عشية عيد الاضحى تبدو اسواق بيروت شبه فارغة إلا من بعض المتفرجين الذين لا يقصدونها من اجل التبضع، والامر ينذر بكارثة اجتماعية قد لا تحمد عقباها.

بيروت: عشية عيد الاضحى في لبنان، تبدو الاسواق كئيبة وهزيلة لجهة وجود الزبائن فيها، والتجارحالهمحالاللبنانيين، يدفعون ثمن التوتر السياسي في البلد والمحيط، الذي اثر كثيرًا على حركة البيع في جميع القطاعات، اضيفت اليها اليوم ضريبة أخرى تمثلت بالتشنجات السياسية الضاغطة التي حدت بالمواطن اللبناني الى ابتياع كل ما هو ضروري والابتعاد عن الكماليات.

ولا تختلف سوق عن أخرى والصرخة هي نفسها لكل تجار المناطق والمواطنين على حد سواء، والأسوأ أن انعدام الحركة التجارية حدا ببعض اصحاب المؤسسات الى صرف موظفيهم أو تخفيض معاشاتهم، الامر الذي ينذر بكارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.

في الحدث

ريتا بعلبكي كانت تتبضع في سوق الحدث واشارت الى أن الحركة التجارية شبه معدومة، وهناك مؤسسات تقفل ابوابها، ورغم الحالة الاقتصادية الصعبة لا تزال بعض المؤسسات التجارية تفتح ابوابها، ولدى قيامها بزيارة بعض المؤسسات التجارية للتبضع، افادها اصحابها على احوالهم الصعبة وحتى المؤسسات الغذائية باتت تعاني اسوة بالمؤسسات التجارية الاخرى، فلم يعد مطلوبًا الا الاساسي من المأكولات وهناك خصومات في الحدث حتى قبل الاعياد، لكن الحركة لا تزال شبه معدومة.

مايا خوري املت quot;أن تتغير الحالة السياسية حتى ينعكس الامر ايجابًا على الاسواق، وهي اصبحت مختلفة عن السنوات الماضية، وتحدثت كذلك عن المؤسسات التي تصرف الموظفين التي كانت بدأت بعمليات الصرف منذ قبل الحرب في لبنان وحتى تطال بعض المؤسسات التي صرفت اعدادًا كبيرة من الموظفين، والامر سيؤدي الى كارثة اقتصادية كبيرة اذا لم يتفق الفرقاء في ما بينهم.

وتتابعquot; اذا ارادوا أن يتشاجروا سياسيًا فليفعلوا ذلك بعيدًا عن الاقتصاد لأنه، أي الاقتصاد، لم يعد يتحمل المزيد من الخسائرquot;.

مارالياس

بدوره، رئيس تجّار مار الياس عدنان الفاكهاني أسف على الحركة المعدومة جدًا في المنطقة، وقال إن على الزعماء أن يعوا بأن الاقتصاد يتأثر مباشرة بالسياسة، وحتى العرب لم يقصدوا لبنان في العيد لأنه لا يتمتع بأمن سياسي، وحتى محلات المأكولات اصبحت الخسارة فيها اليوم 40% ومن كان يشتري عددًا كبيرًا في الماضي من المواد الغذائية كالمربيات اصبح الآن يشتري اللبنة واللبن والمواد الغذائية الضرورية، وحتى الالبسة تعاني من عدم تصريف البضائع، وquot;القطعة التي كانت تقدر بمئة دولار اصبحت تباع اليوم باقل من رأسمالهاquot;، ويضيف: quot;مقبلون على كارثة اقتصادية فادحة، واذا اراد الزعماء أن يتشاجروا فبعيدًا عن الاقتصاد وليرحلوا عنّا لان البلد لم يعد يحتمل المزيد من الخراب الاقتصادي، وتحدث عن الاعداد الكبيرة من الموظفين الذين يصرفون من المحلات التجارية، وهذه الاعداد تهدد بكارثة اجتماعية وانسانية كبيرة، ويجب أن ينظر الى هذا الموضوع كل الذين يتخاصمون الآن سياسيًا، لأن الامر لم يعد مزحة بل مأساة كبيرة، تهدد المئات من الموظفين، وقال بأن مار الياس ازدانت هذا العام وحتى في الاجتياح الاسرائيلي خلال العام 1982 وبعدما خرج الاسرائيليون من بيروت قامت مار الياس بتزيين سوقها، لكن هذا لا يعني أنها منتعشة اقتصاديًا لأن هذه الزينة فقط كي نظهر للعالم بأننا نريد الحياة وأن تعود اسواقنا كما كانت في الماضي مزدهرة وتنعم بالزبائن الذين لا يأتون فقط بغية quot;الفرجةquot;، ولكن ايضًا ليشتروا لأولادهم خصوصًا في هذه الفترة التي تكون فيها الاعياد وسيلة كي تصبح الاسواق مرتعًا للعديد من الاشخاص الذين يقصدون مار الياس للابتياع من سوقها التي تتمتع بالبضائع الاجنبية، واسعارها مدروسة.

ولدى سؤاله هل ستقوم سوق مار الياس بخصومات، اجاب بأن هذه الخصومات أتت قبل العيد بكثير لأن التاجر اصبح يبيع بخسائر كبيرة واقل من رأسمال البضائع ويتصل بالتجار الآخرين كي يبيع بضائعه التي كسدت نتيجة التخاصم السياسي والحل برأيه يكون بالاتفاق السياسي لبناء بلد جديد ويجب أن يكون مبنيًا على اقتصاد قوي ولن يكون الا اذا كان الجو السياسي هادئًا في البلاد.