نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني متانة وعمق علاقات الأخوة والشراكة الاستراتيجية والتعاون بين الأردن والكويت في المجالات كافة، والحرص على الارتقاء والنهوض بها خدمة للمصالح المشتركة لشعبي البلدين.

واستقبل الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم والوفد المرافق في ختام زيارة امتدت ثلاثة أيام للمملكة الهاشمية، واعتبر الملك أن علاقات البلدين تشكل نموذجا للعمل العربي المشترك.

وعبـّر العاهل الأردني خلال اللقاء الذي حضره رئيس مجلس النواب الأردني المهندس سعد هايل السرور، عن تقديره لمواقف دولة الكويت الداعمة والمساندة للأردن على مختلف الصعد، وخصوصاً الاقتصادية منها، بما يمكنه من تحقيق مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، مشيراً جلالته في هذا الصدد إلى أهمية الاستثمارات الكويتية التي تعد من أكبر الاستثمارات العربية والأجنبية في المملكة.

وجرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية، حيث جدد العاهل الأردني التأكيد على موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للازمة ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا.

وأشار الملك عبدالله الثاني إلى الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين، والتي تفوق قدراته وإمكاناته، معرباً في هذا الصدد، عن تقديره لما تقدمه دولة الكويت من مساعدات للاجئين السوريين المتواجدين في الأردن، بما يساعد على الاستمرار في تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم.

تحقيق السلام

كما تناول اللقاء جهود تحقيق السلام في المنطقة، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لافتًا جلالته إلى أهمية وقف إسرائيل إجراءاتها الأحادية وسياساتها الاستيطانية، ومحاولات تهويد القدس، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ما يشكل عقبة رئيسة أمام تحقيق تقدم في العملية السلمية.

من جانبه، أكد الغانم وأعضاء الوفد المرافق حرص الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن، الذي اختاره الوفد ليكون أول محطة له في زيارته الخارجية quot; لأهمية الأردن لنا، فنحن شعب واحد وعلاقاتنا متميزةquot;.

وأكدوا أن الأردن مثال في تحمل المسؤوليات التي تفوق طاقاته، quot; وأتينا لنقول لكم لستم وحيدين أيها الأردنيون وواجبنا أن نكون إلى جانبكمquot;.

وعبروا عن تقديرهم وتثمينهم لمواقف العاهل الأردني الملك وجهوده الموصولة لخدمة القضايا العربية والإسلامية، والنهوض بالأردن ومسيرة الإصلاح الشامل فيه، ومساعي الملك المستمرة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وبين رئيس مجلس الأمة الكويتي أن خطاب الملك عبداللهالثاني الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخرًا quot;جاء معبرًا عن كل تطلعات وآمال الشعوب العربية، وأن ما طرحه جلالته في الخطاب يعد الطريق الأمثل للتصدي للتحديات التي تواجهناquot;.

عمق استراتيجي

وشدد على أن الأردن يشكل quot;العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ولكل العرب، ولا مثيل للمسؤوليات التي يتحملها، ونحث الجميع على مساندته ودعمهquot;.

وضم وفد مجلس الأمة الكويتي رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية النائب فيصل الشايع، ورئيس لجنة الشؤون القانونية النائب مبارك الحريص، ومقرر لجنة الشؤون الخارجية النائب حمدان العازمي، ومقرر لجنة الشؤون الداخلية والدفاع النائب عبدالله التميمي، والنواب: حمد الهرشاني، وحمود الحمدان، وعبدالله العدواني، وعبدالرحمن الجيران، ومحمد العنزي، وأمين عام مجلس الأمة الكويتي علام الكندري.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري، ورئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الكويتية النائب سليم البطاينة والسفير الكويتي في عمان الدكتور حمد الدعيج.

لقاء مثمر

وفي تصريحاتٍ صحفية بعد اللقاء، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي: quot;تشرفنا أنا والوفد المرافق من أعضاء مجلس الأمة الكويتي باللقاء مع الملك عبدالله الثاني، حيث كان اللقاء مثمرًا جداً، وقد استفدنا من توجيهات جلالته ورؤاه حيال كافة القضاياquot;، مشيرًا إلى ما أكده جلالته حول أهمية الروابط المميزة والخاصة التي تربط الشعبين الشقيقين.

وأكد الغانم quot;نحن في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، أكدنا أن الأردن يشكل عمقاً استراتيجياً لكل الدول العربية، فالأردن هو الأقرب والأقدر على تقييم الأمور بالنسبة للكارثة الإنسانية التي تحدث في سوريا، ويهمنا كشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، الموقف الأردني القومي تجاه الكارثة الإنسانية التي تحدث هناكquot;.

وقال الغانم إن أعضاء وفد مجلس الأمة الكويتي جاؤوا للأردن ليؤكدوا أن ممثلي الشعب الكويتي يقفون مع الأردن وإلى جانبه حيال تداعيات الأزمة السورية، وبخاصة استضافته للاجئين السوريين، وسنكون مع الأردن والأردنيين جنباً إلى جنب في مواجهة كل الأزماتquot;.

وأعرب الغانم عن شكر الكويت للأردن على التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأردنية بتوجيهات من جلالة الملك، للكويتيين المقيمين على أراضيه، وبخاصة الطلبة الكويتيين الدراسين في الجامعات والمعاهد الأردنية، والذين يزيدون عن 6 آلاف طالب، وهو quot;ما أكده جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء.quot;

وفي رده على سؤالٍ حول دور البرلمانات العربية في حض المجتمع الدولي على تقديم المساعدات للأردن للتعامل مع اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيه، أوضح الغانم أن البرلمانات العربية سيكون لها دور كبير في هذا المجال، بخاصة في مؤتمر البرلمان الدولي والبرلمانات العربية الذي سيعقد في جنيف منتصف الشهر الحاليquot;، مشيرًا إلى مقترحات أردنية كويتية ستقدم خلال المؤتمر لمساعدة دول جوار سوريا على تحمل الأعباء الإنسانية للأزمة السورية.

تصريح السرور

من جهته، قال رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور في تصريحات مماثلة quot;لقد تشرفنا بلقاء الملك واستمعنا لتوجيهاته، وعرض رئيس مجلس الأمة الكويتي لجلالته ما تم التشاور حوله بين مجلسي الأمة في البلدينquot;.

وأشار إلى أن العلاقات بين جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو أمير دولة الكويت غنية عن التعريف ومتميزة، ومعروفة بالاعتدال حيال قضايا المنطقة.

وفي رده على سؤال حول الطلبة الكويتيين الدارسين في الأردن، أكد السرور quot; أنّ الأردن يتعامل مع الطلبة الكويتيين بوصفهم أبناءَه، وأن توجيهات جلالة الملك دائماً وعلى كافة المستويات، بأن يعمل الجميع لتهيئة المناخ المناسب للطلبة الكويتيين الدارسين في الجامعات الأردنية، ليشعروا أنهم بين أهلهم، وهذا يندرج على جميع الرعايا الكويتيين سواء أكانوا طلبة أم مقيمين أم رجال أعمالquot;.

وحول العلاقات البرلمانية بين البلدين، أكد السرور أن مجلس النواب الأردني والأمة الكويتي سيفعلان آليات التعاون بينهما، لتخرج العلاقات المشتركة عن الإطار التقليدي والمتعارف عليه بين البرلمانات، ولتكون انموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية العربيةquot;.