انسحاب حزب الله من سوريا قد ينهي التفجيرات في لبنان وقد تتشكل الحكومة اللبنانية، انسحاب سيكون بشكل تكتيكي وليس دفعة واحدة، فهل تصح تلك الفرضية وينسحب حزب الله فعليًا من سوريا؟.

بيروت: يأمل النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) أن يكون حزب الله قد اقدم فعلاً على سحب عدد من عناصره من سوريا، ويؤكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن ذلك قد يشكل بداية مشجعة ومرحباً بها، ونحن دعوناه وندعوه أن يسحب قواته بالكامل من سوريا، لأن هذه الخطوة تخفف من تداعيات الازمة السورية على الداخل اللبناني، ونتأمل أن يكون لحزب الله الوعي الكافي كي يقوم بتلك الخطوة ويستكملها.

ويلفت زهرمان أنه في حال صدقت الاحاديث عن انسحاب حزب الله من سوريا، سيرحب به في الحكومة اللبنانية، لأنه مكون رئيسي، وشريك كأي فريق آخر في البلد، وquot;هدفنا ليس عزله وعدم التعاطي والحوار معه، نحن نقول إن لدينا اشكالية السلاح الذي يستعمل ورقة في الحياة السياسية اليومية في لبنان، اضافة الى ترابطه الاخير بالاحداث السورية،quot; ويضيف زهرمان، quot;اذا ما انسحب الحزب من سوريا نحن مستعدون القيام بحوار على موضوع السلاح، ونتمنى أن يسحب قواته من سوريا وتكون لديه القناعة الراسخة بأن موضوع السلاح لا يمكن ابدًا أن يستمر ونهايته يجب أن تكون بيد الشرعية، لأن سلاح الدولة هو الذي يؤمن الاستقرارquot;.

ويؤكد زهرمان أنه في حال انسحب حزب الله من سوريا فإن التفجيرات ستخف في لبنان، فلو افترضنا أن وراءها جهات جهادية، فإن هذه الجهات التي يمكن أن تستغل الوضع المتشنج ووجود حزب الله في سوريا، حتى تقوم بعمليات تفجير، ربما هنا قد تزيل اياديها عن لبنان.
فانسحاب حزب الله من سوريا اذا افترضنا أنه سيحصل سيشكل هدوءًا في لبنان وسيزيل كل الذرائع من امكانية ايجاد تفجيرات في البلد.

وسيكون بالتالي عاملاً مشجعًا لتشكيل الحكومة اللبنانية.

ويلفت زهرمان أن كل ذلك يبقى ضمن الافتراضات لأن لا معلومات واقعية وحسية عن انسحاب حزب الله من سوريا، لأنه يبدو أنه مصرّ أنه لن يسحب قواته من سوريا، لنتأكد اولاً من الموضوع قبل بناء اسس تلك الفرضية.

ولا يعتبر زهرمان أن هناك تقاربًا ايرانيًا اميركيًا سيؤدي الى سحب حزب الله قواته من سوريا، ويقول:quot;كلمة تقارب اميركي ايراني لا يزال من المبكر اطلاقها على موضوع العلاقات الايرانية الاميركية، لأن الامور لا تزال في بداياتها، ولم يظهر بعد أي تقارب ايراني اميركي، وموضوع فرضية انسحاب حزب الله من سوريا لا علاقة له بأي تقارب ايراني اميركي، وقرار حزب الله بيد ايران وليس قرارًا لبنانيًا، وايران تقرر متى يخرج حزب الله من سوريا، لذلك كنا ندعو دائمًا الى لبننة حزب الله، ولكن للاسف الأداء على الارض يثبت أن حزب الله ينتمي الى مشروع اقليمي وليس الى لبنان.

انسحاب تكتيكي

بدوره يعتبر النائب ناجي غاريوس ( تكتل التغيير والاصلاح ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن حزب الله لمّح في تصاريح سابقة، أنه لن يبقى الى أبد الآبدين في سوريا، ويمكن أن يكون حزب الله قد سرّب الامر كي يكون الانسحاب تكتيكيًا.

اما أي تأثير لانسحاب حزب الله من سوريا على لبنان؟ يجيب غاريوس أن لا تأثير لذلك لا على العلاقات مع حزب الله واللبنانيين، لأنه بالاخير علاقة اللبنانيين مع بعضهم البعض لا تتوقف على وجود حزب الله بسوريا، ومن ناحية أخرى، قد تتحسن العلاقة بين حزب الله والمستقبل، وبعض الفئات التي عارضت تدخل حزب الله في سوريا.
وكل عامل اضافي في السياسة يزيد الاستقرار في لبنان.

ويؤكد غاريوس الى أن التقارب الايراني الاميركي ليس السبب الاساسي في امكانية انسحاب حزب الله من سوريا وقد يكون الامر محضرًا له من قبل.
وهذا يعني أن هناك تقاربًا اميركيًا مع حزب الله وهذا يزيد الاستقرار.

ويضيف:quot;عندما اتفقت اميركا وروسيا بعدم الحرب على سوريا، الاتفاق الاميركي الروسي الذي حصل استمر باتفاق روسي سعودي، وكذلك تقارب بين ايران والسعودية، كل ذلك يؤثر على الوضع في لبنان والشرق الاوسط، وما يستجد في المستقبل يعود الى التطورات والمحادثات والاتفاقات التي تجري.