قررت محكمة روسية منع ترجمة الباحث في الفقه الإسلامي المير قالوييف للقرآن في عموم روسيا، لأنه يروج للتطرف. ويتوقع مراقبون أن يتحرك فلاديمير بوتين لنقض القرار حفاظًا على استقرار حكمه.


حين يتحدث زعيم اليمين الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز، وأترابه من المعادين للإسلام، عن منع القرآن فإن قلة يأخذون كلامهم على محمل الجد. ولعل الاستثناء عن هذه القاعدة هي روسيا، التي أصدرت إحدى محاكمها قرارًا بمنع طبعة من القرآن، الكتاب الذي يقدسه 1.2 مليار مسلم في العالم.

قرار روسي

قالت المحكمة في مدينة نوفوسيبيرسك الروسية على البحر الأسود إن نقل معاني القرآن بالترجمة التي أنجزها الباحث الأذري في الفقه الإسلامي المير قالوييف غير قانوني، لأنه يروج للتطرف من خلال اقوال عن تفوق المسلمين على غير المسلمين، والنظرة السلبية إلى الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، والتقييم الايجابي لأعمال عدائية قام بها مسلمون ضد غير مسلمين.

يعني هذا الحكم ادراج القرآن بالطبعة التي نقلها العالم قالوييف من العربية إلى الروسية على القائمة السوداء في سائر انحاء روسيا. وأثار القرار غضب المسلمين الروس، واصدر مجلس المفتين في روسيا بيانًا استنكر فيه قرار المحكمة بشدة.

وقال مجلس المفتين إن المحكمة، بمنعها مصدرًا أساسيًا من مصادر ثاني أكبر ديانة في روسيا من حيث عدد أتباعها، quot;تنتهك دستور روسيا الاتحادية وقواعد القانون الدولي وحرية الضمير والدين، وتقوض ثقة المسلمين في القانون الروسي والمنظومة القضائية الروسيةquot;.

قائمة سوداء طويلة

وحار مراقبون في ايجاد تفسير لاستعداء 15 بالمئة من سكان روسيا المسلمين، بينهم ملايين يتركزون في جمهوريتي تترستان وباشكورتوستان، وعلى الأخص في جمهوريات القوقاز المضطربة. ولاحظوا أن الطبعة التي ترجمها قالوييف من القرآن تنضم إلى أكثر من 2000 مطبوعة أضافتها المحاكم الروسية إلى القائمة السوداء لوزارة العدل، منذ صدور قانون مكافحة النشاط المتطرف في العام 2002.

وفي العام الماضي وحده، منعت المحاكم الروسية أكثر من 60 كتابًا إسلاميًا، بينها مجموعات كلاسيكية من الحديث الشريف، وكأنها بروفة لمنع القرآن، على حد تعبير صحيفة غارديان، مشيرة إلى أن روسيا ذهبت أبعد من غالبية الأنظمة غير اللاهوتية في تخويل أجهزة الدولة ومسؤوليها إدراج نصوص من شتى الأصناف على القائمة السوداء.

لكن ما يثير الاهتمام في قضية منع القرآن أنها تستفز أقلية روسية كبيرة وراسخة الجذور، والأكثر من ذلك أنها ليست أقلية بلا صوت. ولم يستبعد المراقبون أن يتحرك الرئيس فلاديمير بوتين لنقض قرار المحكمة، خوفًا على استقرار حكمه.