رغم أنّ غالبية الجماعات المسلحة في ليبيا ساهمت في الثورة على نظام العقيد معمر القذافي، إلا أنها اتخذت في ما بعد مسارات مختلفة، ففي الوقت الذي انضوى بعضها تحت لواء رئاسة الأركان العامة التي تمثل نواة الجيش الليبي الجديد، وشارك في الانتخابات البرلمانية، أنكر البعض الآخر العملية الديمقراطية برمتها، وقاطع الانتخابات وظل حاملاً السلاح.


طرابلس: بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي إثر ثورة شعبية مسلحة في 17 من فبراير 2011 ظهرت جماعات مسلحة تحمل فكراً quot;جهادياًquot; ينطلق من خلفيات أيديولوجية متنوعة ما بين السلفي والإخواني والقاعدي وغيرها.

شاركت غالبية هذه الجماعات في الثورة سواء كأفراد أو تنظيمات، ولكن بعد الثورة اتخذت مسارات مختلفة، ففي الوقت الذي انضوى بعضها تحت لواء رئاسة الأركان العامة التي تمثل نواة الجيش الليبي الجديد، وشارك في الانتخابات البرلمانية، أنكر البعض الآخر العملية الديمقراطية برمتها، وقاطع الانتخابات وظل حاملاً السلاح.

العديد من الميليشيات الليبية المسلحة تبدو منفلتة من كلّ عقال ولا تخضع لسلطة الدولة

وفي ما يلي خريطة بالجماعات المسلحة في ليبيا:

أولاً: كتيبة أنصار الشريعة:

-العدد: يقدر عددها بالمئات، ولكن لا تتجاوز الخمسمائة عضو.

-أماكن الانتشار: مدن بنغازي ودرنة والبيضاء في شرق ليبيا، وليس لها تواجد في المنطقة الغربية.

-الفكر الذي تحمله: سلفية جهادية قريبة من فكر القاعدة.

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: شاركوا في الثورة كأفراد ثم انتظموا في جماعة بعد انتهاء الثورة، وكان معظم قادتها سجناء في سجن بوسليم لسنوات طويلة في عهد القذافي.

-أبرز الوجوه: محمد الزهاوي شاب ثلاثيني كان سجيناً سياسياً في بوسليم وأطلق سراحه قبل الثورة، وهو قائد الكتيبة.

-موقفها من الحكومة الجديدة والعملية الديمقراطية: يرفضون العملية الديمقراطية والانتخابات برمتها ولا يؤمنون بها، ولا يعترفون بالدولة والحكومة الحالية، ويدعون الى إقامة quot;دولة إسلاميةquot; وفق رؤيتهم.

-أبرز مواقفها وأنشطتها: حصلوا خلال الثورة على كم كبير مما يسمونه quot;الغنائمquot; من أسلحة وسيارات وأموال وغيرها تركتها ميليشيات القذافي المندحرة، وبعد سقوط القذافي قاموا بتجنيد عدد من الشباب حديثي السن غير المتعلمين، ومن المواقف التي تُحسب لهم تأمين مستشفى الجلاء في بنغازي في ظل الانفلات الأمني بعد الثورة، ولكن أصابع الاتهام تشير إلى تورطهم في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي خلال احتجاجات ضد الفيلم quot;المسيءquot;، وهو ما يؤكدون نفيه.

-الموقف الشعبي منهم: لا يلقون قبولاً شعبياً من شرائح واسعة من المجتمع الليبي، ويتعرضون لكثير من الانتقادات، يتواجدون في معسكرات خاصة بهم، ويترددون فرادى على المساجد للدعوة الى أفكارهم واستمالة الناس إليهم، لكنهم لا يسيطرون على مساجد أو جمعيات بعينها.

ثانياً: كتيبة شهداء بوسليم

-العدد: لا يتجاوزون المائتي عضو.

-أماكن الانتشار: في مدينة درنة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة.

-الفكر الذي تحمله: فكر القاعدة

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: شاركت في الثورة بقوة نظراً لتاريخ أفرادها الذين قضوا فترات كبيرة من أعمارهم في سجون القذافي، وخاصة سجن بوسليم.

-موقفها من الحكومة الجديدة والعملية الديمقراطية: ترفضها رفضاً تاماً ولا تعترف بها.

-أبرز وجوهها: عبد القادر عزوز، رئيس مجلس شورى الكتيبة، وهو في نهاية العقد الثالث، سجن 12 سنة، وخرج أثناء الثورة، لم يحصل على شهادة جامعية.

-أبرز مواقفها: يتهمها الأهالي بالتورط في عمليات تصفية واغتيال لمن عُرف عنهم الولاء لنظام القذافي أو كانوا ضمن جهازه الأمني، وكذلك يحملونها مسؤولية تفجيرات وقعت مؤخراً في مدينة درنة.

-الموقف الشعبي منها: غير مقبولة شعبياً.

ثالثاً: كتيبة راف الله السحاتي:

-العدد: تقريباً ألف عضو.

-أماكن انتشارها: في مدن المنطقة الشرقية (طبرق ودرنة والبيضاء وبنغازي وأجدابيا).

نواة الجيش الليبي الجديد تتكوّن من ميليشيات انضمت اليه وآمنت بمبدأ سيادة الدولة

-الفكر: تحمل فكر السلفية الجهادية ولكنها معتدلة لا تكفر المجتمع وتؤمن بالدولة وأجهزتها.

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: شاركت في الثورة كأفراد، وتشكلت بعد انتهاء الثورة، حاملة اسم راف الله السحاتي، أحد الشخصيات الإسلامية البارزة التي استشهدت في الثورة.

-موقفها من الحكومة: تؤيد إقامة الدولة ومتعاونة مع الحكومة الحالية، وهي جزء من رئاسة الأركان التي تمثل نواة الجيش الليبي الجديد والتي تشكلت أثناء الثورة، يأتمرون بأمرها ويتلقون الرواتب منها.

-أبرز الوجوه: قائدها محمد الغرابي (في الثلاثينات)، شاب من ذوي الميول الإسلامية، تعرض للسجن والاضطهاد في عهد القذافي، وأطلق سراحه قبل الثورة.

-أبرز مواقفها وأنشطتها: تأمين انتخابات المؤتمر الوطني العام (البرلمانية) الأخيرة في شهر يوليو 2012.

-الموقف الشعبي منها: هناك تباين حولها ولكنها مقبولة إلى حد ما، ليس لها دعاة يدعون لفكرها أو تنميتها كتنظيم مستقل.

رابعاً: كتيبة 17 فبراير:

-العدد: تعتبر الأكبر عدداً والأكثر تنظيماً وعتاداً ومشاركة في الأحداث بين كافة الجماعات المسلحة التي تحمل فكراً جهادياً، ويقدر عدد أعضائها بنحو 1500 عضو.

-أماكن الانتشار: في مدن المنطقة الشرقية

-الفكر الذي تحمله: فكر جهادي ولكنها أيديولوجياً أقرب الى فكر الإخوان المسلمين.

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: شاركت في الثورة، وتشكلت بعد الثورة.

-موقفها من الحكومة الجديدة والعملية الديمقراطية: تؤيدها وتدعمها، وهي جزء من رئاسة الأركان، يأتمرون بأمرها ويتلقون الرواتب منها.

-أبرز وجوهها: إسماعيل الصلابي (شاب في الثلاثينات) وهو قائد الكتيبة، وفوزي أبو كتف مؤسسها، وهو رجل خمسيني يحمل درجة الماجستير في الكمبيوتر من الولايات المتحدة وسُجن 18 عاماً في عهد القذافي، ويحمل فكر الإخوان المسلمين.

-أبرز مواقفها: تأمين الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وصد كتائب القذافي عند محاولتها اقتحام بنغازي في 19 مارس 2011.

-الموقف الشعبي منها: لديها قبول وتأييد شعبي واسع، لا يوجد لديها دعاة ولا تنظيم مستقل.

خامساً: الجماعة الإسلامية المقاتلة:

-العدد: 400 عضو تقريباً.

-أماكن الانتشار: في ليبيا شرقاً وغرباً.

-الفكر الذي تحمله: واجهوا النظام القذافي في التسعينيات مواجهة مسلحة، بعمليات فردية، ضد بعض المقار الأمنية، ثم قاموا بمراجعات فكرية داخل سجن بوسليم، قادها العالم الليبي محمد علي الصلابي وشارك فيها الداعية السعودي سلمان العودة، وهم الآن أقرب ما يكون الى فكر الإخوان المسلمين.

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: شاركت بقوة كأفراد، خرجوا من السجن أثناء الثورة، ومنهم من كان مطارداً خارج ليبيا، وعاد للمشاركة في الثورة.

-موقفها من الحكومة الجديدة والعملية الديمقراطية: شاركوا في الانتخابات ودخلوا العملية الديمقراطية، ويمارسون العمل السياسي كأفراد وليست لديهم كتائب مسلحة خاصة بهم.

-أبرز وجوهها: سامي السعدي وعبد الحكيم بلحاج ومفتاح الزوادي وعبد الوهاب قايد عضو المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي)، وهو شقيق أبو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي قُتل مؤخراً.

-أبرز مواقفها: معارضة حكم القذافي قبل الثورة

-الموقف الشعبي منها: متنوع، وهم الآن يعملون كأفراد لا كتنظيم وليس لهم دعاة يدعون لأفكارهم في المساجد أو الجمعيات وغيرها.

سادساً: الجماعات السلفية:

-العدد: يقدر عددهابالآلاف، وهي مجموعات متناثرة لا تنضوي في إطار تنظيمي واحد.

-أماكن الانتشار: المنطقة الغربية (طرابلس وضواحيها، الزاوية، ومسراتة، الخمس، زليتن) من خلال السيطرة على المساجد لنشر أفكارهم، حتى إنهم منعوا وزارة الأوقاف من السيطرة على العديد من المساجد في هذه المدن.

- الفكر الذي تحمله أو تُحسب عليه: السلفية المدخلية، وهو فكر أتى من السعودية نسبة إلى الشيخ ربيع المدخلي، ويعنى بالاهتمام بالمظاهر الإسلامية في الزي والسلوك، وطاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه حتى ولو كان ظالماً، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورفض عمل المرأة، ومحاربة ما يصفونه بـquot;البدع والشركياتquot; مثل زيارة القبور والأضرحة.

-مشاركتها في الثورة وتاريخ نشأتها: لم تشارك في الثورة، واعتبرتها خروجاً على ولي الأمر.

-موقفها من الحكومة الجديدة والعملية الديمقراطية: كوَّنوا حزب الأصالة والتجديد ذا التوجه السلفي، وشاركوا في الانتخابات الأخيرة.

-أبرز وجوهها: الدكتور علي السباعي، رئيس حزب الأصالة والتجديد.

-أبرز مواقفها: لديهم مقعدان في المؤتمر الوطني العام.

-الموقف الشعبي منها: قبولها الشعبي ضعيف، حيث يحملها البعض مسؤولية تفجير عدد من الأضرحة في مدن ليبية مختلفة بعد الثورة.