الحريري راجع. هذا ما تؤكده أوساط تيار المستقبل، التي ترى أن أوان عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد آن، تحضيرًا لمعركة الانتخابات المقبلة. وهي تقول إن هذه العودة ستسبق الانتخابات بلا شك.


بيروت: يرى النائب أمين وهبي ( تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أكد بنفسه أنه سيكون قريبًا في لبنان، ولم يتم التأكيد بشكل دقيق متى سيكون اليوم أو الساعة، والحريري لديه رغبة عارمة منذ فترة طويلة بالعودة إلى لبنان، ولكن الظروف الأمنية التي كان يتم تأكيدها دائمًا من قبل المراجع المختصة، واصحاب المعلومات الدقيقة، أن العودة كانت محفوفة بالكثير من المخاطر، ويضيف وهبي:quot; نتمنى أن يكون ذلك البارحة قبل اليوم، ولكن لا احد يعرف بالتحديد متى ستكون تلك العودةquot;.

عن الظروف الامنية اليوم هل تغيّرت لتتيح عودة الحريري؟ يجيب وهبي:quot; يبقى الهاجس الامني بشكل دائم حاضرًا، ولكن سعد الحريري لديه رغبة جامحة بالعودة الى انصاره والى صفوف الشعب اللبناني، ليواجه مع اللبنانيين معركة استعادة الدولة التي يخوضها اللبنانيون، ونتمنى، يضيف وهبي، أن يزول الهاجس الامني، وكذلك ألا يتعرض أحد لا سعد الحريري ولا غيره للأذى، ولكن هناك رغبة لدى الحريري بالعودة رغم كل الظروف ولم يعد يريد البقاء بعيدًا عن شعبه وانصاره.

ويؤكد وهبي أن العودة سيكون لها مردود مباشر سياسي، لأننا في معركة سياسية متواصلة، ونعتبر أن تلك المعركة يجب أن تحافظ بالاساس على السلم الاهلي، ويجب أن تكون هناك جهود استثنائية، ونحن نخوض معركتنا السياسية، وتحديدًا من قبل قوى 14 ذار/مارس، للحفاظ على السلم الاهلي، لأننا نريد الحفاظ على ممتلكات شعبنا وجنى عمره، والحفاظ على السلم الاهلي هو الذي يجعل اللبنانيين بمقدورهم تقييم أداء القوى السياسية، والانحياز التدريجي الى المنطق الصحيح.

ويتابع وهبي :quot; هذه العودة هي حتمًا خطوة لتعزيز جهد الشعب اللبناني وانصار الحريري في معركة استرجاع الدولة وتقوية الدستور والقانون.

ويؤكد وهبي أن ابتعاد الحريري عن لبنان quot;حتمًا طال، ولا احد ينكر ذلك، بالاخص الانصار، ولكن هذا البعد كان نتيجة ظروف قاهرة، وحتى اليوم لم ننسَ استهداف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب بطرس حرب، وكذلك ميشال سماحة أتى مع وديعته التي حملها من النظام السوري، لاستهداف سياسيين والسلم الاهلي، واحداث فتنة طائفية في البلد، والبارحة سمعنا من مصادر عليمة أن بعض النواب اسماؤهم مدرجة على لائحة الاغتيالات وكلهم من قوى 14 آذار/مارس، والهاجس لا يزال موجودًا، لكنّ هناك اصراراً على العودة من قبل الحريري رغم كل شيء، لا يريد البقاء بعيدًا عن البلد، لأنه يعتبر أن وجوده بين انصاره وشعبه هو مفيد للبلد ولعودة الحياة والعافية الى الدولة اللبنانيةquot;.

هل كان ابتعاد الحريري لأمور امنية فقط أم لترتيب بعض الامور الاقتصادية كما اشيع؟ يجيب وهبي:quot; بوجود سعد الحريري خارج لبنان هو حتمًا عالج القضايا الاقتصادية، ولكن اعتقد لو كانت الامور الامنية بخير كان بالامكان معالجتها من لبنان، من خلال السفر والعودة، ولكن ما جعل الامور الادارية تتعثر عند الحريري هو انشغاله خلال فترة عام ونصف العام بالوضع الحكومي، نتيجة الوضع اللبناني الذي كان متعثرًا، ولو كان الهاجس الامني غائبًا كان بامكانه معالجة الامور من داخل لبنان، وربما من خلال السفر الى السعودية وفرنسا واوروبا واميركا، ولكن البقاء كل تلك الفترة خارج لبنان، سببه الهاجس الامني.

مع وجود الاستحقاق الانتخابي هل ستتم مقاربته من قبل الحريري من لبنان أو من خارجه؟ يجيب وهبي:quot; حتمًا من داخل لبنان.

بمعنى سيكون هنا قبل الانتخابات النيابية؟ يجيب وهبي :quot; هذا ما اكده الحريري.

البعض تحدث عن أن ابتعاد الحريري عن لبنان اوجد حالات ارادت أن تحل مكانه كظاهرة احمد الاسير، هل عودته الى لبنان ستؤدي الى زوال هؤلاء؟ يجيب وهبي :quot; الحريري يعمل لمصلحة البلد، ولا يفكر بتلك الطريقة، والحريري وجوده داخل البلد يجعله مشاركًا يوميًا في الموقف السياسي اللبناني وقريبًا من جمهوره، ومن انصاره وحلفائه، لم يكن هناك قلق لدى الحريري أو تيار المستقبل أو حتى قوى 14 آذار/مارس من بعض الموجات الشعبوية الطارئة، والتي انكفأت سريعًا، واخيرًا quot; لا يصح الا الصحيحquot; وموقفنا لم يكن يومًا شعبويًا أو يحاول أن يستثير غرائز العالم، ليس هذا همنا، ما نريده هو انتاج وجهة نظر هادئة مسؤولة وواضحة، يستوعبها الشعب اللبناني، ومردودها يكون لكل اللبنانيين، وهذا هو موقف الحريري، والشعب اللبناني اصيل يتجاوب بشكل جدي ورائع مع الطروحات السليمة.

بمعنى أن ظاهرة احمد الاسير لم تكن يومًا مخيفة لتيار المستقبل أو لسعد الحريري.