غضب أهالي بورسعيد المصرية من قرارات الرئيس محمد مرسي إعلان حال الطوارئ، فأعلنوا بشكل انفعالي رافض استقلالهم عن مصر، ورفعوا راياتهم الخاصة.


القاهرة: أعلنت محافظة بورسعيد الاستقلال عن مصر وحكم الإخوان، ردًا على قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال. وشكل شباب المحافظة حكومة لإدارة شؤون المحافظة، هذا وقد شهدت مصر خلال الفترة الماضية إعلان بعض المدن الاستقلال، من بينها المحلة الكبرى ومدينة طنطا.

وقد رد الخبراء والمتابعون ما حدث في بورسعيد إلى وجود حالة من الاحتقان بين مواطني تلك المحافظات، كرد فعل على القرارات التعسفية التي اتخذها الرئيس أخيرًا، لأنها تعبر عن رفض الشارع لحكم الإخوان والاستمرار تحت حكمهم.

مبالغة الاعلام

أكد البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب السابق عن بورسعيد، لـquot;إيلافquot; أن الإعلان عن استقلال محافظة بورسعيد قرار معنوي انفعالي من جانب شباب وثوار المحافظة، اعتراضًا على قرارات الرئيس مرسي التعسفية، التي تشير إلى العودة للجوء إلى التعامل الأمني في الأزمات السياسية، بعيدًا عن طرح حلول منطقية لعلاج الأزمة، quot;وهو الأمر نفسه الذي كان يستعمله مبارك على مدار ثلاثين عامًا، والأمر الأهم هو أن الرئيس تخلى عن وعوده برفض حالة الطوارئ وتصريحاته السابقة بأن الرئيس الذي يلجأ إلى حالة الطوارئ فاشل إداريًاquot;.

وأشار إلى أن إعلان بورسعيد محافظة مستقلة تعبير صريح عن رفض سياسة الإخوان والرئيس على مدار الفترة السابقة، quot;وهذا الإعلان عن الاستقلال المعنوي يتطلب مراجعة قوية من الرئيس للقرارات التي اتخذها والعدول عنها، إذ لا يمكن فرض قرارات تعسفية على شعب بورسعيد، الذي قدم أرواح أولاده في العديد من الحروب في سبيل الوطنquot;.

وقال فرغلي إن الإعلام بالغ في ما يحدث في بورسعيد، ووصف بعض وسائل الاعلام شباب بورسعيد بالبلطجية، quot;وهذا لم يحدث فلم يكن هناك هجوم على السجن العمومي كما قيل، لكن ما حدث هو أن أسر المتهمين اعترضوا على الحكم فقاموا بالهجوم على السجن، وليس كما صوّر الإعلام بأن شعب بورسعيد بلطجي هاجم السجن وشن حرب شوارع ضد رجال الشرطةquot;.

الحوار هو السبيل الوحيد

أكد جورج إسحاق، الناشط السياسي البورسعيدي، لـquot;إيلافquot; أن لا محافظة بورسعيد ولا غيرها من محافظات مصر يمكن أن تنفصل عن وحدة البلاد وترابطها، quot;ثم إن للاستقلال شروطًا، ويكون عن طريق الجيش وليس الشعب وهذا لن يحدث في مصر، لكن القرار الذي اتخذه شباب الثورة في بورسعيد جاء رفضًا لسياسة مرسي والتي لم تتغير عن سياسة مباركquot;.

وأشار إسحاق إلى أن مرسي ارتكب ذنبًا كبيرًا لن يغفره له شعب بورسعيد المجاهد بقراراته الأخيرة التعسفية. قال: quot;ما لا يعرفه مرسي هو أن هذا الشعب عنيد، ولن يقبل بسياسة الأمر الواقع المفروضة عليه، والحوار معه هو السبيل الوحيد لاستقرار تلك الأوضاع في مدن المحافظاتquot;.

كما شدد على خطورة الدعوات المتكررة للاستقلال عن الوطن والحكومة، quot;فمن قبل صدرت تلك الدعوات من النوبيين ومدينة المحلة الكبرى، وهو ما يصب في صالح المخططات الخارجية لتقسيم مصر إلى دويلات، كما حدث في العراق والسودان، فلا بد أن يدرك الرئيس وجماعته جيدًا أن الدعوات للاستقلال هي مجرد تهديد ورفض لسياسة الدولة، لكن قد تتحول إلى واقع في حال تجاهلوا الأمر واعتبروه مجرد هراء شعبيquot;.

حمى المواطنين

كما أوضح الدكتور أكرم الشاعر، أمين حزب الحرية والعدالة في بورسعيد، أن بورسعيد لن تنفصل عن أرض الوطن، وقرار الانفصال انفعالي صدر من بعض الشباب اعتراضًا على الحكم الصادر في قضية استاد بورسعيد، وعلى استشهاد العديد من شباب المحافظة.

وقال الشاعر لـquot;إيلافquot;: quot;اتخذ الرئيس مرسي القرارات المناسبة، بناء على طلب شعب بورسعيد، الذي طالب بحماية المنشآت الخاصة والعامة من الهجوم المنظم من قبل بعض البلطجية والخارجين على القانون، وهو بتلك القرارات الموقتة حمى حياة المواطنينquot;.

وأشار إلى أن شعب بورسعيد ساهم في حروب كثيرة، وبالتالي من أكثر المواطنين وطنية، ومرفوضة كل دعوات تقسيم الوطن.

رفض الهيمنة

من جانبه، يرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن الدعوات التي خرجت لاستقلال بعض المحافظات والمدن الكبرى إنذار لمرسي يطلقه الشعب الرافض لسياسته حتى الآن، quot;ومن الضروري إعادة النظر في تلك السياسة، حتى لا يتطور الأمر إلى مرحلة خطيرة، ولا يمكن السيطرة على الغضب الشعبيquot;.

وقال لـquot;إيلافquot;: quot;تعبر دعوات الاستقلال عن رفض الشعب مرة أخرى للهيمنة على السلطة من جانب فصيل واحد، كما أن الدعوات رسالة أخرى برفض الحوار مع الشعب والتعامل معه كما كان شائعًا قبل الثورة، بفرض قرارات استثنائية، والتعامل معه أمنيًا، فلن تنجح مثل هذه الطريقة إذا أراد مرسي الاستمرار في السلطةquot;.