعد 60 عامًا من وفاته laquo;بغيض من الناحية التاريخيةraquo;. ومضت تقول إن هولاند laquo;غض البصر في ما يبدو عن تقاليد تاريخية إسلامية تتميز بالثراءraquo;.

ودافع هولاند نفسه عن فيلمه قائلاً: laquo;كنا ندرك ونحن نصوّر هذا الفيلم أننا نضع أصابعنا على عصب حسّاس للغاية، ولهذا فقد فعلنا المستحيل لأجل ضمان أن تكون قوة الإسلام الأخلاقية والحضارية واضحة بجلاء للعيانraquo;. لكن يبدو أنه صار مدركًا لحقيقة أنه يخوض معركة خاسرة فقال يرد على منتقديه على laquo;تويترraquo;: laquo;فكرت لنفسي قبل الشروع في تصوير الفيلم بوجوب الابتعاد عن هذا الموضوع، وأنتم الآن تثبتون صدق حدسيraquo;.

وكما أوردت laquo;إيلافraquo; فيذكر أن قناة laquo;بي بي سيraquo; التلفزيونية الأولى أثارت في بداية الأسبوع الماضي موجة أخرى من الغضب إزاء بدئها بث مسلسل فكاهي من ست حلقات عن جانب من حياة رجل باكستاني بريطاني (بعنوان Citizen Khan laquo;المواطن خانraquo;). ويتناول المسلسل بشكل كوميدي غرق هذا الرجل في أوهام العظمة سواء في ما يتعلق بمكانته وسط الجالية الآسيوية أو في عالم التجارة، ووقوع عائلته ضحية لذلك.

وكان بين ما أثار غضب عدد من أصحاب الشكاوى (وهم نحو 200) من أن المسلسل laquo;يسخر من الإسلامraquo; وlaquo;يسيء الى القرآنraquo;. وهذا لأنه احتوى على مشهد تظهر فيه إحدى ابنتي خان وهي بالمكياج الثقيل وحاسرة الرأس. فما أن تسمع خطى والدها وهو مقدم عليها حتى تلبس الحجاب وتتناول المصحف متظاهرة بتلاوة آياته. وجاءت تلك الانتقادات رغم أن المسلسل من ابتداع باكستاني بريطاني اسمه عادل راي، وكان هو أحد ثلاثة من كتّاب السيناريو.

على أن laquo;بي بي سيraquo; تلقت أيضاً عددًا من الرسائل التي يثني فيها مشاهدون (مسلمون) على المسلسل ويردّون فيها على أصحاب الشكاوى. فيقولون إن هؤلاء الأخيرين يقيسون الأمور بمعايير لا تتسم بأي قدر من المرونة، وإن الهذر طبيعة إنسانية لا تستثني المسلمين.

عادل راي في laquo;المواطن خانraquo;

ومن جهته، قال عادل راي (الذي يؤدي أيضًا دور خان في المسلسل) في حوار معه إن الغرض من هذا العمل هو أن laquo;يسمح للجالية الإسلامية بالضحك على نفسها. ومضى يقول: laquo;اعتقد أن ابتداع شخصية مثل خان فرصة عظيمة لنا، نحن المسلمين، نعرض من خلالها نقائصنا وعاداتنا السلبية ونحيل كل هذا الى مادة فكاهية نكون نحن أول من يقابلها بالابتسامة والضحكةraquo;.