في رحلة البحث عن الغذاء للاستمرار في الحياة، هي نصف ساعة تفصل شعبًا يستوطن كندا عن الموت تحت الجليد إن فاجأه المدّ.


لا يمكن الاستهانة بالرغبة الغريزية في البقاء، تعتمل في النفس البشرية. فالإنسان يعمل المستحيل من أجل أن يحصل على ما يقتات به ويستمر. فمن الشعوب من يقاسي ليصطاد في الغابات، ومنها ما يعرّض نفسه لأن يدفن تحت أمتار من الثلج.

شعب quot;كانسيقسوجواقquot;، الذي يعيش في الجانب القطبي من كندا، يبذل أقصى الجهود ليحصل على المأكل، أو ليضيف أنواعًا من اللحوم إلى مائدته الفقيرة، فيغامر تحت الجليد البحري ليجمع بلح البحر.

سباق الحياة والموت
في الشريط الوثائقي، الذي صوّرته هيئة الإذاعة البريطانية عن هذا الشعب ومأساته، تبدو الحياة متوقفة على القمر. ففي خلال دقائق معدودة، لا تتجاوز الثلاثين في أقصاها، هي الفترة الفارقة بين اكتمال المد البحري وابتداء الجزر في زمان الاعتدال الربيعي، يغوص رجال quot;كانسيقسوجواقquot; ونساؤه في كهوف تحت صخور جليدية مرصوفة، فيجمعون ما يتيسر لهم من بلح البحر، في سباق محموم ضد الزمن. فعليهم العودة إلى الأعلى قبل اندفاع المد، وإلا دفنوا عميقًا في الجليد.

ولا يمكنهم بأية حال من الأحوال إطلاق صيحات التحذير، فأي صوت مرتفع قد يحدث من الصدى من هو كفيل بإطلاق موجة من التساقط الجليدي القاتل.


جوع مزمن
في قسمات الوجوه الظاهرة في هذا الوثائقي عطش إلى الحياة، قد يرى بوضوح أكثر في تقارير أممية عن أزمة الغذاء العالمي. ففي أحدث تقرير في هذا الشأن، قالت وكالات الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن 842 مليون نسمة عانت من الجوع المزمن بين العامين 2011 و2013، أي ما يعادل 12 بالمئة من عدد سكان العالم، انخفاضًا 17 بالمئة عن الفترة الممتدة بين العامين 1990 و1992.

والرقم الجديد أقل من التقدير الأخير عند 868 مليون بين العامين 2010 و2012، لكن التقرير قال إن تحقيق تقدم في تلبية هدف التنمية في الألفية لخفض عدد الذي يعانون من الجوع في العالم بحلول العام 2015 متفاوت.

ووجد التقرير أن غالبية الذين يعانون من الجوع، أو 827 مليون نسمة، يعيشون في دول نامية، حيث ينتشر نقص التغذية بنسبة 14.3 بالمئة.

ومازالت أفريقيا المنطقة التي تتميز بأكبر نسبة من سوء التغذية، حيث يعاني أكثر من شخص من بين كل خمسة أشخاص من نقص الغذاء، بينما معظم الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في جنوب آسيا.