الجزائر: استبعد الخبير الأمني الجزائري فيصل مطاوي أن تلجا الجزائر إلى تدخل عسكري شمال مالي كرد فعل على إعدام أحد دبلوماسييها المختطفين من قبل جماعة quot;التوحيد والجهادquot; السبت الماضي.

وقال مطاوي لوكالة الأناضول للأنباء اليوم الإثنين quot;الجزائر لن تتدخل عسكريا في شمال مالي، لأن نتيجة ذلك ستكون كارثية بسبب الوضع السائد في المنطقة التي تسيطر عليها جماعات متشددة ومتمردون طوارقquot;.

وأضاف أن quot;الجيش الجزائري لن يخاطر بسبب جهله بتضاريس المنطقة مع نقص الإمكانيات والغموض حول مكان تواجد الدبلوماسيين المختطفينquot;.

وكانت حركة التوحيد والجهاد المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلنت السبت إعدام نائب القنصل الجزائري بمدينة غاو طاهر تواتي، والذي اختطف شهر أبريل/ نيسان الماضي برفقة ستة دبلوماسيين آخرين، فيما اقتصر الرد الرسمي الجزائر على أن الحكومة في صدد التحقق من صحة الخبر.

وأوضح الخبير الأمني في شؤون منطقة الساحل الأفريقي بشأن توقعاته للرد الجزائري على تصفية أحد الدبلوماسيين quot;الحكومة الجزائرية ستواصل على النهج نفسه في التعامل مع الملف بالطريقة نفسها التي عهدناها منذ خمسة أشهر على اختطاف الدبلوماسيين، وهي بيانات وتسويف لغاية تجاوز الصدمةquot;.

وأشار إلى أنه يمكن quot;فهم طريقة الجزائر في تسيير الأزمة بالرجوع إلى عام 2005 عندما أعدم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين دبلوماسيين جزائريين إثنين، هما القائم بالأعمال في السفارة العراقية في بغداد والملحق العسكري، ومرت الحادثة بصورة عادية باستثناء بيانات التنديد الصادرة من وزارة الخارجيةquot;.

ورغم عدم وجود تأكيد رسمي لخبر الإعدام يرى المتحدث نفسه أن حركة التوحيد quot;نفذت وعيدها وصفّت الدبلوماسي الجزائريquot;.

وتابع مطاوي quot;أعتقد أن الموقف الجزائري الذي يتحدث عن عدم التأكد من صحة الخبر هدفه امتصاص هذه الصدمة ومناورة دبلوماسية لربح الوقت في انتظار تجاوز الأزمةquot;.

ولفت إلى أن quot;فشل الحكومة في تحرير رهائنها يعتبر كارثة دبلوماسية وأمنية بكل المقاييس لدولة تعتبرها واشنطن نموذجًا في مكافحة الإرهاب في المنطقة بسبب الخبرة التي تمتلكها في هذا الميدانquot;.

ويرى الخبير الأمني في شؤون منطقة الساحل الأفريقي أنquot; إعدام الرهينة الجزائري هو محاولة لدفع الجزائر للخروج عن مواقفها التقليدية برفض دفع الفدية للجماعات الإرهابية ومبادلة المختطفين بعناصر إرهابية في السجون، وبالتالي فالحكومة الجزائرية مطالبة بالتوفيق بين تحرير دبلوماسييها والثبات على مواقفهاquot;.