لم يكن علي زيدان شخصية معروفة في الأوساط الليبية المحلية حتى ظهوره العلني حينما تم انتخابه رئيسًا للحكومة الجديدة في المرحلة الانتقالية، وأدت حكومته اليمين الدستورية يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.
وعلي زيدان الذي خلف عبدالرحيم الكيب، كان ارتقى للمنصب الرفيع بدعم من تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل بعد حصوله على 93 صوتًا مقابل 85 لمنافسه محمد الحراري، وزير الحكم المحلي الحالي والمدعوم من التيار الإسلامي.
ويعتبر علي زيدان، الذي اختطف الخميس، أول شخصية ليبية تقوم بتشكيل حكومة وفاق وطني ضمت وزراء ليبراليين وإسلاميين ومستقلين مؤلفة من 27 وزيراً.
وعود لم تنفذ
وفور إعلانه عن تشكيل الحكومة قدم وعودًا لم يتمكن من تنفيذ أي منها، بسبب عدم الاستقرار الأمني وسيطرة الميليشيات على كل مفاصل الدولة، وهو كان قال إنه سيعمل على تفعيل دور الجيش والشرطة بإجراءات سريعة : تشمل البدء بحملة تجنيد مكثفة وسريعة، وتدريب مركّز للجنود وضباط الصف والضباط، وتكوين فرق سريعة للأمن والشرطةquot;.
كما كان زيدان أعلن أنه بدأ حواراً مع الثوار quot;للعمل على استيعابهم في المشروعين الأمني والدفاعي بالكيفية التي تحقق سلامة الأمن، وتلزم الثوار بأوامر الدولة، ولم يسفر مثل هذا الحوار عن نتائج ملموسة على الأرض إلى اللحظة.
وعلي زيدان المولود في دّان عام 1950 الذي يتحدر من عائلة كانت تحترف التجارة، كان عمل في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية من العام 1975 حتى العام 1982، كما كان عضواً في (الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا) من العام 1982 حتى العام 1992 وهو ناطق رسمي باسم الرابطة الليبية لحقوق الإنسان منذ عام 1989 حتى الآن.
كما عمل زيدان مبعوثًا شخصياً للمجلس الانتقالي بأوروبا عامة وفي فرنسا خاصة، وأسس بعد الثورة الليبية حزب الوطن للتنمية والرفاه، وكان عضواً بالمؤتمر الوطني العام عن دائرة الجفرة قبل استقالته للترشح لمنصب رئيس الوزراء.
ويعتبر علي زيدان الحامل للجنسية الألمانية صاحب مجهود كبير في نيل اعترافات فرنسا والدول الأوروبية بالمجلس الانتقالي الليبي وإقناعهم بمساعدة الليبيين في دفاعهم عن أنفسهم ضد كتائب القذافي أثناء الثورة الليبية.
ترتيب لقاء ساركوزي
وكان الليبيون سمعوا عنه للمرة الأولى حين تسربت أخبار عن قيامه بترتيب لقاء بين اثنين من قيادات المجلس الانتقالي الليبي الذي تشكل في ربيع عام 2011 مع رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي.
كان رئيس الحكومة المختطف كرّس نفسه للرابطة الليبية لحقوق الإنسان التي تأسست في جنيف كعضو بها بين عامي (1989-2012)، حيث كان الناطق الرسمي بها واستطاع من خلالها الارتباط بعلاقات مع عدد من المناضلين الأوروبيين والمغاربيين في مجال حقوق الإنسان.
عاش علي زيدان في ألمانيا كلاجئ سياسي، عُرف عنه أنه معارض quot;راديكاليquot; ضد نظام القذافي حيث لم يقبل أي حوار معه أو مساومة أو اعتراف.
وبعد ثورة 17 شباط (فبراير) دعا إلى المصالحة الوطنية والاستيعاب التدريجي لجميع الليبيين مع تحكيم العدالة الشرعية القانونية، وأسس حزب الوطن للتنمية والرفاه الذي ينادي بـ quot;دولة ديمقراطية ليبية موحدة بنظام لا مركزي. لكنه ترشح كمستقل. حيث شارك في انتخابات المؤتمر الوطني العام، ومثل الجفرةquot;.
وختاماً يشار إلى أن فترة توليه رئاسة الحكومة تردت أوضاع الخدمات من كهرباء وماء، وكانت المشكلة الاكبر هي غلق الحقول والموانئ النفطية، مما سبب في انخفاض مستوى انتاج ليبيا، ونتيجة لذلك ظهر الكثير من المعارضين له ولحكومته،وصنف بأنه رئيس الوزراء الاكثر فشلاً في تاريخ ليبيا الحديث.